█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ولما كان بین الأسماء والمسميات من الارتباط والتناسبِ والقرابة ، ما بين قوالب الأشياء وحقائقها ، وما بين الأرواح والأجسامِ ، عَبَرَ العَقْلُ مِن كل منهما إلى الآخر ، كما كان إياس بن معاوية وغيره يرى الشخص ، فيقولُ : ينبغي أن يكونَ اسمُه كَيْتَ وكَيْتَ ، فلا يكاد يُخطىء ، وضد هذا العبور من الاسم إلى مسماه ، كما سأل عمر بن الخطاب رضي الله رجلاً عن اسمه ، فقال : جَمْرَةُ ، فقال : واسم أبيك ؟ قال : شِهَابٌ ، قال مِمَّن؟ قال : مِنَ الحُرَقَةِ ، قال: فمنزلك؟ قال : بحرة النَّار ، قال : فأين مسكنك؟ قال : بِذَاتِ لَظَى : قال : اذهَبْ فقد احترق مسكنك ، فذهب فوجد الأمر كذلك ، فَعَبَرَ عمر من الألفاظ إلى أرواحها ومعانيها ، كما عبر النبي ﷺ من اسم سهيل إلى سهولة أمرهم يَوْم الحديبية ، فكان الأمر كذلك ، وقد أمر النبي ﷺ أمته بتحسين أسمائهم ، وأخبر أنهم يُدعَوْنَ يومَ القِيَامَةِ ، بها ، وفي هذا ـ والله أعلم - تنبيه على تحسين الأفعال المناسبة ـ لتحسين الأسماء لتكون الدعوة على رؤوس الأشهاد بالاسم الحسن ، والوصف المناسب له . ❝