❞ فارقنا الفجر
هجرتُ دنيايَ إذ غدروا بقلبي
وسُمَّت روحيَ إذ نُكِستْ كَوكبي
صِرتُ المشردةَ التي في الذكرى تهيمُ
تبحثُ عن مأوى لمعنى مُغتربِ
كانت سمايَ زهوَ نورٍ في المساءِ
تغفو الضحى بعبيرِ وردٍ في الفضاءِ
والطيرُ يرقصُ فوق أجنحةِ النسيمِ
والقلبُ يزهرُ بين آمال الرجاءِ
ناديتُ قمري: أيها الغائبُ هنا
كيف ارتضيتَ بأن تكونَ بلا وَنى؟
قال القمرُ: قد ضلَّ دربي في الظلامِ
وخشيتُ أن ألقى الضياعَ بلا سَنا
فأجبتُهُ: كن للسماءِ كما عهدتْ
لا تخشَ ليلًا، فالنُّجومُ لكَ امتدَتْ
مدَّ اليَدَ الآنَ، الحياةُ لنا تنادي
إن كنتَ تهواني، فَسِرْ نحو الغَدَتْ
لكنني وحدي وجدتُ الدربَ صعبًا
غابتْ يداهُ، وبقيتُ أرجو النُّورَ قربًا
في غابةٍ ذبلتْ حكاياتُ الوجودِ
وسماؤها أضحتْ خرابًا لا يُحبَّى
ناداهُ صوتي، قال لي: أينَ النجاة؟
فأجبتُهُ: في ضوئنا سرُّ الحياةِ
عدْ كي نبنيَ من رمادِ الليلِ صبحًا
فالكونُ يسكنهُ الرجاءُ بلا نُهاةِ
لكنْ مضى عامٌ، وليلُ الصمتِ دامْ
قمري تخبَّطَ في عُبابِ الظُّلْمِ هامْ
أما أنا، فأنا التي صارتْ تُؤمِّلُ
أن يلتقي ضوءُ النجومِ على الغَمَامْ
لـِ ندى العطفي
بيلا. ❝ ⏤Nada Elatfe
❞ فارقنا الفجر
هجرتُ دنيايَ إذ غدروا بقلبي
وسُمَّت روحيَ إذ نُكِستْ كَوكبي
صِرتُ المشردةَ التي في الذكرى تهيمُ
تبحثُ عن مأوى لمعنى مُغتربِ
كانت سمايَ زهوَ نورٍ في المساءِ
تغفو الضحى بعبيرِ وردٍ في الفضاءِ
والطيرُ يرقصُ فوق أجنحةِ النسيمِ
والقلبُ يزهرُ بين آمال الرجاءِ
ناديتُ قمري: أيها الغائبُ هنا
كيف ارتضيتَ بأن تكونَ بلا وَنى؟
قال القمرُ: قد ضلَّ دربي في الظلامِ
وخشيتُ أن ألقى الضياعَ بلا سَنا
فأجبتُهُ: كن للسماءِ كما عهدتْ
لا تخشَ ليلًا، فالنُّجومُ لكَ امتدَتْ
مدَّ اليَدَ الآنَ، الحياةُ لنا تنادي
إن كنتَ تهواني، فَسِرْ نحو الغَدَتْ
❞ أنا معتدلة ابنة الاعتدال، آذارِيَّة سَوِيَّة، قد أكون خجولة وانطوائية لكنني أَظَلُّ مارسية ابنة الربيع الذي اكتسح الساحة مُزيحا الشتاء، ربيع انتصر فيه الدفء على البرودة حيث ولّى فيه عهد القُرّ والبرد ليتربع القيظ والأُوَار على عرش الحكم، صَحَتِ الحيوانات من سباتها الشتوي وَهَبَّتْ تعظيما وتبجيلا للحاكم الجديد، عادت الطيور النازحة بعدما جافاها الشتاء وهجرتْ، تَصْدَحُ وتَسْجَعُ بِشَدْوِها وزقزقاتها في سماء الربيع، ازدانت الأرض بخضرتها حيث التَحَفَت بغطاء غضّ أخضر وتزينت وتجملت بِحِلِيّ مورق ونضير، تعطرت وتطيبت بعبير وريّا الأزهار والأشجار التي بعثرها النسيم العليل في الأجواء، أنا ابنة شهر الهوى والحب حيث قابلتِ السماء خضرة الأرض الباسمة بلون ياقوتي نقي مزدان بسوار مرصع بغُييمات بيضاء عائمة حول الشمس التي تَبُثّ ولعها وهيامها للأرض بأشعة دافئة حانية..
#سناء_قصيبة
#ستارة_من_الضباب
#بصمة_كاتب_للنشر_والتوزيع
#معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب_2024. ❝ ⏤سناء قصيبة
❞ أنا معتدلة ابنة الاعتدال، آذارِيَّة سَوِيَّة، قد أكون خجولة وانطوائية لكنني أَظَلُّ مارسية ابنة الربيع الذي اكتسح الساحة مُزيحا الشتاء، ربيع انتصر فيه الدفء على البرودة حيث ولّى فيه عهد القُرّ والبرد ليتربع القيظ والأُوَار على عرش الحكم، صَحَتِ الحيوانات من سباتها الشتوي وَهَبَّتْ تعظيما وتبجيلا للحاكم الجديد، عادت الطيور النازحة بعدما جافاها الشتاء وهجرتْ، تَصْدَحُ وتَسْجَعُ بِشَدْوِها وزقزقاتها في سماء الربيع، ازدانت الأرض بخضرتها حيث التَحَفَت بغطاء غضّ أخضر وتزينت وتجملت بِحِلِيّ مورق ونضير، تعطرت وتطيبت بعبير وريّا الأزهار والأشجار التي بعثرها النسيم العليل في الأجواء، أنا ابنة شهر الهوى والحب حيث قابلتِ السماء خضرة الأرض الباسمة بلون ياقوتي نقي مزدان بسوار مرصع بغُييمات بيضاء عائمة حول الشمس التي تَبُثّ ولعها وهيامها للأرض بأشعة دافئة حانية.
#سناء_قصيبة #ستارة_من_الضباب #بصمة_كاتب_للنشر_والتوزيع #معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب_2024. ❝
❞ الرافعي الشاعر
مل بي عن الوردِ واسقني القدحا
فوردُها من خدودكَ افتضحا
وقد شكى للنسيمِ خجلتهُ
فحينَ مرَّ النسيمُ بي نفحا
وقم بنا نصطبحُ معتقةً
واسمح بها فالزمانُ قد سمحا
كأنها فرحةً على كبدٍ
تنقضُ عنها الهمومَ والترحا
فاجلُ بها لنفسَ إنها صدأتْ
وآس بها القلب إنهُ قرِحا
وقل لمن لامني على سفهٍ
ما ضرَّنا أنْ نابحاً نبحا
أما ترى الدَّنَّ قد جرى دَمُهُ
كأنه من لحاظكَ انجرحا
يمجُّ راحاً كأنَّ شعلتها
تحت الدياجي شعاعُ شمسِ ضحى
أخفُّ عندي ممن ضنيتُ به
روحاً وأخفى من الضَّنا شبحا
وإن ترَ الهمَّ قاتلاً فرحي
فانظر كيف تبعثُ الفرحا
الفجرُ ما كان ينزوي حزناً
في الأفقِ حتى رآكَ فانشرحا
والطيرُ قد كانَ فوقَ منبرِهِ
عياً فلما سكبتها صَدَحا
والفلُّ والياسمين من حسدٍ
كلاهما فوقَ غصنِهِ انطرحا
تنافسا في الجمالِ آونةً
فحينَما لاحَ وجهكَ اصطلحا. ❝ ⏤K~`iwaz