█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ حوار مع صديقي الملحد
لماذا خلق الله الشر؟
قال صاحبي ساخرًا:
كيف تزعمون أن إلهكم كامل ورحمن ورحيم وكريم ورءوف وهو قد خلق كل هذه الشرور في العالم .. المرض والشيخوخة والموت والزلزال والبركان والميكروب والسم والحر والزمهرير وآلام السرطان التي لا تعفي الطفل الوليد ولا الشيخ الطاعن.
إذا كان الله محبة وجمالا وخيرا فكيف يخلق الكراهية والقبح والشر .
والمشكلة التي أثارها صاحبي من المشاكل الأساسية في الفلسفة وقد انقسمت حولها مدارس الفكر واختلفت حولها الآراء.
ونحن نقول أن الله كله رحمة وكله خير وأنه لم يأمر بالشر ولكنه سمح به لحكمة.
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (28) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ (29)} الأعراف-28.
الله لا يأمر إلا بالعدل والمحبة والإحسان والعفو والخير وهو لا يرضى إلا بالطيب.
فلماذا ترك الظالم يظلم والقاتل يقتل والسارق يسرق؟
لأن الله أرادنا أحرارا .. والحرية اقتضت الخطأ ولا معنى للحرية دون أن يكون لنا حق التجربة والخطأ والصواب .. والاختيار الحر بين المعصية والطاعة.
وكان في قدرة الله أن يجعلنا جميعًا أخيارا وذلك بأن يقهرنا على الطاعة قهرا وكان ذلك يقتضي أن يسلبنا حرية الاختيار.
وفي دستور الله وسنته أن الحرية مع الألم أكرم للإنسان من العبودية مع السعادة .. ولهذا تركنا نخطيء ونتألم ونتعلم وهذه هي الحكمة في سماحه بالشر.
ومع ذلك فإن النظر المنصف المحايد سوف يكشف لنا أن الخير في الوجود هو القاعدة وأن الشر هو الاستثناء ..
فالصحة هي القاعدة والمرض استثناء ونحن نقضي معظم سنوات عمرنا في صحة ولا يزورنا المرض إلا أياما قليلة .. وبالمثل الزلازل هي في مجملها بضع دقائق في عمر الكرة الأرضية الذي يحصى بملايين السنين وكذلك البراكين وكذلك الحروب هي تشنجات قصيرة في حياة الأمم بين فترات سلام طويلة ممتدة.
ثم أننا نرى لكل شيء وجه خير فالمرض يخلف وقاية والألم يربي الصلابة والجلد والتحمل والزلازل تنفس عن الضغط المكبوت في داخل الكرة الأرضية وتحمي القشرة الأرضية من الانفجار وتعيد الجبال إلى أماكنها كأحزمة وثقالات تثبت القشرة الأرضية في مكانها، والبراكين تنفث المعادن والثروات الخبيثة الباطنة وتكسو الأرض بتربة بركانية خصبة .. والحروب تدمج الأمم وتلقح بينها وتجمعها في كتل وأحلاف ثم في عصبة أمم ثم في مجلس أمن هو بمثابة محكمة عالمية للتشاكي والتصالح .. وأعظم الاختراعات خرجت أثناء الحروب .. البنسلين الذرة الصواريخ الطائرات النفاثة كلها خرجت من أتون الحروب.
ومن سم الثعبان يخرج الترياق.
ومن الميكروب نصنع اللقاح.
ولولا أن أجدادنا ماتوا لما كنا الآن في مناصبنا، والشر في الكون كالظل في الصورة إذا اقتربت منه خيل إليك أنه عيب ونقص في الصورة .. ولكن إذا ابتعدت ونظرت إلى الصورة ككل نظرة شاملة اكتشفت أنه ضروري ولا غنى عنه وأنه يؤدي وظيفة جمالية في البناء العام للصورة.
وهل كان يمكننا أن نعرف الصحة لولا المرض .. إن الصحة تظل تاجا على رؤوسنا لا نراه ولا نعرفه إلا حينما نمرض.
وبالمثل ما كان ممكنا أن نعرف الجمال لولا القبح ولا الوضع الطبيعي لولا االشاذ.
ولهذا يقول الفيلسوف أبو حامد الغزالي: إن نقص الكون هو عين كماله مثل اعوجاج القوس هو عين صلاحيته ولو أنه استقام لما رمى.
وظيفة أخرى للمشقات والآلام .. أنها هي التي تفرز الناس وتكشف معادنهم.
لولا المشقة ساد الناس كلهم ... الجود يفقر والإقدام قتال
إنها الامتحان الذي نعرف به أنفسنا .. والابتلاء الذي تتحدد به مراتبنا عند الله.
ثم إن الدنيا كلها ليست سوى فصل واحد من رواية سوف تتعدد فصولها فالموت ليس نهاية القص ولكن بدايتها.
ولا يجوز أن نحكم على مسرحية من فصل واحد ولا أن نرفض كتابا لأن الصفحة الأولى لم تعجبنا.
الحكم هنا ناقص..
ولا يمكن استطلاع الحكمة كلها إلا في آخر المطاف .. ثم ما هو البديل الذي يتصوره السائل الذي يسخر منا؟!
هل يريد أن يعيش حياة بلا موت بلا مرض بلا شيخوخة بلا نقص بلا عجز بلا قيود بلا أحزان بلا آلام.
هل يطلب كمالا مطلقا؟!
ولكن الكمال المطلق لله.
والكامل واحد لا يتعدد .. ولماذا يتعدد .. وماذا ينقصه ليجده في واحد آخر غيره؟!
معنى هذا أن صاحبنا لن يرضيه إلا أن يكون هو الله ذاته وهو التطاول بعينه.
ودعونا نسخر منه بدورنا .. هو وأمثاله ممن لا يعجبهم شيء.
هؤلاء الذين يريدونها جنة ..
ماذا فعلوا ليستحقونها جنة؟
وماذا قدم صاحبنا للإنسانية ليجعل من نفسه الله الواحد القهار الذي يقول للشيء كن فيكون.
إن جدتي أكثر ذكاء من الأستاذ الدكتور المتخرج من فرنسا حينما تقول في بساطة:
"خير من الله شر من نفوسنا".
إنها كلمات قليلة ولكنها تلخيص أمين للمشكلة كلها ..
فالله أرسل الرياح وأجرى النهر ولكن ربان السفينة الجشع ملأ سفينته بالناس والبضائع بأكثر مما تحتمل فغرقت فمضى يسب الله والقدر .. وما ذنب الله؟! .. الله أرسل الرياح رخاء وأجرى النهر خيرا .. ولكن جشع النفوس وطمعها هو الذي قلب هذا الخير شرا.
ما أصدقها من كلمات جميلة طيبة.
"خير من الله شر من نفوسنا".
كتاب حوار مع صديقي الملحد
للدكتور مصطفى محمود رحمه الله . ❝
❞ { وَأَنزَلْنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ } الحديد: 25
قد يظن البعض أن عبارة ‘’أنزلنا’’ التي خصص بها الحديد في هذه الآية هي من باب المجاز الذي يقصد به أن الله خلق الحديد لينتفع به الناس، ولكن عندما ننظر إلى المعنى الحرفي للكلمة وهو أن الحديد أرسل فيزيائيا من السماء، ندرك أن الآية تتضمن إعجازا علمياً فريداً، فقد تبين من خلال الاكتشافات الفضائية الحديثة أن الحديد الموجود في عالمنا قد جاء من نجم ضخم في الفضاء الخارجي. إن المعادن الثقيلة في الكون تنتج في نواة نجم كبير، فنظامنا الشمسي لا يملك التركيبة الملائمة التي تمكنه من إنتاج الحديد بنفسه، فالحديد لا يمكن أن ينتج إلا في نجوم اكبر بكثير من الشمس حيث تصل الحرارة إلى بضعة ملايين من الدرجات. وعندما تتعدى كمية الحديد مستوى معينا في نجم ما فإنه لا يستطيع التكيف معها، وبالنهاية ينفجر ويتحول إلى ما يسمى بالمستعر، أو المستعر العظيم (نجم يتعاظم ضياؤه فجأة ثم يخبو بعد بضعة شهور أو سنوات) وكنتيجة لهذا الانفجار تنتشر في أرجاء الكون نيازك تحتوي على الحديد وتتنقل في الفراغ إلى أن تجذبها القوة الجاذبة للأجرام السماوية. كل هذا يظهر أن الحديد لم يخرج من الأرض، بل نزل إلى الأرض بواسطة نيازك ناجمة عن انفجار نجوم في الفضاء، تماماً كما تذكر الآية الكريمة. ومن الواضح أن هذه الحقيقة العلمية لم تكن معروفة علمياً في القرن السابع الميلادي حين كان القرآن يوحى به . ❝
❞ { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ } سورة الأنعام :101
هذه المعلومة التي يعطيها القرآن الكريم عن نشوء الكون تتوافق كلياً مع مكتشفات العلم الحديث. فقد توصل علماء الفيزياء الفلكية إلى نتيجة مفادها أن الكون بكل أبعاده المادية والزمنية نتج عما يسمى ب’’الانفجار العظيم’’ الذي حصل في وقت قصير جدا. وهذا الانفجار العظيم يثبت أن الكون خلق من العدم وأنه نتيجة انفجار نقطة واحدة. ودوائر العلم الحديث تتفق على أن الانفجار الكبير هو التفسير العقلاني الوحيد المقبول عن بداية الكون وكيف وجد. قبل الانفجار الكبير، لم يكن هناك شيء اسمه المادة، فالمادة والطاقة والزمن خلقت من حالة العدم التي لا يمكن تفسيرها إلا من خلال الغيبيات. وهذه الحقائق التي لم تكتشف إلا مؤخراً من خلال الفيزياء الحديثة أعلن عنها القرآن منذ 1400 عاماً . ❝
❞ ˝ناجازاكي - التاسع من أغسطس سنة 1945. تخطو هيروكو تاناكا نحو شرفتها مرتدية ثوب الكيمونو الذي ورثته عن أمها والذي يحمل رسماً لثلاثة طيور. إنها في الحادية والعشرين من عمرها، وعلى وشك الزواج من كونراد فايس الألماني ذو الروح الجميلة. في ثانية واحدة يتحول العالم إلى لونٍ أبيض لامع (سقوط القنبلة النووية على ناجازاكي). بعد الانفجار الذي محى كل آثار للوطن كما عرفته هيروكو في حياتها، لم يتبق لها منه إلا حروق على ظهرها على شكل ثلاثة طيور كتذكار لا يمحى عن العالم الذي فقدته. بعد سنتين تسافر هيروكو إلى دلهي في الهند لتقابل عائلة كونراد. وهناك تلتقي بسجاد أشرف الهندي المسلم الذي يعمل لديهم. وتستمر الحياة بأخذها في رحلات من الهند إلى تركيا مروراً بباكستان وإلى نيويورك في ظل أحداث الحادي عشر من سبتمبر˝ . ❝