لحظة اتخذنا القرار بتأسيس دار المحجة البيضاء لم يكن هدفنا سوى إنشاء رافد آخر يجري إلى جانب روافد أخرى سبقتنا إلى هذا الأمر لتجتمع هذه الروافد في نهر يصب في بحر الثقافة والفكر والعلم وحوار الأفكار والأديان والثقافات من أجل عالم أفضل فكراً ، وأروع ثقافة ، وأنصع حضارةً ، من أجل محجة بيضاء في مقابل محجة قاتمة ، يسعى إليها أعداء فكرنا وثقافتنا وتاريخنا. على هذا الأساس انطلقنا ، ولذلك الهدف سعينا ، فقد يظن البعض أن الهدف ماديٌ بحت، لكن نظرة خاطفة لما يحيط بالكتاب في عالمنا يجد أن عملنا تظلله مصاعب جمة ، تحدُّ من تحقيق المبتغى المادي . لكننا رغم ذلك لم نتوانَ عن مواصلة المسير في هذا الطريق الذي سلكناه منذ سنين ، متجاوزين كل الصعوبات ، على أمل أن تغدو الكلمة الطيبة ، والفكر النيّر ، والحوار الفكري ، والتواصل الثقافي - وهي أمور نرى أن الكتاب الهادف يبعثها من بين طيات صفحاته - أن تغدو هي الأنجم التي تزيّن سماءنا ، والمصابيح التي تنير دروبنا. إن الميزة التي تميّزت بها دار المحجة البيضاء ، هي في تنوع كتبها وإصداراتها ، بحيث يجد كلُّ قارىء مبتغاه ، فإلى جانب الكتب الإسلامية والعقائدية ، وكتب الأدعية والزيارات ، هناك الكتب الأدبية بأنواعها من الشعر والقصة والرواية والكتب الفلسفية ثم الكتب الفقهية، والكتب التاريخية ، والكتب السياسية ، والكتب العلمية والطبية ، وكتب الأطفال ، وكتب السيرة ، والكتب المتخصصة بعلم الفلك والنجوم ، وكتب النباتات والأعشاب ، وكتب الغذاء والطبخ ، ناهيك عن أن معرضنا الدائم والكبير في مركزنا ، يحوي معظم كتب دور النشر اللبنانية والعربية ، وبالتالي نحن على استعداد لتأمين الكتب المختلفة من دور النشر اللبنانية كافة إلى طالبيها في أي مكان ، إضافة إلى مشاركتنا في معظم معارض الكتب في لبنان وأقطار العالم لاسيما العالم العربي والإسلامي.