█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ إذا كان الشيطان مخلوقاً مثل الإنسان تماماً وهو عدو له ولما كانت إرادة الله سبحانه وتعالي للإنسان هي الخير والحب والعطاء فلماذا خلق الله الشياطين؟ ما فائدة وجودهم؟ وهل الشيطان موجود ليعكر صفو الإنسان؟
إنه إذا لم يوجد ما يهيجك علي المعصية تصبح الطاعة أمراً اعتيادياً، لكن عظمة الطاعة أن تتجلي بأن واحداً يغريك بأن تعصي فتقول له: لا .
إذن فكرة وجود الشيطان استبقاء لحرارة التكليف، ولمقابلة العبودية لله بأمر شيء من خلق الله. لو لم يوجد الشيطان كانت الطاعة فيها رتابة. وما معني الرتابة؟ ربما لا يفكر أحد منا في أكل لحم الخنزير، فالامتناع عنها بمرور الوقت يصبح عادة ورتابة والله يريد منك أن يكون الامتناع عن خوف وعبودية لا من آثار الرتابة والعادة فلابد ممن يحرك لك طريق الغواية وأن تمتنع، هذه هي العبودية.
فاذكر مسبقاً عداوة من الشيطان »إنه عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة « . إذن هذا مناط التكليف لنا إلي أن تقوم الساعة أمر ونهي وتحذير من شيطان فيه عداوة مسبقة للإنسان. ما هي هذه العداوة؟
عداوة الشيطان لآدم
إن الله قال للملائكة: اسجدوا لآدم... وهم لم يسجدوا لآدم إنما سجدوا لأمر الآمر بالسجود لآدم.
إنما إبليس امتنع عن السجود لآدم، لأن السجود لا يكون إلا لله فهل أمر بالسجود إلا من الله؟ وقد علل هو عدم سجوده فقال: »أأسجد لمن خلقت طينا ؟« ثم قال : »أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين « إذن هذا هو الاستكبار، ورد الأمر علي الآمر سبحانه وتعالي فخرج من رحمة الله إلي يوم يبعثون.
يقول رسول الله [: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين.. فما حقيقة تصفيد الشياطين في رمضان، مع هذه المشاهد اليومية أثناء الشهر لأعمال شر؟
فسر الدكتور السيد الجميلي أحد المقربين من الإمام الراحل الحديث الشريف كمجتهد أمام فضيلته (رحمه الله) بقوله:
يفسر بعض الفقهاء ذلك المسلك أو هذه المشاهد بأن هناك نوعاً معيناً من الشياطين هو الذي يصفد، أما الآخر فلا يصفد.
ويقول فريق آخر: إن المقصود في الحديث أن جميع الشياطين تصفد فعلاً إنما من يأتي الفواحش فقد أصبح كالشياطين وأمثاله لا يحتاجون إلي شيطان ليوسوس لهم حتي يجترحوا السيئات وينتهكوا الحرمات.. إلا أن مولانا صاحب الفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي قال:
هناك نوعان من الكلام: كلام خبري يقص عن واقع، وكلام آخر خبري يريد إنشاء واقع فمثلاً قوله تعالي عن البيت الحرام:
»من دخله كان آمناً« فإذا كان المقصود به إخباراً من الله بذلك الواقع فكان لا يمكن أن يحدث في كون الله ما يناقض ذلك أما إذا كان المقصود منه إنشاء واقع أن يكون أمراً من الله تعالي للناس أن يجعلوه آمناً وبالتالي فقد نجد في الواقع ما يغاير ذلك وهذا راجع إلي أن الناس لم تمتثل للأمر.
كذلك إذا نظرنا إلي قوله تعالي: »الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات والخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات« فإن واقع الأمر يناقض ذلك فنري طيبين لغير طيبات والعكس. فإذا استمعنا لكلام الله تعالي وأطعناه جعل الطيبين للطيبات، وإن لم نستطع يكون العكس!
التصفيد في رمضان
وبتطبيق ذلك علي تصفيد الشياطين في الحديث نجد أنه كلام يراد به إنشاء واقع فيقصد أن يقول: صفدوا فيه الشياطين فإن أطعنا صفدت، وإن لم نطع لم تصفد، ونحن مأمورون بإنشاء هذا الواقع . ❝