❞ عندما مات أبي، لم أجد ما أقوله.. لم أكتب.. لم أتلق العزاء.. ولا عاتبت أحدًا لأنه لم يمد لي يدًا يطلب السلوان لي والجنة لوالدي؛ فقد كان من الضروري أن أشعر بأن والدي قد غاب.. قد بعد عني.. كان يجب أن أناديه فإذا لم يرد أدركت أنه ليس هناك؛ وإذا عاودت النداء أيقنت أنني وأنه لسنا هنا؛ فبيننا مسافات في المكان والزمان.. ولم أكن في حاجةٍ إلى معجزة لكي أشعر بذلك .. فقد اقتربت منه وفتح عينيه وقال كلمة، ولما لم أجد ابتسامته الرقيقة أدركت أنه مات، فقد كان الابتسام مثل النقط فوق وتحت الحروف، فهو إذا قال ثلاث كلمات ابتسم خمس مرات.. وكان لابد أن أقنع عقلي وقلبي، وأن أعيد ترتيب حياتي كلها قبل أن أشيع في وجودي كله أنه قد مات.. ولذلك احتجت بعض الوقت لكي أرى أوضح وأسمع أعمق وأفكر أبعد لكي أسترجع الذي كان، فأجعله كأنه ما يزال حيًا أمامي. ❝ ⏤أنيس منصور
❞ عندما مات أبي، لم أجد ما أقوله. لم أكتب. لم أتلق العزاء. ولا عاتبت أحدًا لأنه لم يمد لي يدًا يطلب السلوان لي والجنة لوالدي؛ فقد كان من الضروري أن أشعر بأن والدي قد غاب. قد بعد عني. كان يجب أن أناديه فإذا لم يرد أدركت أنه ليس هناك؛ وإذا عاودت النداء أيقنت أنني وأنه لسنا هنا؛ فبيننا مسافات في المكان والزمان. ولم أكن في حاجةٍ إلى معجزة لكي أشعر بذلك . فقد اقتربت منه وفتح عينيه وقال كلمة، ولما لم أجد ابتسامته الرقيقة أدركت أنه مات، فقد كان الابتسام مثل النقط فوق وتحت الحروف، فهو إذا قال ثلاث كلمات ابتسم خمس مرات. وكان لابد أن أقنع عقلي وقلبي، وأن أعيد ترتيب حياتي كلها قبل أن أشيع في وجودي كله أنه قد مات. ولذلك احتجت بعض الوقت لكي أرى أوضح وأسمع أعمق وأفكر أبعد لكي أسترجع الذي كان، فأجعله كأنه ما يزال حيًا أمامي. ❝
❞ ولكن الأبناء كلما كبروا تضاءل امتنانهم لأحد، حتى تجيء لحظة يحسون فيها أن أحدا لم يلدهم، إنما ولدوا أنفسهم، وأنهم عصاميون، وأنهم إذا شكروا أحدا فلأن في اللغة فعلا اسمه: شكر يشكر شكرا .. فقط .. أي أنها ممارسة لغوية. ❝ ⏤أنيس منصور
❞ ولكن الأبناء كلما كبروا تضاءل امتنانهم لأحد، حتى تجيء لحظة يحسون فيها أن أحدا لم يلدهم، إنما ولدوا أنفسهم، وأنهم عصاميون، وأنهم إذا شكروا أحدا فلأن في اللغة فعلا اسمه: شكر يشكر شكرا . فقط . أي أنها ممارسة لغوية. ❝
❞ وأكثر مؤلفي قصص الرعب هم أطفال خائفون، ولكنهم تجاوزوا خوفهم عندما ألفوه قصصا، ثم باعوه خوفا عاما لملايين الناس!
وبذلك يكونون قد كسبوا مرتين: تخلصوا من خوفهم أولا، ثم باعوه بعد ذلك. ❝ ⏤أنيس منصور
❞ وأكثر مؤلفي قصص الرعب هم أطفال خائفون، ولكنهم تجاوزوا خوفهم عندما ألفوه قصصا، ثم باعوه خوفا عاما لملايين الناس!
وبذلك يكونون قد كسبوا مرتين: تخلصوا من خوفهم أولا، ثم باعوه بعد ذلك. ❝