❞❝
❞ أنْ تعيشَ مُطارَدًا يعني أنْ تُصبِحَ إنسانًا آخَر، أنْ تتحوّل إلى شَبَحٍ رَضِي بحياة الجوع، والبرد، والخوف، والموت... والحنين الذّابح... أعظمُ ما يُؤرجِحك - فتشعر بأنّكَ لستَ هنا ولا هنا وأنّك لم تعدْ إنسانًا - هو هذا الحنين؛ الحنين إلى كلّ شيءٍ، حنين اللّمسات قبل حنين الهَمَسات، إلى لمسةِ الأمّ في الصّباح توقظك، إلى لمسة كأس الشّاي السّاخنة تُدفِئك، إلى لمسةِ فروة عنق ريّان تُطمئِنك . ❝
❞ «نحن مشّاؤون يا أخي» . أمشِ ولكن لا تجعل التّراب يَعَلقُ بقدميك. للتّراب ذاكرة. يحفظُ أعمال المشّائين والدُّعاة والمجاهدين والذين ساروا إلى الله، وحتّى أولئك الذين ساروا إلى الدنيا. للتّراب ذاكرة يا أخي، اخلع نعليك ، تخفف من تراب قدميك، فإن أول منازلك عندنا أن تهبَ لله كّلّك. نحن لا نريد لأحدٍ أن يذكرنا، نحن لا نريد إلا منه أن يذكرنا . نسيان البشر لنا وجهٌ من وجوه نعمته، ونسيانه لنا أكبر خسارةٍ يمكن أن نُمنى بها في حياتنا هذه وفي حياتنا تلك: «فاليوم ننساهم» .
«نحن مشّاؤون يا أخي» . ❝