█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2023
❞ - يستوى أي وقت وأي يوم وأي فصل من فصول العام ، وأي سنة من عمري، فالكل نسخ متشابهة لأصل واحد ولا شيء غير التكرار ... التكرار الممل ...فحياته تسير...بلا جديد الغد فيها مثل الأمس والحاضر كالماضي .... لا عمق فى أحزانه ولا عنف فى مسراته.... لا ضحكات ولا دموع ... وإنما بسمات صفراء وأشجان عابرة لا تهز القلب ...
وإنه يستطيع أن يتنبأ بما سيحدث كما تتنبأ المراصد بتحركات النجوم.... لأن تتابع حياته أصبح ألياً يحكمه قانون جامد صارم لا روح فيه...
هو سيفتح باب العربة القديمة ويتهيأ للنزول ... فينبح الكلب ويقف البواب العجوز يتثائب ويؤدي التعظيم...هو سيطأ الممر المرصوف بالحصى ويصعد الدرجات الخمس ويضغط على الجرس....فيطل الخادم الأصلع الذى يؤدي نفس الدور من عشرين سنة ...ليفتح الباب...ويجري خلفه وهو يعرج ويضيء نور غرفة النوم...ويمسك قطع الأثاث...واحدة بعد أخرى بنفس الترتيب فهو يبدأ بالشماعة ثم الكرسي ثم الدولاب....ثم يقف بعد هذا كالتمثال يتلقى المعطف والجاكتة وباقي الثياب قطعة قطعة...يعلقها على المشجب ، ثم يفتح فمه قائلا نفس الكلمات .....
- العشاء جاهز سيدي.. هل تريد شيئاً؟
فيجيب نفس الاجابة
- لا ...وشكراً
وتمر عشر دقائق وتتيقظ زوجته فتتمطى وتتثاءب وتجلس...ثم تقف فى روب النوم...لتقول الجملة التى لا تتغير
- لقد تاخرت كثيراً هذه الليلة ... إن السهر يؤثر على صحتك
فيقول فى جفاء كالعادة
- إن صحتي ملكي... وأنا حر أفعل بها ما أشاء وقد نبهت ألف مرة الا يعود الكلام إلى هذا الموضوع
ويحاول أن يغضب فى صدق و حرارة ... ولكن هذه الحرارة تنطفئ ، وتتحول الى مجرد ضجر ، وتخونه الكلمات فيسكت ...
ويسرح الطرف إلى النافذة المفتوحة حيث الفضاء وحيث المئذنة المضيئة وخفقات الطاحون تطفو وتغرق فى نقنقة الضفادع إلى الصورة المعلقة بالجدار وإلى وجه زوجته الفاتن... فتعجز الفتنه ويعجز الجمال ويعجز الشعر الاثيث الفاحم والعينان السوداوان والوجه المستطيل والقوام الشمعي... ويعجز كل هذا عن ان يحرك فيه ساكناً... وكأنما العواطف قد ماتت و اندثرت فى المقبرة كالعادة.
أين ذهب ضحك الطفولة الذي كان يجلجل كالجرس الفضي .. وقد خرج من حبة القلب فاهتز له الجسم كله ..
وأين ذهبت أحلام الصبا .. التي كانت تبعث الدمع يتلألأ في العين ..
أين رجفة الأمل .. و رعشة الخوف .. وتوثب الإرادة ..
أين اللحظات ؟ كل لحظة منها مفعمة بالشعور . طافحة بالحياة .. أين الحب .. أين السعادة .. أين الحزن العظيم .. أين الفرح العظيم ؟
انه يملك ما يحلم به الناس .. يملك امرأة جميلة وفيلا وعربة وثقافة ومالا وفراغا .. وكل شيئ .. فما باله لا يحس بشئ .!
و تجثم عليه هذه الخواطر كالكابوس .. و في خلالها يسمع زوجته و هي تروح و تجئ قائله :
لقد سخنت الحساء يا عزيزي .. وجهزت المائدة..
فتغثى نفسه دون أن يرى هذا الحساء ..او يسأل
أهو حساء السمك أو حساء اللحم أو حساء الخضار .. و يتقلص حلقه .. وقد تهيأ ليرفض أي شيء .. حتى الماء القراح .
يجب أن يكون في حياته شيء جديد .. يجب أن يفتح مصراعى هذه الوحدة كل أسبوع ليستقبل عدداً من أصدقائه في ليلة صاخبة تمتلئ بالطعام و الشراب و الإشاعات والحديث والثرثرة .. فهذا الحساء الذي يتذوقه لسان واحد شئ آخر غير نفس الحساء الذي تتذوقه عشرات الألسن ..
أكانت فكرة صائبه ..
لقد فتح مصراعيه ليلة الخميس من كل أسبوع لأصدقائه يأكل ويشرب و يثرثر معهم ولكنه أزداد تأكيدا من فشله وقد رأى نفس الملال ونفس الضجر يطل من خلف العيون الأخرى ..
فهي .. تضحك .. وتبتسم .. وتصغى .. وتتحمس .. ولكن الافتعال يطل من خلفها جميعاً . فالضحكة لا تلبث ان تخفت و تحتبس في حلق صاحبها . وتحل محلها حيرة تستدير الشفقة .. والحماسة تنطفئ و تخبو وقد وجدت
أنها لم تجتذب الأسماع .. وشيطان التكرار يطبع كل اطرافة بطابع العادية . ويجعل من كل
شخص آلة لها قوانين تحكمها .. فالذي يبكر بالحضور .. يبكر دائماً بالحضور والذي يتأخر ..
يتأخر على طول الخط .. حتى ليستطيع ان يتنبأ بالاسم من دقة الجرس .. فإذا فتح الباب فلكل مشية لا يغيرها .و تحية لا يبدلها .. فالذي يعانق و يقبل يفقد كل طرافه حينما يعاود في المرة التالية نفس القبل والعناق والأشواق . فإذا جلس .. فليس جديداً ان يضع ساقا على ساق . او يطرق المائدة بانأمله .. او يتحسس شعره . او يتطلع في المرآه . فكلها أفعال آليه خالية من الجدة والاختراع .. والاحاديث نفس الأحاديث و الإشاعات نفس الإشاعات ..الأفلام السخيفة .. والجو ..والزكام .والأطفال .والحرب
. والفضائح ..والوفيات.. و الأزمات . ثم تثقل العيون وتثقل الألسن .. وتنتهى القصة.. لتعاد بشكل آخر .. وبألسن أخرى .. و عناوين أخرى
وتزداد العيون ثقلاً .. و الألسن بلادة ..و الأفواه تثاؤبا..ثم تهب الجماعة .. تبسط اكفها بالسلام واحدا بعد آخر .. ويخلو البيت إلا من سحب الدخان الكثيف .. ورائحة الكئوس والزهور والطعام . .وكابوس الملل الرهيب . . .
إن بضعة أشخاص يدخلون ويخرجون لم يفعلوا أكثر من أن
يكونوا عدة مرايا تنعكس عليها التفاهة والسام والتكرار والملل . . .
إن حياته ينقصها شيء .. شئ لا يعرفه .. شئ كاروح في الجسد ، فما هو ؟
إنه يقرأ الكتب ويسمع الموسيقى وبخرج الى الحقول.. ويرتاد
المسارح .. ويجري ساعتين في الصباح حتى يلهث ..رويصلي
أحيانا .. ولكنه لا يصل الى هذه الروح أبدا.. هذه الروح التي
ترسل البسمة مشرقة على الشفتين ، وتبعث حب الحياة يتسلل الى كل جزء من الجسد حتى اطراف الانامل . . .
إن أشعة الشمس تدق قلبه المغلق ، فلا تجد منفذا الى روحه
التي ترتجف من البرد ، فهو يعيش في عزلة .. في برج .. في قلعة مسورة لا تصل إليها أصوات الحياة .
إن في الوردة التي تفتح اكمامها لشعاع الفجر وتدير ثغرها نحو مشرق الشمس .. شيئا لا يوجد فيه .. فهي تتجاوب مع
وجودها الصغير ، فترد ابتسامته بابتسامه ، إشراقتة
بإشراقة ، وحركة بإيماءة رشيقة جميلة .. اما هو فلا يتجاوب مع شئ .. وقد فقد صلتة بكل الأشياء .. وبدأ يشك في كل القيم وكل الموجودات .. فالحياة في نظره لا معنى لها .. لانها
مجموعة مقدرات وأحداث حتمية لا أثر فيها للحرية ، وإنما هي تحدث هكذا لأنها لابد أن تحدث هكذا .. ولا أثر لإرادة الإنسان فيها ، ومن ثم لا حكمة لوجوده ولا معنى لفرحه وحزنه وضحكه وبكائه .. ولا معنى لان يلد وينسل ويتكاثر
ليكرر حياة واحدة ونهاية واحدة .
وهو مع هذا يشك في شكله ، ولا يخرج من مأساته بغير
التخبط و بكابوس من الملل يجثم عليه ليسحقه ويسحق اراءه .. لابد من عمل شئ .. إن الضجر يقتله . . .
إنها لتجربة .. أن يلعب الإنسان القمار .. أن يعيش في تساؤل
وتوقع وترقب وأمل ويأس ومفاجآت لا تنتهي .. حيث لا شئ
يتكرر أبدا . . .
إنها لتجربة تلهث فيها الأنفاس . . .
وهكذا بدأ يقتل الضجر ويقتل نفسه في وقت واحد ..
في غرفة مغلقة تموج بالدخان .. كان يجلس الى جوار رجل
ذي وجه مضلع مستطيل وامامهما رجل هزيل ضامر ، والورق
يدور وخيوط الدخان تتصاعد من أطراف الأصابع ، والمال
يتراكم ويختفي .. والحظ معلق على كلمات مقتضبة على اطراف الألسن .. لا أحد يستطيع أن يتنبأ بمصيره . .
ولا ان تجتهد إلا في حدود .. ولا أن يضع قانونا للخسارة .. إنما هي الخبط العشواء والقوى المجهولة .. التي تختصر الماضي والحاضر والمستقبل في ورقات .. وهذه الذبالات الإنسانية تترقب يشعلها فضول لا يحد . . .
وتشق الصمت كلمات قليلة .. وينقر الرجل ذو الوجه المضلع
على المائدة .. ويعود الصمت يغلف الجميع إلا من حفيف الورق وهو يدور .. والمال وهو يذهب .. والمال وهو يجئ . .
إنها لتجربة . . .
لقد قتل الملل حقا ولكن بسلاح من العجز والخيبة ، وبثمن
باهظ فهو يشحن كل لحظة بجزء من ثروته وعقله وصحته ليجعل منها في النهاية لحظة جديرة باهتمامه .. كمن يلقي بثيابه وحافظة نقوده وعائلتة في البحر ليصبح النظر إلى البحر بعد هذا مثيرا لايبعث على الملل . . .
لقد أحس بالإفلاس . . أحس بأنه يستجدى الفرح ويستجدى الحزن .. ويفتعل المفاجآت .. ويزيف العواطف.. فأسدل هذا
الوعي الجديد على التجربة التي نجحت ستارا شفيفا من القلق والشك جعل يستحيل مع الأيام الى جدار صفيق من اليأس ..
ومع هذا فقد ظل يقامر ويحتمى بالعناد والإصرار هارباً من قبضة اليأس التي عرفت طريقها إلى قلبه فجعلت منه قلبا ثقيلا . . لايفرح بالكسب ولا يحزن للخسارة .. ولا يهتز أمام المفاجآت ولا يعبأ بتقلب الحظوظ .. قلبا ميتا بليدا.. ركد الدم
لقد فشلت التجربة أخيراً ومات الفضول وبليت الجدة وتحولت البدعة إلى عادة .. .
إن لعب الورق لا يعوض الإنسان عن الحياة.. وليس ارتجاف
القلب امام المكسب والخسارة هو سعادة الوجود التي كان يطلبها.. فإن الطفل ليرتجف من الفرح ويهتز بدنه كله إذا عثر على بكرة يدحرجها على الأرض .. بكرة صغيرة فارعة .
إن اللغز ما زال باقيا والمشكلة على حالها . . مازلت حياته
ينقصها شيء يجهله . . شئ غير لعب الورق . . .
و أوقف عربته القديمة.. وتهيأ للنزول ،فنبح الكلب وهب
البواب العجوز يتثاءب ويؤدي التعظيم .. وسار على الممر
المرصوف بالحصى وصعد الدرجات الخمس وضغط على الجرس ، فأطل الخادم الأصلع.. نفس الخادم الأصلع.. ليفتح الباب ويضئ نور غرفة النوم ويمسح الأثاث قطعة قطعة بنفس الترتيب.. ويقول.. إن العشاء جاهز .. ثم تيقظت زوجته لتقول كالعادة .. إنه تأخر في السهر وإنه يؤذي صحته . .
وكاد يفقد اعصابه هذه المرة ولم تفهم زوجتة لصياحه معنى ،
فهي لم ترتكب جريمة.. أما هو فكان يود لو أنها ارتكبت جريمة حتي تتغير اللعنة التي كتبت عليه كل يوم وذهب إلى المرآة ليقف طويلا . . يتأمل نفسه . . .
إن أظافره طويلة.. وشعره ليس حليقا كما يجب ..وهو يحس
بأن حذاءه ضيق.. وصدره ضيق وإن الغرفة كلها أضيق من ثقب إبرة.. والعالم الفسيح الأرجاء قبر مظلم رطب يخنق الأنفاس.. وسمع ضحكة الطباخ تطوف بأرجاء البيت وسمعه يقول لزوجته :
لقد كنت أبحث عن علبة الثقاب ثم اكتشفت أخيراً أنها في يدي . . أليس هذا غريباً ؟
وسمع زوجته تشاركه في ضحكة بربرية وتقول إنه
"مسطول " وإنه سيأتي عليه يوم ينسى فيه أولاده ..
وعجب لهؤلاء السذج كيف يضحكون على مثل هذه التفاهات
وسحرح الطرف في الظلام عبر النافذه إلى المئذنة البعيدة والحقول والضفاضع والطاحون.. وما لبث أن ارتدي معطفه وخرج .. هذه المرة بدون عربة.. وإنما على قدميه .. ليضرب في الظلام الدامس لا ينوي على شئ . . .
ولعله قد قطع عدة أميال.. وعبر عدة أحياء دون أن يدري فقد كان مستغرقا في أعماق نفسه .. يتوزعه شتيت من الأفكار والخواطر فلا يدري أين تذهب قدماه وماذا يدور حوله ، ولو سئل فيم يفكر .. لأجاب .. لا في شئ .. فلم يكن في رأسه شئ .. بالذات .. وإنما تهافت لصور وأحاسيس غير مترابطة تترك خلفها شعورا ملحا بالفراغ . .
وأفاق هنيهة ليجد نفسه في شارع تستعرضه عدة فوانيس حمراء .. وأكوام من التراب .. وخنادق .. وآلات للحفر . .
ومواسير .. وحبال .. وبضعة من الآدميين مكومين حول نار
موقدة .. يثرثرون ويقضمون قطعا من الخبز .. يشربون بعدها
رشفات من الشاي الأسود . .
وخطر له أن يصغى إلى هذه الثرثرة فترة من الوقت.. فاستند
إلى جذع شجرة وأشعل لفافة من التبغ..و استغرق يتأمل هؤلاء الناس من خلال حلقات الدخان التي أحاطتهم كالإطار
كان المتكلم رجلا ذا سن واحدة في فمه وشارب كثيف و وجه بارز العظام ملئ بالتجاعيد .. وكان يوجه الكلام إلي شاب نحيل في مواجهته .. بينما راح الباقون يستمعون وهم يقضمون الخبز ويرشفون الشاي . .
قال وهو يلوح بقبضته في الهواء :
أقسم بالله العظيم يا شيخ .. لو استطعت أن أسرق لسرقت.
إن الواحد منا يجب أن يعيش .
صلي على النبي يا راجل .. صلي على النبي . . إنك تعيش في أمان الله وتاكل وتشرب .. دون أن تحتاج إلى السرقة ، ما هذا الكلام ؟
إني أكل هذا صحيح.. والكلب يأكل .. وكل مخلوق في الأرض له رزق .. ولكني آدمي ليست حياتي كلها خبزا وإداما.
إن لي ابنا .. ولا أريد أن يحفر ابني الأرض .. وينزح مثلي المجاري ويدك الأسفلت.. وأن تذهب سبعون سنة من العذاب
والشقاء بلا كفارة .. إن الحياة لا طعم لها بلا أمل .. أريد أن أعلم أن فأسي هيأت الأرض لحياة أصلح ..
وأن عرقي لم لم يذهب عبثا.. أريد أن يكون ابني متعلما .. يقرأ ويكتب ولا يجلس مثلي على الأرض ..
أهذا الأمل حرام على أمثالي ؟
وعاد يلوح بيده وقد اشتعلت عيناه بحماسة متاججة وتوثبت
فيهما الإرادة . .
ومن قال إنه حرام ؟ إن الأمل في رحمة الله واجب .. وكلنا
نعيش على الأمل .. وستحقق آمالنا .. ويعيش أولادنا كما نريد أن يعيشوا . .
كيف يحدث هذا ؟ إن المعجزات لا تحدث في هذه الزمان ، إن العمر محدود ياعمي .. وقد شخت وانحنى ظهري .. وأصبحت أيامي على الأرض محدودة .. وستتكرر المأساة..
ويعيش أولادي وأحفادي كما عشت .
.وأطرق صامتا برهة وقد وضع رأسه بين كفية ، ثم رفع عينيه فجأة وأمسك بكتفي محدثه وراح يهزه في عنف ، وهو يغمغم في خشونة وقد تلألأت في عينيه الدموع :
أريد أن أعيش ، أريد أن أعيش عشر سنوات أخرى .. عشر سنوات أربي فيها أولادي . . أتفهم ؟
ستعيش يا عمي .. ستعيش حتى تدفننا جميعاً .
أدفنكم .. إن هذا خبر سار حقا.
ولقد سره هذا الخبر حقا .. يدفنهم جميعاً بيديه.. فقد راح
يحملق في الفراغ وقد أشرقت عيناه بأمل لا يحد .. بينما
تصايحت عدة أصوات في وقت واحد :
أعوذ بالله.
وانحنت الأفوه على أكواب الشاي .. بعضها يبتسم وبعضها
يضحك .. وبعضها يحلم .. وفى ناحية منعزلة جلس اثنان
يتساران حديثا خفيفاً ما لبث أن ارتفع حتى أصبح صخبا
وضجيجا ثم تحول إلى معركة.. وقد أمسك أحدهما بتلابيب
الآخر وأخذ يصيح :
العشرة قروش يا بني آدم .. العشرة قروش ..
وهب عدة رجال في وقت واحد .. وسمعت عدة صيحات
وكلمات مختلطة .
صبرك يا خليل .. اتهدوا بالله يا جماعة .. اتلم أنت وهو ..
اخرس .. اللهم اخزيك يا شيطان .. بقى ده ذنبي اللي سلفتك
بقى أنا أبويا كلب برده .. الله يسامحك .. صحيح ما ينوب المخلص .. يا جدع عيب ده احنا أخوات وما يصحش كده..
يا خليل ارجع ، بقه مفيش حد مالي عنيك يا أخي..
أوع إيدك . . ولكن يده الباغية كانت قد انقضت تلطم وجه غريمه وتغور فيها بأظافرها ، فتترك ندبه طويلة يسيل منها الدم .
وكثر الصياح والتدافع بالأيدي .. وتوالت اللطمات ، ثم بدأ
الهدوء يعود وتفرقت كتلة اللحم إلى عدة أفراد يصلح كل منهم ثيابه ويشتم.. ويلعن ويبصق على الأرض .. وأخذ العجوز ذو السن الواحدة يقول في عتب :
بقى دي آخر العشرة يا جماعة.. بقه كده يا خليل تضرب اخوك .
ولم يكن لدى خليل شئ يقوله فجلس وحده على كومة من الأتربة يمحلق في النار وقد أكلت الخشب وأحالته إلى رماد تتوهج فيه خيوط قليلة حمراء.. وظل العجوز يتكلم .. وظل كل واحد يتكلم .. وظل خليل صامتا لا يبدو عليه أنه يسمع
شيئاً سوى طقطقة النار .. ومر وقت ليس بالقصير .. كانت سحنته في أثنائه تتبدل وسماته تتراخى . . ثم شوهد أخيرا وهو يحل منديله المتسخ من حول رقبته ويذهب إلى غريمه في صمت ، ويشرع في تضميد جرحه.
وكان الاثنان يبكيان . .
وأشعل الرجل المستند إلى جزع الشجرة لفافة التبغ العاشرة .
وراح يحملق في النار هو الآخر .. ويصغى إليها وهي تطقطق
وتخبو ، ومن حولها تتجمع هذه الوجوه النحاسية كأنها وجوه
لمخلوقات من عالم آخر يراها لأول مرة.
وكان يختلس النظر إلى الاثنين اللذين كانا منذ برهة يقتتلان
وقد أحاط كل منهما عنق الآخر .. وانحنى ظهرهما في تعبير
صامت لضعف الإنسان و ذلته ، وقد لمع وهج النار النحاسي على صفحتي وجهيهما وتلألأت عليهما حبات الدموع .
وخيل إليه أنه يرى للمرة الأولى صورة صادقة لأحزان
الإنسان ..
وحينما استدار ليعود أدراجه لم يستطع أن يمحو هذه الصورة التي فتحت أبواب قلبه المغلق فتدفق منه طوفان من المشاعر الحبيسة .
لم يستطع أن يمنع قلبه من أن يحزن ، ولم يستطع أن يمنع روحه من أن ترتجف في سجنها وهي تتطلع إلى هذه الوجوه
الجافية الخشنة، وهي تقطع عليه الطريق وتخرج عليه من طوايا الظلام وفى يد كل منهما فانوس يسبح في هالة من الوهج النحاسي .
وحينما بلغ بيته لم يلحظ أن البواب قد وقف يتثاءب ويؤدي
التعظيم ، ولم يسمع نباح الكلب ولا صلصلة الحصى تحت قدميه.. ولم ير الخادم الأصلع . . وهو يجيب دقة الجرس .. فقد كانت أذناه ترعدان بهذا الصوت المتحشرج الذي ينساب من فم رجل عجوز ذي سن واحدة :
_ إن لي ابنا ولا أريد أن يحفر ابني الأرض وينزع مثلي
المجاري و يدك الاسفلت ويحمل القطران وأن تذهب
سبعون سنة من العذاب والشقاء بلا كفارة ..إن الحياة لا طعم لها بلا أمل ، أريد أن أعلم أن فأسي هيأت الأرض لحياة أصلح وأن عرقي لم يذهب عبثا ، أريد أن يكون ابني متعلما يقرأ او يكتب ولا يجلس مثلي على الأرض أريد أن أعيش عشر سنوات أخرى ، عشر سنوات أربي فيها أولادي .
أريد أن أعيش . . لقد كان الرجل يطلب الحياة كان يطلب عشر سنوات من الفقر والجوع والتعاسة والخرق القديمة ..
لأن الحياة ليست هي الحرير والخمر والنساء . . و إنما سر الحياة هو أن تُبذل في سبيل غاية..
وهذا هو الشئ المجهول الذي ينقص حياتة .
. ❝
❞ الفصل الثاني
مايا على السرير. من كتر الضرب بدأت تفقد قدرتها ع الصراخ
قلق فارس. بعد عنها بعد ما شاف الدم بينزف من شفتها
˝قومى اغسلى وشك˝
مايا موجوعة. ألم نفسى وألم جسدى
حاولت تقوم مش قادرة. فضلت مكانها
صرخ فيها..
˝بقولك قومى اغسلى وشك ده من الدم اللى عليه˝
قامت وهى بتجر نفسها من الألام اللى فيها
قعد فارس على طرف السرير يبص عليها
احساس بالذنب ناحيتها. واحساس بالاشمئزاز منها
صراع داخلى بين احاسيسه المتناقضة مش عارف يميل لاى احساس فيهم
جت مايا من الحمام بعد ما غسلت وشها
وماسكة منديل بتكتم بيه الدم على شفتها اللى اتفتحت من الضرب
قام فارس وقف.. قعدت مايا على السرير وهى بتعيط
صرخ فيها
˝مين اللى عمل كده؟؟ حمزة مش كده˝
بصت له باستنكار.استفزه
˝ايه؟؟؟ مش حمزة. حد وانتى مسافرة؟؟؟ خونتينى واحنا مخطوبين؟؟ انطقى عملتى فينا كده . انا مصدوم فيكى˝
ونطقت بلسان تقيل من ألمها
˝انا اللى اتصدمت فيك. انت واحد تانى غير فارس اللى اعرفه˝
وصرخ فيها اكتر وهو بيهم يضربها.خبت وشها بايديها
˝كنتى عايزانى اقولك ولا يهمك. عادى يا حبيبتى نزوة وخلاص واخص عليه اللى سابك. احمدى ربنا انى مموتكيش˝
˝وانت فاكر كده مموتنيش وموت كل احساس جوايا ناحيتك˝
˝ليكى عين تتكلمى كمان. ماهو صحيح بعد اللى عملتيه ده مش بعيد يطلع منك اى حاجة˝
مددت على السرير تنام بوجعها النفسى والجسدى
˝انتى هتنامى. قومى قوليلى غلطتى مع مين˝
ردت وهى بتشد عليها الغطا
˝مبقتش تفرق˝
مايا نايمة صاحية.دموعها نازلة بصمت
فارس نايم صاحى.الالم بيعتصر قلبه
كل واحد فيهم ضهره للتانى
فارس بيتكلم ف سره
˝ليه تعملى فيا كده. ليه فاجئتينى خلتينى مقدرتش اتحكم ف اعصابى˝
مايا بتكلم نفسها ف سرها
˝كان نفسى تسمعنى الاول قبل ما تحكم عليا. كان نفسى تسامحنى ونبدأ مع بعض صفحة جديدة زى ما كنت بتوعدنى˝
فارس بيكمل كلام ف سره
˝كنت بحلم ان حياتنا هتبقى احلى حياة .كنت بفكر ازاى اسعدك واعوضك عن كل حاجة فاتت. صدمتينى وحطمتى كل احلامى˝
مايا بتكمل كلامها ف سرها
˝كنت كل ما افتكر اللى حصل واخاف. اسمع كلامك واشوف حبك ليا اقول هيسامحنى. يا خسارة حبى ليك˝
فارس بيكمل كلامة فى سرة ...
˝لسة فاكر اول مرة شفتك فيها.وكمان فااكر نظرة حمزة ليكى˝˝.
يااااا يا مااايا حزينةحزينة
****فلاش باك****
فارس وحمزة ˝8˝ سنين ونسرين 5 سنين ..بيعبوا على السلم
باب البيت من تحت مقفول... ويظهر فؤاد قدام الباب
تجرى نسرين تدخل على بيت الجدة
خالو فؤاد جة...خالو فؤاد جية يا نينا ...ابتسامة
تجرة الجدة بلهفة ومعاها المفتاح
حمد الة على السلامة
اية الماجاة الجميلة دى
وفجاة تظهر مايا الطلفة الجميلة
بميلامحها الاوروبية
مال فارس على حمزة ˝وبيسألوا مييين دى˝
كانت عين حمزة مركزة على عين مايا ويبتسم انا الحبوردة من قلبي
وهى كماان تبتسملوا حمزة مسمعش سؤال فارس
دخل فؤاد اليت وهو ماسك مايا بيدة
نزلت ايمان هى كمااان وبلهفة فؤااد جية بصحيح ؟
دخلوا باقى الاطفال الى جدتهم
حمزة راااح لايمان ويسألهما ميين دى يا ماما
ايمان ˝دى مايا بنت خالك ˝
فؤاد قاعد ف الصالون مع مامته
وايمان وجوزها مصطفى
وحياة وجوزها توفيق
وال3 اطفال واقفي يبصوا للضيفة الغريبة
توفيق˝فارس خد اخواتك واطلعوا العبوا بره˝
تقرب نسرين من مايا
˝تعالى العبى معانا˝
مايا بخوف تبعد وترجع لحضن فؤاد
فؤاد˝روحى العبى معاهم˝
مايا ترفض من غير ما تتكلم وتحضن فؤاد
ايمان˝خلاص يا نسرين. اطلعوا انتوا العبوا وسيبوا مايا˝
يطلع فارس وحمزة ونسرين يكملوا لعب ع السلم
مايا حست بصداع.ومع عدم قدرتها على النوم
قامت تدور على مسكن للصداع
فارس حس بيها وهى قايمة
˝رايحة فين؟˝
مردتش عليه. قامت تفتح النور
لمحت صورتها ف المراية
بصت لنفسها.اتفاجئت
شفتها وارمة وزرقا
وخدها متعلم عليه خطوط حمرا من الضرب
صعبت عليها نفسها. نزلت دموعها
راحت اخدت المسكن ورجعت مكانها تانى
حاولت تنام. وافتكرت اول يوم ليها ف مصر
****فلاش باك****
مايا قاعدة ف حضن فؤاد
مستغربة الناس اللى اول مرة تشوفهم
ورغم انها كانت صغيرة. بس فاكرة كويس
كلام كتير بيتقال بلغة مش مفهومة
اطفال موجودين .وبنت بتكلمها وهى مش فاهماها
كل اللى فاكراه انها فضلت ف حضن باباها اسبوع
بيعلمها الكلمات المهمة واسامى الموجودين
وف اخر الاسبوع سابها وسافر
فارس لما قامت مايا فتحت النور
وشاف وشها. استغرب ازاى قدر يعمل فيها كده
وافتكر انه يوم ما فؤاد جاب ومايا وجه
وباباه قالهم يروحوا يلبعوا
رجع هو وحمزة ونسرين .وقعدوا جنب الباب من غير ما حد يشوفهم
****فلاش باك****
فؤاد ˝انا جبت مايا علشان تعيش هنا على طول˝
الجدة ˝ليه يافؤاد.فين مامتها˝
فؤاد ˝هنتطلق˝
توفيق ˝بصراحة يعنى انت غلطت لما اتجوزت واحدة لا م بلدك ولا م دينك.لأ وخلفت منها كمان˝
فؤاد ˝ايوه كنت غلطان. بس اهو ادينى بلحق الغلط بدرى بدرى˝
ايمان ˝بس حرام يا فؤاد بنت صغيرة زى دى تتحرم من مامتها ف السن ده˝
فؤاد ˝ما انا جايبها وعارف ان هيبقى لها 3 امهات مش ام واحدة. انا عايزها تتربى على عاداتنا واخلاقنا.مش عايز اللى شفته هناك يتكرر˝
الجدة˝ايه اللى شفته هناك˝
فؤاد ˝واحد صاحبى هناك. بس اكبر منى ومتجوز من زمان ونفس الظروف شبيهه بظروفى. بنته هناك عايشة زى الاجانب مع انها مسلمة بس بالاسم بس وراحت عاشت مع صاحبها ومامتها بتشجعها˝
توفيق ˝استغفر الله العظيم˝
مصطفى ˝ماهى البنت طلعت زى المجتمع اللى عاشت فيه˝
فؤاد ˝علشان كده خفت˝
ايمان ˝ومراتك. سابت البنت ازاى ولا انت جبتها من وراها˝
فؤاد ˝انا وهى بيننا مشاكل كتير فاتفقنا اننا ننفصل وانا اخد البنت˝
الجدة ˝وهى وافقت˝
فؤاد ˝الحمدلله وافقت علشان مش فاضية لها ووراها شغل˝
الجدة ˝ياقلبها˝
فؤاد ˝بس اتفقنا ان مايا تروح لها كل صيف اسبوع ولا اتنين وهى لو عايزة تشوفها تبقى تيجى هنا.المهم ان البنت تعيش وتتعلم هنا˝
توفيق ˝خير ماعملت˝
مصطفى ˝وانت هترجع تستقر هنا؟˝
فؤاد ˝معدش ينفع.انا شغلى وحياتى استقرت هناك. انا لازم ارجع˝
الجدة˝روح يابنى شوف شغلك ومتقلقش على بنتك. اهى تتربى مع عيال اخواتك˝
ايمان˝هى بتفهم عربى˝
فؤاد˝لا .بس اكيد هتتعلم وسطكم˝
قام فارس من ع السرير وهو متضايق
فتح شباك الاوضة ووقف يبص للسما
وهو بيفكر
˝اعمل ايه. كلها كام ساعة وهييجوا يسألونى. اهو اللى انت كنت خايف منه ياخالى حصل.بنتك مصانتش شرفك˝
بص لها وهى على السرير وضهرها ليه
التفت بعيد عنها وهو مشمئز منها بعد ما افتكر اللى عملته
مايا مش عارفة تنام. حست بفارس وهو قايم من جنبها
متحركتش من مكانها.
˝للدرجة دى انا اتخدعت فيك. كان لازم اعرف انك غير حمزة. كان لازم افتكر قسوتك عليا زمان زى ما قسيت عليا دلوقتى˝
****فلاش باك****
مايا ونسرين ماسكين ف ايد بعض
بيشتروا حاجات حلوة من جنب البيت
حمزة وفارس بيلعبوا كورة مع اولاد تانيين
نسرين جريت سبقت على البيت
ولد ف سن فارس. راح لمايا
˝انتى اسمك ايه˝
˝مايا˝
˝هو انتى ليه لابسة باروكة˝
˝يعنى ايه باروكة˝
˝شعر بيحطوه الستات على راسهم˝
˝لا مش حاطة حاجة.ده شعرى˝
˝لونه كده ازاى˝
مد الولد ايده باستغراب يتأكد ان ده شعر مايا
مسكه بتعجب وانبهار واستكشاف لحاجة اول مرة يشوفها
جه فارس يجرى هو وحمزة عليهم
فارس˝انتى سايباه يمسك شعرك ليه˝
حمزة للولد˝انت بتشدها من شعرها ليه˝
الولد˝مش بشدها انا بشوفه بس˝
مايا مش عارفة ترد على فارس
زعق لها
˝متخليش حد يلمسك تانى انتى فاهمة.يالا ع البيت˝
زقها ناحية البيت وقعت ع الارض
عيطت وهى واقعة. ومد حمزة ايده يساعدها تقوم من ع الارض
وهو بيزعق لفارس
˝وقعتها ليه˝
˝موقعتهاش انا كنت بقولها تروح ع البيت˝
مد حمزة ايده لايد مايا وهو بيزعق لفارس
˝هقول لباباك˝
جرى حمزة ومايا ف ايده
ووراهم فارس بيلحقهم قبل ما يروحوا لباباه
حياة داخلة اوضتها
توفيق بيخلص صلاة
˝تقبل الله˝
˝منا ومنكم˝
قام توفيق. وقعد على كنبة ف الاوضة
وسرح وضحك
˝بتضحك على ايه˝
˝عارفة افتكرت ايه دلوقتى˝
˝ايه˝
˝اول خناقة بين فارس ومايا. سبحان الله اللى يشوفهم يومها يقول هيطلعوا ميطيقوش بعض˝
˝شوف النصيب. اهى بقت مراته.ربنا يهنيهم˝
˝يومها مع انه كان صغير بس طلع راجل بجد.مش زى حمزة˝
جت سيرة حمزة. قطعت الضحكة من على وش حياة
****فلاش باك****
حمزة ومايا داخلين على توفيق البيت من الباب المفتوح دايما
˝عمو. فارس وقع مايا ع الارض˝
مايا بتعيط.دخل فارس يجرى
توفيق بيشخط ف فارس
˝زعلت بنت خالك ليه˝
˝سايبة ولد يمسك شعرها.مش عيب كده˝
توفيق وهو بيبص لمايا.
˝صحيح؟˝
حمزة ˝هى معملتش حاجة. هو يوقعها ع الارض ليه˝
توفيق ˝مينفعش يا حمزة انها تسيب حد يلمسها.جدع يافارس. راجل˝
الفصل الثالث
مايا نامت بعد ما تعبها الارق والالم اللى بتعانيه
فارس نام. ومن التفكير صحا قبل مايا
فارس قاعد بيبص لمايا وهى نايمة
خيالات كتير بتيجى على باله وهو سرحان فى اللى حصل
تفكيره بيصورله ازاى كانت راضية
تفكيره بيصورله ازاى كانت بتتعامل ف الموقف
بيحاول يبعد الافكار عن خياله مش قادر
بدأت الافكار تدور حوالين مين اللى كان معاها
تفكيره المسيطر عليه.حمزة
تفكيره المتواصل..ولما شافها نايمة
هب مرة واحدة.. صحاها بعنف
˝انتى نايمة وسايبانى اكل ف نفسى˝
صحيت مايا على صوت زعيق فارس
وشده ليها من دراعها لدرجة انها قعدت من قوة شدته
وردت من المفاجأة
˝فى ايه˝
ثار اكتر
˝فيه انك ضحكتى عليا. كنتى بتضحكى علينا كلنا.مع حمزة صح؟؟ هو حمزة. علشان كده انتى قاعدة عندهم على طول˝
عيطت مايا. من خوفها من عصبية فارس. هزها بعنف
˝كنتى بتحبيه. انا غلطان انى تناسيت انك كنتى بتحبيه.سلمتى لى نفسك باسم الحب˝
وبمحاولة لرد الوجع
˝ايوه كنت بحبه .وانا غلطانة انى اتجوزتك.ندمانة انى صدقتك واتجوزتك˝
ثار اكتر ومحسش بنفسه الا وهو بيضربها اكتر
حياة لابسة وطالعة من اوضتها
˝انا نازلة لماما. كمل لبسك وابقى انزل علشان نروح للعرسان˝
˝طيب.هصلى الضهر وانزل˝
حياة داخلة بيت مامتها.شافت فؤاد قاعد
˝صباح الخير يا فؤاد˝
˝صباح النور.هو توفيق مش جاى معانا ولا ايه˝
˝لا جاى. شوية ونازل.هى ايمان منزلتش˝
˝لا لسه˝
دخلت حياة المطبخ لمامتها.اول ما شافتها
˝كل حاجة جاهزة. اعمليلى قهوة لحد ما البس˝
خرجت الام من المطبخ ف نفس الوقت اللى دخلت فيه ايمان البيت ومعاها نسرين وجوزها
ايمان˝نسرين جاية تسلم عليكم قبل ما تمشى˝
الجدة˝انتى لحقتى .مش لسه جاية امبارح..ماتقعدى معانا كام يوم˝
نسرين˝معلش يانينة علشان شغل ممدوح˝
الجدة˝ما تسيبها ياممدوح كام يوم˝
ممدوح˝يرضيكى يعنى انها تسيبنى. اهون عليكى˝
الجدة˝لا يا بنى ربنا مايحرمكم من بعض˝
نسرين˝خالتو هنا.روحت لها عمو توفيق قال انها هنا˝
حياة خارجة من المطبخ بالقهوة
˝بسرعة كده يا نسرين.مش جاية معانا لفارس˝
سلمت نسرين على حياة
˝معلش ياخالتو.لسه قدامنا سفر˝
حياة ˝تروحوا بالسلامة.انتى ف الكام على خير˝
نسرين ˝السابع˝
حياة ˝هانت ربنا يكملك على خير˝
سلمت نسرين على كل الموجودين. وسلم ممدوح عليهم وخرجوا
مايا بتعيط ف الاوضة. من الضرب
قفلت الاوضة عليها بعد ما فارس خرج منها
فارس قاعد بره وحاسس بالاضطراب
الوقت بيمر ومش عارف هيتصرف ازاى
جرس الباب رن. حس ان مفيش مفر من مواجهه الموقف
قام وفتح الباب وهو بيحاول يبتسم
جدته كانت متقدمة وجنبها فؤاد ماسكها ف ايده
ووراهم توفيق ووراه ايمان وحياة
سلموا عليه ودخلوا قعدوا وعلامات السعادة على وشهم
فؤاد ˝هى مايا نايمة ولا ايه˝
ارتبك فارس وتمتم بكلام مش مفهوم
فسروه الموجودين على انه احراج
الجدة ˝لو نايمة صحيها علشان ندخل لها˝
دخل فارس الاوضة
اول ما شاف مايا
˝عايزينك˝
وقف وضهره ليها وكأنه بيكلم نفسه
˝انا مش عارف اتصرف.مش قادر اسكت واعيش معاكى وانا كل ما اشوفك الدم يغلى ف عروقى.مش طايقك ولا طايق نفَسك معايا ف حتة واحدة. ومش عارف اصدمهم واقولهم الحقيقة. ياريتك كنتى موتى ولا غورتى ف 60 داهية قبل ما اتحط ف الموقف ده˝
مايا مبتردش من خوفها منه
كمل كلامه باستسلام
˝خلاص معدش ييجى منه وانتى اللى عملتى ف نفسك وفينا كده˝
خرج فارس م الاوضة. وبعبوس
˝ادخلوا لها˝
بصوا الستات لبعض على طريقته.وقاموا
الجدة ووراها ايمان وحياة داخلين الاوضة
مايا قاعدة مكانها ع السرير منكمشة
اتخضوا من شكلها
صرخت ايمان وراحت على باب الاوضة
˝فااااااااااارس. ايه اللى عمل فيها كده˝
سمع فؤاد صوت ايمان المفزوع.جرى على الاوضة
توفيق بيبص ل فارس
˝ف ايه؟؟؟˝
فؤاد لما دخل وشاف مايا وهى بتعيط
وبيسألوها ايه اللى حصل مبتردش
وايمان قاعدة جنبها اخداها ف حضنها
شك فؤاد . وف نفس الوقت رافض يصدق
نادى بصوت عالى على فارس
توفيق لما سأل فارس وشاف دموعه ف عينيه
شك ان يكون فارس عنده مشكلة
قام متحفز وهو مستاء من ان مايا اتكلمت وحكت بسرعة كده
توفيق داخل الاوضة.ووراه فارس منكس راسه
ايمان قاعدة على السرير ومايا بتعيط ف حضنها
حياة وفؤاد ومامتهم مستنيين من فارس ييجى يقول سبب الاثار اللى على وشها دى ايه؟؟
فؤاد شك فى فارس. وانه يكون سادى
فؤاد بشك˝ايه اللى حصل وايه الاثار اللى على وشها دى˝
فارس بيحاول الهدوء
˝مسألتهاش ليه؟˝
بص لها فؤاد
˝ايه اللى ف وشك ده˝
مايا بتتمسك بحضن ايمان اكتر وتعيط
توفيق حس ان المشكلة مش ف ابنه..شخط ف مايا
˝ما تتكلمى.فى ايه˝
فؤاد لفارس
˝فى ايه يافارس..انا بسألك انت˝
فارس
˝فيه ان مايا فضحتك وفضحتنى. بنتك مش بنت بنوت يا خالى˝
كلام فارس كان صدمة لكل الموجودين
الجدة دبت ف صدرها.وحياة كتمت صرختها
ايمان بصت لمايا بتساؤل
فؤاد الكلام كان صدمة ليه. واول ما سمعه
التفت لمايا وهجم عليها يضربها بعنف اكبر
ايمان بتصرخ وبتحوش عنها وبتتضرب ف النص
الجدة بتعيط وتشد فؤاد. حياة واقفة دموعها نازلة بصمت
ايمان بتصرخ˝كفاية يافؤاد. كفاية هتموت ف ايدك˝
توفيق بيزعق لايمان
˝سيبيه يموتها بدل العار اللى جابته لجوزها˝
ايمان ˝بالراحة عليها .هى لو بنتك كنت قلت كده˝
فؤاد ˝مين ؟؟؟غلطتى مع مين؟؟ومن امتى؟.اتكلمى˝
ايمان وهى بتبص لمايا
˝مايا.مايا.كفاية يا فؤاد البت هتموت˝
توفيق ˝انتى الوحيدة اللى بتدافعى عنها. علشان تدارى على غلطتها مع ابنك.مفيش غير حمزة هو اللى عمل كده˝
والتفت فؤاد وحياة والجدة لايمان.بنظرات الاتهام
ايمان بتعيط
˝متجيبش سيرة ابنى. ابنى ميعملش كده ابدا. اتكلمى يامايا وقولى انه مش حمزة˝
مايا فاقدة الوعى ف ايد ايمان
ايمان برعب ˝مايا.مايا.كلمينى˝
توفيق˝ف ستين داهية˝
فؤاد بقلق بيهز مايا ˝مايا.مايا˝
توفيق وحياة وفارس وفؤاد قاعدين ساكتين محدش بيتكلم
يتفتح باب الاوضة.يخرج الدكتور والجدة بتوصله
يقوم فؤاد˝مالها يادكتور˝
الدكتور˝مالها ايه.مين اللى عمل فيها كل ده حرام عليكم˝
فؤاد˝لو سمحت يادكتور عرفنا حالتها˝
الدكتور˝حالتها انها اتعرضت لضرب وحشى واثاره مش محتاجة كشف. وشها كله كدمات.بس مش دى بس المشكلة˝
فؤاد˝ايه تانى˝
الدكتور˝اللى حصل لها عملها صدمة عصبية وفقدت النطق. محدش يضغط عليها انها تتكلم. وياريت تستشيروا طبيب نفسى يتابع حالتها˝
فؤاد وهو بيوصله للباب.وبيحاسبه
الدكتور˝لو اللى ضربها جوزها وعايزين تقرير طبى انا ممكن اعملكم التقرير. الضرب كان عنيف جدا وواضح انه اكتر من مرة˝
فؤاد˝لا شكرا يادكتور.. هتتحل ان شاءالله˝
كلهم قاعدين ف صمت ماعدا ايمان مخرجتش من الاوضة
قطع الصمت صوت توفيق
˝وبعدين. الحل ايه˝
فؤاد بيبص لفارس مستنى رده.وعينيه كلها رجاء
فارس ˝مايا طالق. مش هقدر تعيش معاها بعد ما خدعتنى˝
توفيق ˝هو ده الصح. مينفعش تستر على غلطة ملكش دعوة بيها˝
فؤاد ˝للدرجة دى يافارس هانت عليك. احنا منعرفش ايه اللى حصل˝
فارس ˝اللى حصل انها فرطت ف نفسها. انا اللى كنت فاكرك هتموتها الاقيك بتتكلم بالضعف ده˝
فؤاد بيعيط˝منكرش ان غلطتها كبيرة اوى.بس لما حسيت انها هتموت خفت عليها˝
توفيق باستهجان˝خفت˝
فؤاد ˝ايوه خفت.دى بنتى الوحيدة برضه˝
ايمان جنب مايا. بتطبطب عليها وبتعيط
˝صحيح حمزة هو السبب؟؟؟ وليه مقلتليش˝
مايا بتعيط بحرقة. مش قادرة تتكلم
اتفتح باب الاوضة.ودخلت الجدة
˝لبسيها يا ايمان˝
ايمان˝ليه؟˝
الجدة˝فارس طلقها خلاص. وهترجع معانا˝
مايا بتعيط بحرقة اكبر. جدتها مش عارفة تتعاطف معاها ولا تقسى عليها. خرجت من الاوضة وهى محتارة
فؤاد بيقف بالتاكسى قدام باب البيت
بينزل وبتنزل منه ايمان ومامتها وهما ماسكين مايا
دخلوا البيت بسرعة قبل ما حد يشوفهم
فؤاد بيفتح باب الشقة
مايا خايفة تدخل وماسكة ف ايمان
˝ادخلى متخافيش محدش هيعملك حاجة˝
مايا بتعيط وماسكة ف ايمان
فؤاد ˝متخافيش.لما تخفى هنبقى نتكلم˝
مايا بتبص له بخوف وماسكة ف ايمان
الجدة ˝ادخلى يا مايا. محدش هيضربك˝
ايمان ˝تطلعى تقعدى معايا˝
مايا بتهز راسها وكأنها كانت مستنية الحل ده
ايمان ˝انا هاخدها عندى. هتقعد معايا لحد ما تبقى كويسة˝
فؤاد باستسلام˝ طيب. حتى عندك احسن بعيد عن فارس وحياة وتوفيق˝
حياة بتلم هدوم فارس وهى بتعيط وسامعة توفيق وفارس بيتكلموا
˝كويس انك قدرت تمسك نفسك ومموتهاش˝
فارس حزين ومش قادر يتكلم
˝انا م الاول مكنتش عايز الجوازة دى. قلتلك بلاش مايا.كنت حاسس انك مش هترتاح˝
˝عمر ما خطر على بالى انها ممكن تعمل كده. دى متربية قدام عنينا.ده انت اللى مربيها تقريبا˝
˝العرق يمد.عايز ايه من واحدة امها اجنبية وعايشة بالطول والعرض.اقلب القدرة على فمها˝
خرجت حياة من الاوضة
˝خلاص لميت الهدوم˝
توفيق ˝يالا بينا. وانا هتكلم مع فؤاد ان الطلاق يتم وتتنازل عن كل حقوقها. مش كفاية الفضيحة˝
حياة ˝راحت ولا جت بنتنا . امانة عليكم بلاش فضايح وكفاية على قد كده.استروها ومتحكوش حاجة لحد˝
توفيق ˝والجيران اللى كانوا ف الفرح امبارح وهيلاقوهم النهاردة كل واحد ف بيت اهله˝
حياة˝هقعد مع اخواتى ونفكر ف اى حاجة نقولها . ربنا امر بالستر ياخويا الله يسترك˝
توفيق باستسلام لعشرة العمر مع اخوات حياة
˝امرنا لله.يالا بينا˝ . ❝