█ وماذا قصد بقوله : إن لله عملاً بالليل لا يقبله بالنهار وعملاً بالليل؟ أراد يقول لي تقم بدين الناس وتنس أن تقوم بدينك فإنما أنت عبد من عباد الله فرض عليك أعمالاً وعبادات فلا يشغلنك أمر الخلافة بها يذكرني أحافظ صلاتي وصيامي لأن الرعية دين الراعي زهد بالعبادة زهدوا معه وإن جد واجتهد فيها جدوا واجتهدوا أقبل الدنيا أقبلوا الآخرة فإن الحاكم للرعية كالرأس للجسد حيثما توجه تبعه الجسد! أنه تقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة ؟ شيء أحب إلى يقوم العبد بما فرضه عليه وأن إذا فعل النوافل وترك الفرائض فقد أتعب نفسه غير الذي خلق له قام بهما معا فقد جمع الخير كله فصيام السنة كلها تطوعًا يُغني عن ترك صيام نهار واحد رمضان بغير عذر وصلاة الفجر جماعة أفضل قيام نصف الليل ثم النوم عنها وإخراج ألف صدقة تغني الزكاة كان مجموع الصدقات أكثر ما يجب ذلك الصدقة والزكاة فريضة والإكثار يجبره الفرائض وأراد افترض أموراً لم يعمل ينفعه كتاب عندما التقيت عمر بن الخطاب مجاناً PDF اونلاين 2024 كان السَّادسة والعشرين أصابته دعوة النبيّ صلى وسلم قلبه: اللهم أعزّ الإسلام بأحبِّ الرجلين إليكَ؛ أو عمرو هشام ! هكذا بدأت الحكاية دعوةٌ جذبته ياقة كفره نور وانتشلته مستنقع الرذيلة قمة الفضيلة واستلّته دار النّدوة الأرقم ! ولأنَّ النّاسَ معادن خِيارهم الجاهلية فقِهوا الجاهليّ مهيّأً بإتقان ليكون الفاروق! كل ينقصه إعادة هيكلة وصياغة وليس أقدر وصياغتهم جديد ! فالإسلام يلغي الطبائع إنما يهذبها ولا يهدم الصفات وإنما يصقلها وفي هُذّب وصُقل صار واحدًا الذين يأتون إلا مرة واحدة التاريخ
❞ - يا بني ، إن الله جل جلاله حين حض على الجهاد . ومناجزة الكفار لنشر دينه في الأرض ، جعل للجهاد أجرا عظيما، لا يدركه الصائم بصومه ، ولا القائم بقيامه، على شرف الصيام والقيام وأجرهما العظيم ، نفر إليه من المسلمين أقوامًا يبتغون وجه الله الكريم وما أعد للمجاهدين والشهداء من الأجر ، ولكن هؤلاء المجاهدين نهاية المطاف طائفة من الناس ، لهم زوجات وأولاد، وأمهات وأخوات ، وهم لهم المعيل من بعد الله ، ولما كانوا بينهم أعالوهم وأنفقوا عليهم ، ولما غيبهم الجهاد ، وأبعدتهم الفتوح ، لم يبق عند الأهل منفق ولا معيل ، ومن العقوق أن يمضي الرجل مقبلاً على الموت ، يجالد الكفار ، ويقتحم الأخطار ، ونترك نحن أهله عالة يتكففون الناس، لا والله، أنا المعيل إذا غاب المعيل، وأنا الأب إذا غاب الأب، وأنا الأخ إذا غاب الأخ ، لا أشبع حتى يشبعوا ، ولا أنام حتى يناموا ، ولا أطمئن حتى يطمئنوا، وما كان لي أن أجمع عليهم فقد الزوج والأب والأخ والابن مع ذل الحاجة وتكفف الناس ، ثم هذا ليس منة من عمر عليهم ، هذا واجبي تجاههم، وحقهم علي .
- أي نبل هذا يا أمير المؤمنين ، أي نبل ؟! هذا دين الله يا بني، وشرعه الحنيف ، ما بال أقوام ندفع إليهم حقوقهم فيحسبون أننا نتفضل عليهم؟! والآن أخبرني ما عندك بعد حديثنا عن خطبتي الأولى في الناس؟
- ما زال عندي الكثير يا أمير المؤمنين، مثلك لا يشبع منه، ولا يكتفى ببعض حديثه ، ووالله لو بقيت أحدثك حتى ينفد أجلي ما شعرت أني اكتفيت، لهذا سأمضي في حديثي معك ، وسؤالي عما كان منك ومعك، يحرضني على هذا محبتي لك . ❝