القصة في شكلها الفني المتكامل وفي مضامينها العميقة حديثة في الأدب الجزائري. وهي على حداثتها كالثورة التي انبتتها بدأت تعطي ثمارا بواكر يانعة وتبشر بوفرة وجودة اذا وجدت من النشر فعالية أكبر لوضعها بين يدي القارئ المتعطش ووجدت من النقاد، وهو قلة، العناية التي تشحذ حولها الوعي والذوق وتبؤها المكانة اللائقة بها بين أصناف الأدب وفنونه. وأجيال القصاصين عندنا تتجاوز في حقبة من الزمن اختصرتها التغييرات العميقة التي واكبت الثورة والتي ما زالت تتفاعل وتدفع إلى السطح نباتا غضا يحمل في طياته عناصر القوة والنماء، بعضه شق طريقه إلى النضج والعطاء، والبعض الآخر ما زال في حاجة إلى رعاية حتى يكتمل وينضج. كما تدفع هذه التفاعلات أحيانا أخرى من جذور الماضي انفصلت عن معاني الحياة والخصب فهي لا تنفع إلا بعودتها إلى الأرض الطيبة لتصبح سمادا .. لغيرها. وتأتي مجموعات القصص التي أنتجتها الأخت ، فيما انتجت، مثالا على ما يمكن أن يعطيه هذا التفاعل من دفع لأدب القصة متصلا بجذور المجتمع متطلعا إلى آفاق المستقبل الرحبة. وهو يتميز عن المحاولات الجامحة بعيدا عن جذور المجتمع وعن التقوقع العقيم حول مفاهيم ضيقة لقيم المجتمع وتفاعلاته. وتفاعلات المجتمع الجزائري تستشف من قصص الأخت في صور صادقة متكاملة ولعل الحرص على هذا الصدق هو الذي يجعل القارئ، في بعض الأحيان، يتخيل صور الحياة تقفز إلى سطور القصة دون أن تأخذ في طريقها اللباس الفني الذي يطغى عند بعض القصاصين عن الحقيقة حتى يحجبها.