█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ فكر النهضة لم يحاول الدخول إلى مشاكل الناس وهمومها، لم يدخل في رغيف خبزها وعرق مرقها وحليب ودواء أطفالها، بل بقى مكتفيا بالتجريدات النخبوية... والناس في البداية والنهاية تريد أن تعيش، ولا يمكن لومها على ذلك طبعا، لذلك كان لابد للنهضة -كي تكون- أن تلتحم بمعاناة الناس وتطلعاتها; أن ترتبط بنبضهم وهمومهم وأرقهم وقلقهم; أن تفهم أن حل مشاكلهم لن يكون حقا إلا عبر تلك النهضة الشاملة التي تعيد رسم الأمور من جديد. وقتها فقط، لن تصير النهضة (كلام نخب) و (صالونات أدبية) بل تخرج إلى الناس لتكونهم يكونوها، وتصير قضيتهم الملتحمة بهمومهم اليومية.
الصلاة من حيث الشكل والمضمون، تحتوي على تلكك الخاصية التي تجعلها وسطا بين الفكر والسلوك من جهة، ووسطا من بين النخب المثقفة والطبقة الوسطى على الأقل. الناس عموما لن يهتموا بالنهضة ومفكريها إلا في حالات نادرة واستثنائية، ولكنهم يهتمون عموما بالشعائر، خصوصا بالصلاة، حتى لو أدوها كيفما كان; بتقصير في أدائها وأركانها ووقتها، لكن الصلاة عموما موجودة في حياتهم ربما أكثر من أي شيء آخر، وأكثر بالتأكيد من أي فكرة من أفكار النهضة . ❝