❞ وثبَ القِطُّ برشاقةٍ من فوق السُّور إلى العُشب قُرب قدمَي كورالاين، ورفعَ عينيه إليها قائلاً بجفاف: «حسن، أنتِ الخبيرة في هذه الأشياء. ما الذي أعرفه أنا في النِّهاية؟ إنني مجرَّد قِط». ❝ ⏤Neil Gaiman
❞ وثبَ القِطُّ برشاقةٍ من فوق السُّور إلى العُشب قُرب قدمَي كورالاين، ورفعَ عينيه إليها قائلاً بجفاف: «حسن، أنتِ الخبيرة في هذه الأشياء. ما الذي أعرفه أنا في النِّهاية؟ إنني مجرَّد قِط» . ❝
❞ لماذا نقرأ .. ؟ ، وماذا تقدم الكتب لنا .. ؟ الحقيقة ليست فيما يحدث ، بل فيما تخبرنا عمن نكون
لماذا نقرأ .. ؟ وماذا تقدم الكتب لنا .. ؟
سؤال قديم وجذاب كقدم الكلمة المكتوبة بحد ذاتها
> رأى غاليليو القراءة كطريقة لامتلاك قُوى الإنسان الخارق
> وبالنسبة لكافكا، كانت الكتب “الفأس الذي يكسر البحر المتجمد بداخلنا”
> ويعتبر كارل ساجان الكتب كـ” برهان بأن البشر قادرين على صنع السحر”
> ووجد جيمس بالدوين فيها طريقة لتغيير مصير الأشخاص
> وبالنسبة للبولندي الحائز على جائزة نوبل فيسوافا شيمبورسكا، تقف الكتب على نهاية حدود حريتنا
المؤلف : نيل غيمان
تاريخ النشر : 2016
متوسط عدد صفحات الكتاب : 530 صفحة لماذا يعتمد مستقبلنا على المكتبات والقراءة وأحلام اليقظة: وُجّهت في الأصل كمحاضرة لهيئة القراءة، وهي مؤسسة خيرية بريطانية مكرسة لتقدم للأطفال من جميع الأعراق فرصة متساوية للحياة الجيدة من خلال تعزيز حب القراءة فيهم مبكرًا، وقد أضاف هذا المضمون لاحقًا في أحد كتبه الذي يتضمن قصص مختارة والخلاصة الاستثنائية التي قدمها لنا غيمان عن قوة الأسئلة التحذيرية. ❝ ⏤نيل غيمان
لماذا نقرأ .. ؟ ، وماذا تقدم الكتب لنا .. ؟
الحقيقة ليست فيما يحدث ، بل فيما تخبرنا عمن نكون
لماذا نقرأ .. ؟ وماذا تقدم الكتب لنا .. ؟
سؤال قديم وجذاب كقدم الكلمة المكتوبة بحد ذاتها
> رأى غاليليو القراءة كطريقة لامتلاك قُوى الإنسان الخارق
> وبالنسبة لكافكا، كانت الكتب “الفأس الذي يكسر البحر المتجمد بداخلنا”
> ويعتبر كارل ساجان الكتب كـ” برهان بأن البشر قادرين على صنع السحر”
> ووجد جيمس بالدوين فيها طريقة لتغيير مصير الأشخاص
> وبالنسبة للبولندي الحائز على جائزة نوبل فيسوافا شيمبورسكا، تقف الكتب على نهاية حدود حريتنا
المؤلف : نيل غيمان
تاريخ النشر : 2016
متوسط عدد صفحات الكتاب : 530 صفحة
وُجّهت في الأصل كمحاضرة لهيئة القراءة، وهي مؤسسة خيرية بريطانية مكرسة لتقدم للأطفال من جميع الأعراق فرصة متساوية للحياة الجيدة من خلال تعزيز حب القراءة فيهم مبكرًا، وقد أضاف هذا المضمون لاحقًا في أحد كتبه الذي يتضمن قصص مختارة والخلاصة الاستثنائية التي قدمها لنا غيمان عن قوة الأسئلة التحذيرية
استمعت في أحد المرات في مدينة نيويورك إلى حديث عن إنشاء السجون الخاصة، وهو قطاع نام ضخم في أمريكا. تتَطلب صناعة السجون وضع خطة لنموها المستقبلي من خلال حساب عدد الزنازين التي سيحتاجونها وعدد السجناء الذين سيشغلونها بعد خمسة عشر عامًا من الآن، ووجدوا أنهم يستطيعون التنبؤ بتلك البيانات بسهولة فائقة، باستخدام معادلة بسيطة جدًا قائمة على معرفة نسبة من لا يستطيع القراءة من الأطفال من سن 10 إلى 11 عامًا. ومؤكداً أن منهم من لا يقرأ للمتعة.
— وضع غيمان بعين الاعتبار كيف يمكن للبالغين في بعض الأحيان أن يُضعفوا شغف القراءة الموسِع والحافظ للحياة بحسن نية، معيدًا الصدى لمحاضرة مادلين لانجل عام 1983 عن الإبداع والرقابة ومُهِمة كتب الأطفال. وقد كتَب في قطعة عن الحاجة المُلِحة للآباء والأمهات والمربيين ..
> أعتقد أن هنالك كتب أطفال سيئة لقد أصبح رائجًا بين بعض البالغين أن يشيروا من حين لآخر إلى مجموعة من كتب الأطفال، أو ربما أحد أنواعها الأدبية، أو إلى كاتب معين واعتبارها كتبًا سيئة، وأنه يجب على الأطفال أن يتوقفوا عن قراءتها. رأيت ذلك يحدث مرارًا وتكرارًا؛ ....... [المزيد]
ينتقل غيمان بعد ذلك للوظيفية الرئيسية الثانية للأدب وقدرته الهائلة على تعزيز المشاركة الوجدانية. ويكتب وجهة نظر تدعونا لتذكر الإقرار الصحفي لريبيكا سولنيت بأن الكتاب هو القلب النابض في صدر آخر.
> عندما تشاهد التلفاز أو تحضر فيلمًا، فأنت ترى أمورًا تحدث لأناس آخرين. بينما القصص النثرية شيء يُصاغ من الحروف الأبجدية، وحفنة من علامات الترقيم، وأنت، أنت فقط، بواسطة مخيلتك، تخلق عالمًا وتعمره بالناس وتراه بأعين الآخرين. فتشعر بأشياء، وتزور أماكن ودنيا لم تكن لتعرفها بطريقة أخرى. وتدرك أن الجميع هناك هم أنت ايضًا. وتصبح شخص آخر، وعندما ترجع إلى عالمك، ستجد نفسك متغيرًا بعض الشيء.
> المشاركة الوجدانية أداة تقسّم الناس إلى مجموعات، مما يتيح لنا الفرصة لنصبح أكثر من مجرد أشخاص مهووسين بأنفسهم.
— يشير غيمان إلى الوظيفة الأساسية الثالثة للأدب القصصي في حياة الإنسان وقدرته على تعريفنا على نُسخ مختلفة من العالم بواسطة تصور احتمالات بديلة لطريقة الأشياء ويذكرنا ذلك بموضوع أورسولا لي جوين الحماسي عن كيفية توسيع مدى الأمور الممكنة الخاصة بنا بواسطة رواية القصص بطريقة مبتكرة ..
> يستطيع الأدب القصصي أن يريك عالمًا مختلفًا. ويأخذك إلى مكان لم تزره من قبل، كتلك القصص الخيالية التي يأكلون فيها فواكه الحوريات. وما أن تزور ذلك العالم الآخر، فلن تستطيع أن ترضى تمام الرضا عن عالمك الذي نشأت فيه. وعدم الرضا أمرٌ جيد؛ فإذا كان الناس غير راضين سيغيرون عالمهم ويطورونه ويجعلونه أفضل ومختلف.
— ولكن ربما أضمن طريقة لتثبيط حب القراءة منذ بدايته هي عدم الوصول للكتب تمامًا، والمكتبات هي أفضل وسيلة لتحجيم هذا الخطر، هذا المكان المقدس الذي أطرت عليه ثورو في أحد المرات بأنه العدد الضخم والبهي من الكتب. وكتب بيل مويرز في مقدمته لرسالة حب التصوير الفوتوغرافي الجديد للمكتبات بأنه إذا كانت المكتبة مفتوحة، الديمقراطية تكون مفتوحة أيضًا بغض النظر عن حجمها ....... [المزيد]
— اعتنى غيمان بأن لا يخلط بين طريقة نقل الرسالة مع محتوى الرسالة نفسه، فإن القراءة هي التي تُهِم، حيث أن طريقة النقل لا تؤثر في فوائد القراءة، فكَتَب ..
> نحن نحتاج للمكتبات والكتب ومواطنين يعرفون القراءة والكتابة ، أنا لا أهتم، ولا أؤمن بوجود اختلاف في كون الكتب ورقية أو رقمية، سواء كنُت تقرأ في لفيفة أو بتمرير الشاشة ، المحتوى هو المهم. ولكن الكتاب يعتبر هو المحتوى، وهذا هو المهم.
> الكتب هي الطريقة التي نتواصل بها مع الموتى. وهي الطريقة التي تُمكننا من أخذ دروس من الأشخاص الذين لم يعودوا بيننا، دروس جَمَّعَتها الإنسانية وقدّمتها، وجَعَلت المعرفة في ازدياد بدلاً من كونها شيئًا يجب أن يعاد تَعلمه مرارًا وتكرارًا. يوجد حكايات أقدم من كثير من الدول، حكايات جعلت الثقافات والمباني التي رويت فيها لأول مرة تصمد لفترة أطول.
— استعرض غيمان في محاضرته الممتازة عن كيفية استمرار القصص، إن هذه الحكايات نجت بمجهود الأشخاص الذين قاموا بنقلها. واستعرض أيضًا ماذا نحتاج لنستطيع رفع مسؤولياتنا للمستقبل، كقُراء وكُتاب ومقيمين ورواة قصص ..
> أعتقد أنه يجب علينا أن نقرأ للمتعة في الأماكن الخاصة والعامة. فإذا قرأنا للمتعة، وشاهدونا الآخرين ونحن نقرأ، حينها نتعلم ونستخدم مخيلاتنا. ونُثبت للآخرين أن القراءة شيء جيد.
> يجب علينا أن ندعم المكتبات. أن نستخدم المكتبات، ونشجع الآخرين على استخدامها، ونَحتَج على إغلاقها. إذا لم تكن تُقَدّر المكتبات، فأنت لا تُقَدّر المعلومات والثقافة والحِكمَة. أنت بهذا تُسكِت الأصوات القادمة من الماضي وتُضر المستقبل.
> يجب علينا أن نقرأ لأطفالنا الأشياء التي يستمتعون بها بصوت مرتفع. وأن نقرأ لهم القصص التي سئِمنا منها. يجب علينا أن نُقلد الأصوات ونجعلها قَصص مثيرة للاهتمام، ويجب علينا ألا نتوقف عن القراءة لهم لأنهم تعلموا أن يقرؤوا لِأنفسهم. يجب أن نجعل وقت القراءة بصوت مرتفع وقتًا لاجتماع العائلة وترابطها، وقتًا لا تُفتح فيه الهواتف، ونبتعد فيه ....... [المزيد]
— أشار غيمان لقدرة الإنسان الفائقة على الخيال بأنها أبرز الالتزامات، في كتابته التي عقبت دفاع وليام بليك الشديد عن الخيال ..
> ينبغي علينا جميعًا، بالغين وأطفال، كُتّاب وقُرّاء، أن نستغرق في أحلام اليقظة، وأن نتخيل. إنه لمن السهولة بمكان التظاهر بأنه لا أحد يستطيع تغيير شيء، وأننا نعيش في عالم ومجتمع ضخم، وأن الفرد ليس له قيمة إلا كذرة من ذرات الحائط، أو كبذرة أرز في حقل. ولكن الحقيقة هي أن الأفراد يستطيعون تغيير عالمهم مرارًا وتكرارًا، ويصنعون المستقبل، ويفعلون ذلك بتخَيل أن الأمور يمكن أن تكون مختلفة.
> ألقِ نظرة على هذه الغرفة، كل شيء تراه، بما فيه الجدران، كان عبارة عن مجرد خيال في مرحلة معينة. قرَر أحدهم أنه قد يكون الجلوس على كرسي أسهل من الجلوس على الأرض فتخَيل الكرسي. وكان على أحدهم أن يتخيل طريقة لأتحدث اليكم الآن في لندن دون أن تنهمر علينا الأمطار، وأكرر أن هذه الغرفة وكل محتوياتها، وكل شيء في هذا المبنى والمدينة، موجود فقط لأن الأشخاص يتخيلون. لأنهم انغمروا في أحلام اليقظة، وتفكروا مليًا، فقد قاموا بصنع الأشياء التي لم تُصنع من قبل، ....... [المزيد]