█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ها هو يعودُ لرؤيةِ الأحذيةِ الفخمةِ من جديدٍ؛ لكن تلك المرةَ كانت تختلف عن سابقاتها فقد كان صاحبُ الحذاءِ رجلاً مديدَ القامة، مفتولَ العضلات ذا عينينِ ضيقتينِ تُشعَّانِ مكراً ودهاءً، وأنفٍ حادٍّ ينمُّ عن شخصيةٍ جادةٍ.. يقفُ مُستنداً بيديه على طاولة.. ينظر لصيدِه الثمين وهو يتكوَّرُ على نفسِه في أرضيةِ الغرفة؛ وجسدُه يرتجف كخرافٍ مبتلةٍ في ليلةِ شتاءٍ عاصفةٍ!
طال الصمتُ بينهما إلى أن قطعه الأوَّلُ وهو يقول بصوتٍ أجش:
_ جمال.. أظنُّ أنك تعلم جيداً ما أنت فيه الآن...! الموتُ آتٍ لا محالةَ...! فإمَّا أنْ تُنقذَ نفسك وتخبرَني بموضعِ الملفِّ وإمَّا أن أُرسلَكَ إلى الجحيم هديةً لا تُردُّ...!
صمت الأخيرُ لوهلةٍ، ثم تنهَّدَ بعمقٍ وتحدثَ بكبرياءٍ مُتصنَّعٍ بعدما سيطر على دقَّاتِ قلبِه التي أخذت تتسارع نحوَ الهلاك :
-ومن أخبركَ بأنني حيٌّ...؟! ربما تكونُ بذرةُ الحياةِ الوحيدةُ في أرض روحي هي ملفُّكم، اضمن لي خروجاً آمناً من هذا، أضمن لكم بقاء كرسيكم . ❝