دخل كتاب نعي الأموات حكمه وبعض المسائل المتعلقة به في دائرة اهتمام الباحثين والأساتذة المهتمين بالفروع الفقهية؛ حيث يقع كتاب نعي الأموات حكمه وبعض المسائل المتعلقة به ضمن نطاق تخصص علوم أصول الفقه والفروع ذات الصلة من عقيدة وحديث وعلوم قرآنية وغيرها من تخصصات الفروع الإسلامية. الفرع الأوَّلُ: حُكمُ نَعْيِ الميِّت يُكْرَه نعيُ الميِّتِ (1) وهذا باتِّفاقِ المذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربعةِ: الحَنفيَّة (2) ، والمالِكيَّة (3) ، والشَّافعيَّة (4) ، والحَنابِلَة (5) . الدَّليلُ مِنَ السُّنَّة: عن حُذيفةَ بنِ اليمانِ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قال: ((إذا مِتُّ فلا تُؤذِنوا بي؛ إنِّي أخافُ أن يكون نَعْيًا؛ فإنِّي سَمِعْتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يَنْهَى عن النَّعْيِ )) (6) . الفرع الثاني: الإعلامُ بموتِ الميِّتِ من غيرِ نداءٍ لا يُكرَه الإعلامُ بموتِ الميِّتِ من غيرِ نداءٍ (7) ، وهذا باتِّفاقِ المذاهِبِ الفقهيَّةِ الأربعةِ: الحَنفيَّة (8) ، والمالِكيَّة (9) ، والشَّافعيَّة (10) ، والحَنابِلَة (11) ، وحُكِيَ فيه الإجماعُ (12) . الأدلَّة: أولًا: من السُّنَّة 1- عن أبي هريرةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه: ((أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم نعى النَّجاشيَّ في اليومِ الذي مات فيه؛ خَرَجَ إلى المُصلَّى، فصَفَّ بهم، وكَبَّرَ أربعًا )) (13) . 2- عن أبي هريرةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه: ((أنَّ رجلًا أسودَ- أو امرأةً سوداءَ- كان يقمُّ (14) المسجِدَ فمات، فسألَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عنه، فقالوا: مات، قال: أفلا كُنْتُم آذنْتُموني به، دُلُّوني على قبره- أو قال قبرِها- فأتى قبْرَها فصلَّى عليها )) (15) . ثانيًا: من الإجماع نقل الإجماعَ على ذلك: ابنُ رُشدٍ الجَد (16) ، والموَّاق (17) ، والخرشي (18) . لِمَا يترتَّبُ على معرفة ذلك مِنَ المبادرةِ لشهودِ جِنازَتِه، وتهيئةِ أمرِه، والصَّلاةِ عليه، والدُّعاءِ له والاستغفارِ، وتنفيذِ وصاياه (19) .