دليل الكتب والمؤلفين ودور النشر والفعاليات الثقافيّة ، اقتباسات و مقتطفات من الكتب ، أقوال المؤلفين ، اقتباسات ومقاطع من الكتب مصنّفة حسب التخصص ، نصيّة وصور من الكتب ، وملخصات للكتب فيديو ومراجعات وتقييمات 2025
❞كاتب وروائي تونسي من مواليد مدينة قليبية لسنة 1978م. صدر له رواية "تماس الأوتار الفائقة -الكابوس"، سلسلة المكتب رقم 21 (ثلاثة أعداد إلى حد الآن)٫ ورواية "النجم الثاقب -الحاجز"❝
المؤلِّف:
منير بلهوان
حول
أعمالي
وكتاباتي
إحصائيَّات
️توثيق مؤلفات وأعمال المؤلِّف ❞منير بلهوان❝ في صفحة رسميّة كشخصيّة عامة على منصة المكتبة
❞ ولكن تصميمهم الشديد وشجاعتهم الكبيرة وطموحهم العظيم كانوا حائلين دون شعورهم بخوف أو يأس أو ضياع.. فقد أصبحت \"النجم الثاقب\" منذ تلك اللحظة عالمهم الوحيد ووطنهم الحنون وملجأهم الأخير وبيتهم الآمن.. والتف الجميع حول قائدهم الذي قال بصوته القوي الواثق الرصين:
- والآن هيا بنا يا رفاق.. فالمجد والخلود بانتظارنا.. والكون يفتح ذراعيه لنا لاستقبالنا.. والطريق لا يزال في بدايته وطويلا أمامنا للوصول إلى هدفنا الذي طال انتظاره..
ثم أعطى الإشارة ل\"م. ا. م. 6000\" ببث الطاقة اللازمة في محرك \"النجم الثاقب\" لتنطلق بأقصى سرعتها الأولية عبر أجواز الفضاء اللانهائي.. في حين راح أفراد البعثة يتأملون النجوم المتلألئة التي كانت تبدو لهم تارة أكثر لمعانا كما لو كانت ألعابا نارية تحتفل بهم وتناديهم وتحثهم على المضي قدما، وطورا تبدو كأنها آلاف، بل ملايين العيون ترقبهم من بعيد.. فتبث في قلوبهم خوفا ورهبة غامضين من مجهول لا يعلمون إن كان سيحمل لهم وللبشرية الخير أم الشر..
ولكن من يهتم لذلك؟.. هم في طريقهم ماضون قدما يمتشقون حسام العلم والطموح والنضال ويمتطون أجنحة الأمل والحلم والخيال... ❝ ⏤منير بلهوان
❞ ولكن تصميمهم الشديد وشجاعتهم الكبيرة وطموحهم العظيم كانوا حائلين دون شعورهم بخوف أو يأس أو ضياع. فقد أصبحت ˝النجم الثاقب˝ منذ تلك اللحظة عالمهم الوحيد ووطنهم الحنون وملجأهم الأخير وبيتهم الآمن. والتف الجميع حول قائدهم الذي قال بصوته القوي الواثق الرصين:
- والآن هيا بنا يا رفاق. فالمجد والخلود بانتظارنا. والكون يفتح ذراعيه لنا لاستقبالنا. والطريق لا يزال في بدايته وطويلا أمامنا للوصول إلى هدفنا الذي طال انتظاره.
ثم أعطى الإشارة ل˝م. ا. م. 6000˝ ببث الطاقة اللازمة في محرك ˝النجم الثاقب˝ لتنطلق بأقصى سرعتها الأولية عبر أجواز الفضاء اللانهائي. في حين راح أفراد البعثة يتأملون النجوم المتلألئة التي كانت تبدو لهم تارة أكثر لمعانا كما لو كانت ألعابا نارية تحتفل بهم وتناديهم وتحثهم على المضي قدما، وطورا تبدو كأنها آلاف، بل ملايين العيون ترقبهم من بعيد. فتبث في قلوبهم خوفا ورهبة غامضين من مجهول لا يعلمون إن كان سيحمل لهم وللبشرية الخير أم الشر.
ولكن من يهتم لذلك؟. هم في طريقهم ماضون قدما يمتشقون حسام العلم والطموح والنضال ويمتطون أجنحة الأمل والحلم والخيال. ❝
❞ إننا كبشر، أو على الأقل كعلماء وباحثين ومستكشفين، نعاني الآن من حالة أشد صعوبة وقسوة بكثير من حالة ميكي، سببها الفضول العلمي الذي يميز كل عالم وباحث ومستكشف حقيقي، وحب الإنسان الفطري للبحث عن المغامرة وتحدي الحواجز ومجابهة المصاعب وتجاوز العراقيل واستكشاف المجهول.. وأيضا بسبب كرامتنا وكبريائنا المجروحين الذين ينزفان بشدة، منذ اكتشاف تلك البيضة الطاقية العملاقة أو \"البيضة الخارقة\" -كما يسميها البعض- والتي كشفت عن ضعفنا وجهلنا وفضحت عيوبنا وحطمت كبرياءنا وغرورنا، وجعلتنا نراجع حساباتنا في مستوى تطورنا الحضاري والعلمي والتقني، وندرك أخيرا زيف الصورة التي رسمناها لأنفسنا من قديم الأزل، وظللنا نزين ونزركش ونزخرف ونطنب في المغالاة فيها، ونفهم أننا لسنا سادة الكون كما كنا نتخيل ونعتقد، بل أن هناك من يفوقنا بمراحل في هذا المجال، مما جعلنا نسقط فريسة للخوف -بعد أن سقط قناع الغرور والكبرياء الزائفة- ونستسلم لضعفنا وأنانيتنا وننقاد وراء غرائزنا الحيوانية بعد أن نبذنا كل تعقل وحكمة، ونقع في ما نحن فيه الآن من فوضى وتناحر وعداء. أنظروا إلى ما يحصل اليوم في كل أرجاء العالم من تخريب وتدمير لكل ما أنشأناه وبنيناه وأسسناه من حضارة وتراث وعلوم وفنون طوال قرون متطاولة من عمر البشرية، وما كنا نعتبره قبلا مصدر فخرنا وكبريائنا وتميزنا عن باقي مخلوقات الأرض.. ماذا حصل؟ لقد انهار كل ذلك في لحظات وكأنه لم يكن، وصرنا لا نختلف عن الضواري والسباع التي تتقاتل وتتناحر فيقتل القوي منها الضعيف. علينا يا سادة أن نتأمل في ما آلت إليه حالنا، بسبب هذا الكشف، بحكمة وتعقل وتسامح. وعندها، ربما قد يعيدنا هذا الاكتشاف إلى رشدنا وندرك أخيرا قيمتنا ومكانتنا الحقيقيتين وسط هذا الكون المترامي الأطراف. عندها قد نصبح أكثر تواضعا وحكمة واتزانا ورحمة بمن هم أضعف منا، ونصبح جديرين بالالتحاق بركب الحضارة والتقدم الحقيقيين الذين يقومان على الحكمة والتسامح والمحبة والتآخي والتعاون والتضحية والتعايش السلمي... ❝ ⏤منير بلهوان
❞ إننا كبشر، أو على الأقل كعلماء وباحثين ومستكشفين، نعاني الآن من حالة أشد صعوبة وقسوة بكثير من حالة ميكي، سببها الفضول العلمي الذي يميز كل عالم وباحث ومستكشف حقيقي، وحب الإنسان الفطري للبحث عن المغامرة وتحدي الحواجز ومجابهة المصاعب وتجاوز العراقيل واستكشاف المجهول. وأيضا بسبب كرامتنا وكبريائنا المجروحين الذين ينزفان بشدة، منذ اكتشاف تلك البيضة الطاقية العملاقة أو ˝البيضة الخارقة˝ -كما يسميها البعض- والتي كشفت عن ضعفنا وجهلنا وفضحت عيوبنا وحطمت كبرياءنا وغرورنا، وجعلتنا نراجع حساباتنا في مستوى تطورنا الحضاري والعلمي والتقني، وندرك أخيرا زيف الصورة التي رسمناها لأنفسنا من قديم الأزل، وظللنا نزين ونزركش ونزخرف ونطنب في المغالاة فيها، ونفهم أننا لسنا سادة الكون كما كنا نتخيل ونعتقد، بل أن هناك من يفوقنا بمراحل في هذا المجال، مما جعلنا نسقط فريسة للخوف -بعد أن سقط قناع الغرور والكبرياء الزائفة- ونستسلم لضعفنا وأنانيتنا وننقاد وراء غرائزنا الحيوانية بعد أن نبذنا كل تعقل وحكمة، ونقع في ما نحن فيه الآن من فوضى وتناحر وعداء. أنظروا إلى ما يحصل اليوم في كل أرجاء العالم من تخريب وتدمير لكل ما أنشأناه وبنيناه وأسسناه من حضارة وتراث وعلوم وفنون طوال قرون متطاولة من عمر البشرية، وما كنا نعتبره قبلا مصدر فخرنا وكبريائنا وتميزنا عن باقي مخلوقات الأرض. ماذا حصل؟ لقد انهار كل ذلك في لحظات وكأنه لم يكن، وصرنا لا نختلف عن الضواري والسباع التي تتقاتل وتتناحر فيقتل القوي منها الضعيف. علينا يا سادة أن نتأمل في ما آلت إليه حالنا، بسبب هذا الكشف، بحكمة وتعقل وتسامح. وعندها، ربما قد يعيدنا هذا الاكتشاف إلى رشدنا وندرك أخيرا قيمتنا ومكانتنا الحقيقيتين وسط هذا الكون المترامي الأطراف. عندها قد نصبح أكثر تواضعا وحكمة واتزانا ورحمة بمن هم أضعف منا، ونصبح جديرين بالالتحاق بركب الحضارة والتقدم الحقيقيين الذين يقومان على الحكمة والتسامح والمحبة والتآخي والتعاون والتضحية والتعايش السلمي. ❝
❞ في النهاية راح الجميع يتقاطرون الواحد تلو الآخر على قمرة القيادة، حيث كان ماهر وعبد العزيز منشغلين بدراسة وتحليل ما يستجد من المعلومات المتواترة التي كانت ترسلها تباعا المسابر الفضائية الصغيرة المتمركزة على طول امتداد الحائط الطاقي الغامض، الذي أصبح هاجسهم وشاغلهم الشاغل وقد أثار في أعماق كل منهم تساؤلات ومخاوف لا حصر لها: فكل الدلائل والمعطيات والمعلومات تؤكد أن هذا الحائط الطاقي العملاق ليس من فعل الطبيعة، بل هو من صنع كائنات عاقلة تتمتع بتكنولوجيا متطورة تكاد تكون أشبه بالسحر – وكان هذا أكثر ما يثير مخاوف أعضاء البعثة ويجرح كرامتهم وكبرياءهم، خاصة الدكتور ماهر. فما آتته هذه المخلوقات العاقلة المجهولة جعل اختراعه الذي طالما افتخر به واعتبره الكل أهم اختراع في القرن الواحد والعشرين، مجرد لعبة أطفال مقارنة بذلك الحائط المكون من طاقة صافية ناتجة عن المادة المضادة، والذي يتحدى كل منطق وكل عقل ويثبت للمرة الألف أن الإنسان لا يزال يخطو خطواته الأولى المتعثرة في سباق التحضر والتطور؛ وأن المشوار ما يزال طويلا أمامه ومليئا بالمفاجآت والعقبات، كما أصبح جليا الآن.. ❝ ⏤منير بلهوان
❞ في النهاية راح الجميع يتقاطرون الواحد تلو الآخر على قمرة القيادة، حيث كان ماهر وعبد العزيز منشغلين بدراسة وتحليل ما يستجد من المعلومات المتواترة التي كانت ترسلها تباعا المسابر الفضائية الصغيرة المتمركزة على طول امتداد الحائط الطاقي الغامض، الذي أصبح هاجسهم وشاغلهم الشاغل وقد أثار في أعماق كل منهم تساؤلات ومخاوف لا حصر لها: فكل الدلائل والمعطيات والمعلومات تؤكد أن هذا الحائط الطاقي العملاق ليس من فعل الطبيعة، بل هو من صنع كائنات عاقلة تتمتع بتكنولوجيا متطورة تكاد تكون أشبه بالسحر – وكان هذا أكثر ما يثير مخاوف أعضاء البعثة ويجرح كرامتهم وكبرياءهم، خاصة الدكتور ماهر. فما آتته هذه المخلوقات العاقلة المجهولة جعل اختراعه الذي طالما افتخر به واعتبره الكل أهم اختراع في القرن الواحد والعشرين، مجرد لعبة أطفال مقارنة بذلك الحائط المكون من طاقة صافية ناتجة عن المادة المضادة، والذي يتحدى كل منطق وكل عقل ويثبت للمرة الألف أن الإنسان لا يزال يخطو خطواته الأولى المتعثرة في سباق التحضر والتطور؛ وأن المشوار ما يزال طويلا أمامه ومليئا بالمفاجآت والعقبات، كما أصبح جليا الآن. ❝
❞ 4… 3… 2… 1… صفر!! \"
لمع وميض خاطف كاد يخطف الأبصار معه.. وبدا كأن الزمن قد توقف لثانية أو اثنتين ليخلد تلك اللحظة التاريخية في سجل البشرية.. وكأن العالم بأسره قد أصيب بجمود تام.. وكأن الأرض قد توقفت عن الدوران.. وكأن الأنفاس قد احتبست في الصدور.. وكأن القلوب قد توقفت عن الخفقان..
ثم ارتفعت السفينة الفضائية بشموخ وكبرياء إلى عنان السماء وسط موجة عاتية من الصراخ والتهليل والتصفيق، والضحك، والبكاء، والأحضان.. وانطلقت بسرعة البرق تخترق السحب البيضاء حاملة معها أحلام وآمال وطموحات الملايين من الناس.. لتختفي وكأن الشمس الساطعة قد ابتلعتها أو كأنها طيف حلم ذاب لما استيقظ الغافي من غفوته... ❝ ⏤منير بلهوان
❞ 4… 3… 2… 1… صفر!! ˝
لمع وميض خاطف كاد يخطف الأبصار معه. وبدا كأن الزمن قد توقف لثانية أو اثنتين ليخلد تلك اللحظة التاريخية في سجل البشرية. وكأن العالم بأسره قد أصيب بجمود تام. وكأن الأرض قد توقفت عن الدوران. وكأن الأنفاس قد احتبست في الصدور. وكأن القلوب قد توقفت عن الخفقان.
ثم ارتفعت السفينة الفضائية بشموخ وكبرياء إلى عنان السماء وسط موجة عاتية من الصراخ والتهليل والتصفيق، والضحك، والبكاء، والأحضان. وانطلقت بسرعة البرق تخترق السحب البيضاء حاملة معها أحلام وآمال وطموحات الملايين من الناس. لتختفي وكأن الشمس الساطعة قد ابتلعتها أو كأنها طيف حلم ذاب لما استيقظ الغافي من غفوته. ❝