❞❝
❞ وتيقن أن العلم المجرد لا يَأْخُذُ باليد مثاله لو كان على رجل في برية عشرة أسياف هندية مع أسلحة أخرى، وكان الرجل شجاعاً وأهل حرب، فحمل عليه أسد عظيم مهيب، فما ظنك هل تدفع الأسلحة شره عنه بلا استعمالها وضربها
ومن المعلوم أنها لا تدفع إلا بالتحريك والضرب.
فكذا لو قرأ رجل مائة ألف مسألة علمية وتعلمها، ولم يعمل بها، لا تفيده إلا بالعمل . ❝
❞ أيها الولد، ينبغي لك أن يكون قولك وفعلك موافقاً للشرع؛ إذ العلم والعمل بلا اقتداء الشرع ضلالة.
وينبغي لك ألا تغتر بشطح الصوفية وطاماتهم؛ لأن سلوك هذا الطريق يكون بالمجاهدة وقطع شهوة النفس وقتل هواها بسيف الرياضة، لا بالطامات والتُرَّهات . ❝
❞ أيها الولد، النصيحة سهل، والمشكل قبولها لأنها في مذاق متبعي الهوى مرٌّ؛ إذ المناهي محبوبة في قلوبهم، على الخصوص لمن كان طالب العلم الرسمي مشتغلاً في فضل النفس ومناقب الدنيا، فإنه يحسب أن العلم المجرد له سيكون نجاته وخلاصه فيه، وأنه مستغن عن العمل، وهذا اعتقاد الفلاسفة.
سبحان الله العظيم! لا يعلم هذا القدر أنه حين حصَّل العلم إذا لم يعمل به تكون الحجة عليه آكد، كما قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: "أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لا ينفعه الله بعلمه" . ❝