█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ في البدء لم تعرف أي منهن ما وراء أعمدة الدخان تلك، توقفن بمنتصف الطريق لثوان معدودة، حائرات يتسائلن إن كان وراءها حرق بقايا محصول القمح، ولكنهم في الثلث الأول من يوليو، أي أنه لم يكن هناك أحد قد انتهى من الحصاد بعد، لو أنهم شاهدوا أعمدة الدخان تلك في نهاية الشهر، لظنوا بأنها آتية من الحقول القابعة خلف المنطقة السكنية.
وقبل أن يستهلوا الركض نحوها إلى ديارهم، سمعوا صوت لعربات عسكرية تقترب منهن.
الطريق الملتف هذا، سيجعلهن يبصرن تلك العربات، حين تكون على بعد عدة أمتار فقط.
إنها عربات عسكرية تابعة للجيش الأحمر، قادمة من معسكرات روسلافل، إلى تلك الضاحية عبر هذا الطريق، ووجهتها المنطقة السكنية التي تعرضت لهجوم من الفيرماخت.
أطلقت العربات أبواقها أثناء المسير، فأفسحوا لها الطريق، ثم ركضن خلفها.
فتوقفت إحدى العربات، بعدما أمر قائد الفرقة العسكرية تلك أحد الجنود بأن تحمل عربته العسكرية النسوة الراكضات خلفهم على متنها، ثم تجوب الطرقات الملتفة حول الحقول، لتحمل على متنها كل النسوة العاملات بها.
لم تعي أي منهن ما يحدث، ولماذا حملتهن تلك العربة، وإلى أين ستتجه بهن، لاسيما وأن الجند بها لم ينبثوا بكلمة واحدة.
كانت وجهتهم منطقة عسكرية تابعة للجيش الأحمر، ليصرن بها تحت الحراسة.
ولكن هذا لم يحدث.
: رواية هجرة الطيور : عمر حسين : . ❝