كتابة: هبة زمان. غيابهم ظلامٌ يلفّ العالمَ كأنه ينذرُ... 💬 أقوال Heba Muhammad 📖 كتاب يومياتي

- 📖 من ❞ كتاب يومياتي ❝ Heba Muhammad 📖

█ كتابة: هبة زمان غيابهم ظلامٌ يلفّ العالمَ كأنه ينذرُ بنهايةِ الزمان توقفتْ عقاربُ الساعةِ ارتدتْ ثوبَ الحدادِ الباهتَ وتسارعتْ الرياحُ لتمسحَ آخرَ أثرٍ لهم ظننتُ حينها أنّني لن أتخطّى هذه المحنةَ ما حييتُ سأبقى أسيرةَ ذكرياتهم الجميلةِ خالدةً واحةِ الحزنِ والمأساةِ خشيتُ أن أعتزلَ الحياةَ وأن أصنعَ لنفسي زاويةً صغيرةً تليقُ بالحزنِ وأنْ تصبحَ أحلامي درجًا مائلًا وعتيقًا وأنني عند أولِ خطوةٍ سأخطوها سأسقطُ جوفِ العدمِ القاتمِ أصبحتُ كيمامةٍ فقدتْ رفيقَها فتاهتْ خضمِّ الحياةِ الغريبةِ تلك التي سرقتْ مني كلَّ عزيزٍ لم يبقَ لي منهم إلّا الذكرى فقلتُ نفسي: من أنا دونَهم؟ لستُ بقايا إنسانٍ دون روحٍ جسدٍ هامدٍ ينتظرُ اللقاءَ الأبديّ حتى أبقى خلفَهم وحيدةً لتقتلَ مخيلتي شظايا لحظاتِ وجودِهم السعيدةِ المختلطةَ بلحظاتِ رحيلِهم القاسيةِ؟ لكنّني تذكرتُ جملةَ والدتي كانتْ كتغريدةِ طائرِ العندليبِ العذبةِ: "لتكونَ سنواتُ حياتي وقوتي وثباتي هديةً لكم لأني يقينٍ أنجبتُ زهورًا تفوحُ رائحةُ الشجاعةِ والثباتِ والقوةِ عطرًا فواحًا وأنّ زوابعَ أمامَهم ليست بعضَ الأشواكِ الطفيفةِ كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ كتابة: هبة زمان.



غيابهم ظلامٌ يلفّ العالمَ كأنه ينذرُ بنهايةِ الزمان. توقفتْ عقاربُ الساعةِ , ارتدتْ ثوبَ الحدادِ الباهتَ , وتسارعتْ الرياحُ لتمسحَ آخرَ أثرٍ لهم.

ظننتُ حينها أنّني لن أتخطّى هذه المحنةَ ما حييتُ , سأبقى أسيرةَ ذكرياتهم الجميلةِ , خالدةً في واحةِ الحزنِ والمأساةِ. خشيتُ أن أعتزلَ الحياةَ , وأن أصنعَ لنفسي زاويةً صغيرةً تليقُ بالحزنِ , وأنْ تصبحَ أحلامي درجًا مائلًا وعتيقًا , وأنني عند أولِ خطوةٍ سأخطوها سأسقطُ في جوفِ العدمِ القاتمِ.

أصبحتُ كيمامةٍ فقدتْ رفيقَها , فتاهتْ في خضمِّ الحياةِ الغريبةِ , تلك الحياةِ التي سرقتْ مني كلَّ عزيزٍ. لم يبقَ لي منهم إلّا الذكرى , فقلتُ في نفسي: من أنا دونَهم؟

لستُ إلّا بقايا ذكرياتهم , بقايا إنسانٍ دون روحٍ , جسدٍ هامدٍ ينتظرُ اللقاءَ الأبديّ. من أنا حتى أبقى خلفَهم وحيدةً , لتقتلَ مخيلتي شظايا لحظاتِ وجودِهم السعيدةِ , المختلطةَ بلحظاتِ رحيلِهم القاسيةِ؟

لكنّني تذكرتُ جملةَ والدتي , التي كانتْ كتغريدةِ طائرِ العندليبِ العذبةِ:

˝لتكونَ سنواتُ حياتي وقوتي وثباتي هديةً لكم , لأني على يقينٍ أنّني أنجبتُ زهورًا تفوحُ رائحةُ الشجاعةِ والثباتِ والقوةِ منهم عطرًا فواحًا , وأنّ زوابعَ الحياةِ أمامَهم ليست إلّا بعضَ الأشواكِ الطفيفةِ.˝

كانتْ تلك الجملةُ كافيةً لتُبدّلَ اليأسَ إلى أملٍ , والضعفَ إلى قوةٍ , والعجزَ إلى إصرارٍ وإرادةٍ.

أصبحَ سلاحي جملةً مكونةً من ثلاثين كلمةً , كلماتٍ كبلسمٍ على داءِ الفقد .. ❝
مساهمة من:

Heba Muhammad

منذ 21 ايام
0
0 تعليقاً 0 مشاركة