█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ خَطَبَّ ﷺ على الأرض ، وعلى المنبر ، وعلى البعير ، وعلى الناقة ، وكان إذا خطب احمرت عيناه ، وعلا صوته ، واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول : صبحكم ومساكم ، ويقول : بعثت أنا والساعة كهاتين ، ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى ، ويقول : أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد ﷺ ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ، وكان لا يخطب خطبة إلا افتتحها بحمد الله تعالى ، وكان مدار خُطَبه على حمد الله والثناء عليه بالائه ، وأوصاف كماله ومحامده ، وتعليم قواعد الإسلام ، وذكر الجنة والنار والمعاد ، والأمر بتقوى الله ، وتبيين موارد غضبه ، ومواقع رضاه ، وكان منبره ثلاث درجات ، فإذا إستوى عليه وإستقبل الناس أخذ المؤذن بالآذان فقط ، ولم يقل شيئا لا قبله ولا بعده ، فإذا أخذ بالخطبة لم يرفع أحد صوته بشيء البته ، لا مؤذن ولا غيره ، وكان إذا قام يخطب أخذ العصا ، فتوكأ عليها وهو على المنبر ، وكان أحيانا يتوكأ على قوس ، ولم يحفظ عنه إنه توكأ على سيف ، وكثير من الجهلة يظن أنه كان يمسك السيف على المنبر إشارة إلى أن الدين قام بالسيف وهذا جهل قبيح من وجهين : أحدهما أن المحفوظ عنه ﷺ توكأ على العصا وعلى القوس ، والثاني : إنما الدين قام بالوحي ، وأما السيف فلمحق أهل الضلال والشرك ، وكان يقصر خطبته أحيانا ، ويطيلها أحيانا بحسب حاجة الناس ، وكانت خطبته العارضة أطول من خطبته الراتبه ، وكان يخطب النساء على حدة في الأعياد ، ويحرضهن على الصدقة ، والله أعلم . ❝