█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ عندما يعجز الحزين عن الحزن، عندما يدفن رأسه بين ذراعيه، ويغرق في الصمت آملاً ان يختنق فيه، سيقول الجميع أنه مكتئب. يمكن للمرء ان يكون حزيناً، بلا مبرر، وأن يحصل على اسم براق لحزنه. لكن لماذا تحتاج السعادة إلى كل تلك المعادلات الرياضية والتجارب المخبرية لكي نصدق وجودها؟ تساءل لحظتها؛ هل أنا حزين ام لا؟ لم يدر بم يجيب. كان قد بلغ تلك الأرض البكر التي تقع فيما وراء الحزن والسعادة. كان، ببساطة شديدة، يطفو فوق ذاكرته، دونما ألم . ❝
❞ في لحظة ما تنظر إلى وجهك ثم ترى فيه وجه الرجل الغريب ، وتصير الأجنبي الذي تلمحه في ناصية الشارع ، ولا تملك حتى المبررات اللازمة لتحيته . سوف يمر أحدكما بجانب الآخر دون أن ينظر في عينينه ، ويذهب كل واحد منكما في اتجاه معاكس ، ويغيب في الزحام ، وفي تلك اللحظة لن تعود الشخص نفسه أبدا . ❝
❞ صار يفهم لماذا لا تريد أمه مغادرة السرير ؛ لقد أفلتت من نطاق الجاذبية ، لولا أن الطفو في اللا مكان يعجبها . لقد عاشت في زمنه هو ، في عاداته هو . وعندما رحل صارت عالقة في اللازمن ، تتساءل عما ستفعله بنفسها . قهوته الصباحية ، سجائره ، جريدة اليوم ، خروجه للمشي في التاسعة صباحا ، دلق الماء في حوض النخلة ، لعن صلبوخ، وحتى طريقته التي لا تطاق في التذمرمن الغبار أسفل الثلاجة ، وأعلى فتحات التكييف . عندما يدلف إلى مكتبه ليقرأ في الثانية عشر وحتى الثانية ظهرا ، يصبح في مقدورها أن تمارس حياة تخصها ؛ تتابع قنوات الطبخ أو تقرأ القرآن . لكن اليوم الذي لا يبدأ به لا يبدأ أبداً . ❝