❞ وما كنا معذبين ❝ 💬 في اقتباسات الكتب 📖

قراءة المزيد .. ❞ الكعبة المشرفة حجة علي
أدعياء أهل الفترة المدلسين
بقلم د محمد عمر

أيها الإخوة الأحباب تقارب الزمان واقتربت الساعة وبدأت تباشير رفع العلم وانتشار الجهل والضلال وأقيمت الحجة علي البشر فلم يتبق لنا إلا أمارات الساعة الكبري والتي متي ظهرت إنما انفرطت حبات عقدها متسارعة الواحدة تلو الأخرى حتي نصل إلي النفخ في الصور.

فمن أمارات رفع العلم وشيوع الجهل وظهور رؤس الضلال علماء السوء الرويبضة الذين يحتجون علي كفر الكفار بأنهم من أهل الفترة وأنهم معذورون عند الله تبارك وتعالي بعدم وصول دعوة الرسل إليهم

ولطالما يحتجون لهم بقول الله تعالي ( وما كنا معذبين حتي نبعث رسولا)

فيأخذون منها الشبهة علي أن الشارع الأوروبي والأمريكي يعد من أهل الفترة الذين لم تبلغهم الدعوة وقس علي ذلك في جميع بلاد العالم المجوسية والملاحدة
ولا ندري أي عقول فاسدة جاءت بهذا القياس الفاسد فإن الله عز وجل لم يعذر أهل الكتاب علي تبديل شريعتهم رغم طول الفترة التي كانت بين رفع المسيح وبين بعثة نبي آخر الزمان سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
بل أنزل قرءانا يقرع آذانهم قال تعالي
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
فهل كان هذا النذير لنصاري نجران وحدهم أم كان لقبائل اليهود في المدينة وحدهم ؟
هل هذه الآيات نزلت من أجل بضع آلاف من اليهود والنصاري كانو في جزيرة العرب وحدهم أم أنها نزلت لتقرع آذان اليهود والنصاري علي سطح الأرض إلي قيام الساعة ؟
وهل جاءت هذه الآية وهي الوحيدة في كتاب ربنا التي تشير إلي الفترة فهل جاءت لتبرئهم من الحساب أمام الله وتقول لهم أنكم لستم محاسبين فإن الدعوة لم تبلغكم فأنتم أهل فترة أم أنها جاءت لتقول لهم يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا ليبين لكم علي فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله علي كل شئ قدير
فصارت هذه الآية حجة علي الكتابيين أنكم لم تعودوا أهل فترة فقد بعث رسول الله فلم تعد هناك حجة علي استمرار ضلالكم وكفركم فما بالكم بمن يدافع عن الشارع الأوروبي بزعم أنهم لم تبلغهم الدعوة فهم في حل من حساب الله.

ومقتضي هذا الكلام أن الله عز وجل يعذر كل دول الكفر لأنهم لم تبلغهم الدعوة وأننا وحدنا نحن العرب المحاسبين فهل يقول بهذا إلا مدلس؟

لو كان الأمر هكذا فمقتضاه أن العرب منذ بعثة نبي الله إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن وحتي بعثة نبي آخر الزمان سيدنا محمد والذي امتدت الفترة بينهما إلي أكثر من ثلاثة آلاف عام فهم أيضا أهل فترة وهم أولي بهذا المسمي من أهل الكتاب فإن كانت الفترة بين سيدنا محمد وسيدنا عيسي هي قرابة 612 عام فإن الفترة بين سيدنا محمد وسيدنا إسماعيل تزيد عن ثلاثة آلاف عام فمن أولي بأن يكونوا أهل فترة؟
لاشك أن العرب أولي لكن الله عز وجل لم يعذرهم علي ضلالهم وكفرهم فقد بين النبي أن عمرو بن لحي الخزاعي هو أول من بدل دين إبراهيم حيث قال صلي الله عليه وسلم رأيت عمرَو بنَ لُحيٍّ يجرُّ قصَبَه في النارِ لأنه أولُ مَن سيَّب السوائبَ وغيرَ دينَ إبراهيمَ )

وبين أن مآله إلي النار بل بين النبي أن أبا طالب مات علي ملة عبد المطلب أبيه وبين أنه في النار توضع تحت قدمه جمرة تغلي منها دماغه ولو كان عبد المطلب معذورا لأنه من أهل الفترة لقال فيه النبي أنه في الجنة وكيف يكون هذا وهؤلاءالعرب أحفاد إسماعيل بن إبراهيم إمام الموحدين وباني بيت الله الحرام الكعبة المشرفة التي كانوا يتفاخرون علي بقية أهل الجزيرة العربية أنهم أحفاد إسماعيل وأهل بيت الله الحرام وكانوا يطوفون بالبيت إقرارا منهم بأنه بيت إبراهيم خليل الرحمن بل أن النبي لم يعذر الفرس والروم ولم يعذر أحد علي سطح الأرض بأنه من أهل الفترة وأنهم في حل من الحساب لإنه لم تبلغه الدعوة فالله تبارك وتعالي أول ما يسأل العبد إنما يسأله من ربك قبل أن يسأله عن الشريعة بأركانها وشعبها فمن لم يعرف ربه فكيف يكون معذورا عند الله
فلما كان إبراهيم إمام الموحدين وكان هو باني بيت الله الحرام صارت دعوة التوحيد حجة علي البشرية وكان بيت الله الحرام حجة علي الناس إلي قيام الساعة فهل تري هناك أحد علي سطح الأرض في زمن الأقمار الصناعية والشبكات العنكبوتية وعصر الاتصالات والانترنت لم يسمع عن بيت الله الحرام ولم يعلم أن إبراهيم خليل الرحمن هو بانيه .
ألا تعد هذه وحدها حجة علي الناس بوجود دين الإسلام فما بالكم ببقاء القرآن وببعثة نبي آخر الزمان الذي صار حجة علي الأنام إلي آخر الزمن .
نعم والله بيت الله الحرام هو حجة علي البشر إلي نهاية الزمان لكنهم قوم يجحدون
اللهم اقطع لسان كل من ضلل خلقك واعتذر عن كفر الكفار تحت زريعة انهم لم تبلغهم دعوة النبي ولم يبلغهم نداء الرحمن فإن الحرب مستعرة علي أشدها ضد شرعك ودينك وهم جادين في خراب حرمك لإنه حجة عليهم فاللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك فإن البيت الحرام حجة علي البشر وأكبر منه حجة إنما هو كلام ربنا ( القرآن الكريم)
بقلم د محمد عمر . ❝