█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ فاعلم أن القوى والأفعال، يعرف بعضها من بعض، إذ كان كل قوة مبدأ فعل ما، وكل فعل إنما يصدر عن قوة، فلذلك جمعناهما في تعليم واحد. فأجناس القوى وأجناس الأفعال الصادرة عنها عند الأطباء ثلاثة: جنس القوى النفسانية، وجنس القوى الطبيعية، وجنس القوى الحيوانية.
وكثير من الحكماء وعامة الأطباء وخصوصاً ˝جالينوس˝ يرى أن لكل واحدة من القوى عضواً رئيساً هو معدا، وعنه يصدر أفعالها، ويرون أن القوة النفسانية مسكنها ومصدر أفعالها الدماغ، وأن القوة الطبيعية لها نوعان: نوع غايته حفظ الشخص وتدبيره، وهو المتصرف في أمر الغذاء ليغذو البدن مدة بقائه وينميه إلى اية نشوه ومسكن هذا النوع ومصدر فعله هو الكبد ونوع غايته حفظ النوع والمتصرف في أمر التناسل ليفصل من أمشاج البدن جوهر المني ثم يصور، بإذن خالقه ومسكن هذا النوع ومصدر أفعاله هو الأنثيان، والقوة الحيوانية، وهي التي تدبر أمر الروح الذي هو مركّب الحس
والحركة و تهيئة لقبوله إياهما إذا حصل في الدماغ، وتجعله بحيث يعطي ما يفشو فيه الحياة ومسكن هذه القوى ومصدر فعلها هو القلب . ❝