█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ - يا بني ، إن الله جل جلاله حين حض على الجهاد . ومناجزة الكفار لنشر دينه في الأرض ، جعل للجهاد أجرا عظيما، لا يدركه الصائم بصومه ، ولا القائم بقيامه، على شرف الصيام والقيام وأجرهما العظيم ، نفر إليه من المسلمين أقوامًا يبتغون وجه الله الكريم وما أعد للمجاهدين والشهداء من الأجر ، ولكن هؤلاء المجاهدين نهاية المطاف طائفة من الناس ، لهم زوجات وأولاد، وأمهات وأخوات ، وهم لهم المعيل من بعد الله ، ولما كانوا بينهم أعالوهم وأنفقوا عليهم ، ولما غيبهم الجهاد ، وأبعدتهم الفتوح ، لم يبق عند الأهل منفق ولا معيل ، ومن العقوق أن يمضي الرجل مقبلاً على الموت ، يجالد الكفار ، ويقتحم الأخطار ، ونترك نحن أهله عالة يتكففون الناس، لا والله، أنا المعيل إذا غاب المعيل، وأنا الأب إذا غاب الأب، وأنا الأخ إذا غاب الأخ ، لا أشبع حتى يشبعوا ، ولا أنام حتى يناموا ، ولا أطمئن حتى يطمئنوا، وما كان لي أن أجمع عليهم فقد الزوج والأب والأخ والابن مع ذل الحاجة وتكفف الناس ، ثم هذا ليس منة من عمر عليهم ، هذا واجبي تجاههم، وحقهم علي .
- أي نبل هذا يا أمير المؤمنين ، أي نبل ؟! هذا دين الله يا بني، وشرعه الحنيف ، ما بال أقوام ندفع إليهم حقوقهم فيحسبون أننا نتفضل عليهم؟! والآن أخبرني ما عندك بعد حديثنا عن خطبتي الأولى في الناس؟
- ما زال عندي الكثير يا أمير المؤمنين، مثلك لا يشبع منه، ولا يكتفى ببعض حديثه ، ووالله لو بقيت أحدثك حتى ينفد أجلي ما شعرت أني اكتفيت، لهذا سأمضي في حديثي معك ، وسؤالي عما كان منك ومعك، يحرضني على هذا محبتي لك . ❝