منذ العام 1960 لم يستيقظ عم ( جلال ) لصلاة الفجر .. وهذا... 💬 أقوال أحمد خالد توفيق 📖 رواية أسطورة العلامات الدامية

- 📖 من ❞ رواية أسطورة العلامات الدامية ❝ أحمد خالد توفيق 📖

█ منذ العام 1960 لم يستيقظ عم ( جلال ) لصلاة الفجر وهذا لسبب بسيط جداً هو أنه ينم قط قبلها في ذلك الشارع الضيق الصغير كان الضوء الوحيد ينبعث من بقالته وكان المكان العالم بالنسبة لسكان الأقل الذي تستطيع أن تبتاع منه علبة سردين أو شاي تبغ بعد الثانية صباحاً إنه مكان دافئ آمن يشبه الفنار للسفن الضالة هناك سوف تقترب لتجده جالساً وسط المحل بين البضائع موقد الكيروسين بدفئه الجميل وصوته العذب فى ليالى الشتاء والبطانية كتفيه وصوت أم كلثوم المذياع العتیق المربوط بالحبال سوف تقف عنده متلذذاً بذلك الشعور : ظهرك يرتجف الصقيع ووجهك ينعم بالدفء شعور يبعث فيك القشعريرة مع رغبة عارمة تدخل لتنام بالداخل لكن هذا مستحيل لأن ضيق وقد رتب كل شيء بحيث لا يضطر إلى النهوض أبداً لكن بقالة المواضع النادرة التي تجعلك تشعر بأن الحياة تستحق نحياها قالت زوجة ساكنات : «لو صحوت يوماً فوجدت الرجل مات لشعرت قد انهار » الرجل نفسه عجوز باسم يترك مرضاً كتب الطب إلا اتخذه لنفسه كما يقتني هواة النفائس مقتنياتهم وإلى حد ما كنت بأنه يفخر بأمراضه هذه إنه يحدثك باعتزاز عن كتاب أسطورة العلامات الدامية مجاناً PDF اونلاين 2024 نتحدث اليوم كلمات نجدها مكتوبة بالدم جوار جثث القتلى كتبها؟ القتيل القاتل؟ سؤال مهم والأهم الذى يجمع هؤلاء معاً؟ قصة مقبضة هي الشياطين والقلوب المنزوعة وسحر (الكابالا) الظلام والوحشة والعجوز (رفعت إسماعيل) يعد يرى الوحدة ممتعة الحد

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ منذ العام 1960 لم يستيقظ عم ( جلال ) لصلاة الفجر ..

وهذا لسبب بسيط جداً هو أنه لم ينم قط قبلها ..

في ذلك الشارع الضيق الصغير كان الضوء الوحيد ينبعث من بقالته , وكان هو المكان الوحيد في العالم بالنسبة لسكان الشارع على الأقل الذي تستطيع أن تبتاع منه علبة سردين أو شاي أو تبغ بعد الثانية صباحاً ..

إنه مكان دافئ آمن يشبه الفنار للسفن الضالة .. هناك سوف تقترب لتجده جالساً وسط المحل بين البضائع موقد الكيروسين بدفئه الجميل وصوته العذب فى ليالى الشتاء .. والبطانية على كتفيه وصوت ( أم كلثوم ) ينبعث من ذلك المذياع العتیق المربوط بالحبال ..

سوف تقف عنده متلذذاً بذلك الشعور : ظهرك يرتجف من الصقيع ووجهك ينعم بالدفء .. شعور يبعث فيك القشعريرة مع رغبة عارمة في أن تدخل لتنام بالداخل , لكن هذا مستحيل لأن المحل ضيق جداً .. وقد رتب هو كل شيء بحيث لا يضطر إلى النهوض أبداً ..

لكن بقالة عم ( جلال ) من المواضع النادرة في العالم التي تجعلك تشعر بأن الحياة تستحق أن نحياها .. وقد قالت زوجة من ساكنات الشارع :

- «لو صحوت يوماً فوجدت أن هذا الرجل مات لشعرت بأن العالم قد انهار ..»

الرجل نفسه عجوز باسم لم يترك مرضاً في كتب الطب إلا اتخذه لنفسه كما يقتني هواة النفائس مقتنياتهم , وإلى حد ما كنت تشعر بأنه يفخر بأمراضه هذه .. إنه يحدثك باعتزاز عن النقرس ويحدثك بفخر عن الروماتزم ويحدثك بكبرياء عن داء السكري .. ولو كان ذا ثقافة طبية لاتخذ مرضاً غريب الاسم مثل ( التهاب الحيزوب ) أو ( الانسكاب البلوری ) ليضمه لمجموعته ..

هكذا يظل الرجل في متجره وحيداً لا تعرف فيما يفكر ولا أية ذكريات يجترها , ثم يتعالى صوت الأذان من زاوية قريبة فينهض .. معجزة أن تراه ينهض كأنك ترى أحد ديناصورات (رای هاری هاوزن Haussen ) المتخشبة في أفلامه القديمة .. حتى توشك أن تبكي تأثراً لرؤية هذه المعجزة ..

إنه يغلق المتجر .. يمشي إلى المسجد وهو يردد الأدعية بصوت خفيض.. يؤدي الصلاة ثم ينصرف إلى داره .. إنه يعيش بلا ولد مع زوجة عجوز مثله في شقة ضيقة بذات الشارع ..

هكذا لن تراه ثانية إلا بعد صلاة الظهر..

أعترف أنني كنت أهيم حباً بهذا المتجر وهذا الرجل. ❝

أحمد خالد توفيق

منذ 2 شهور ، مساهمة من: فتاة تقرأ
8
0 تعليقاً 0 مشاركة
نتيجة البحث