يعد مشروع الاستشراق ظاهرة استثنائية فريدة، لا نظير لها في تاريخ الحضارات. ولقد كان الغرض الأساس من الاستشراق إبان نشأته الأولى (صناعة غربية للإسلام) وتسويقها للإنسان الغربي ... لكن الاستشراق تطور في أغراضه وأساليبه وتقنياته ومناهجه، لكن أثره لم ينحصر عند الإنسان الغربي، بل امتد إلى الإنسان المسلم وفكره ووجدانه. لقد جاء المستشرقون من بلدانهم في بريطانيا وفرنسا وروسيا وإيطاليا وإسبانيا وأمريكا للتدريس في جامعاتنا ولرئاسة دار الكتب ومخطوطاتها ومحفوظاتها ووثائقها.. وقد حصلوا على مقاعد في مجامعنا اللغوية والعلمية. ومهما يكن من أمر فإن الاستشراق قد نجح نجاحا كبيرا في المهمة التي أوجد لها ولقد كان للاستشراق حسناته كما كانت له سيئاته !! ويحلل هذا الكتاب جوانب مهمة للاستشراق ... يعتمد فيها على كتابات المستشرقين أنفسهم، وليس على ما يكتب عنهم.