❞صلاح الدين زعبلاوي❝ المؤلِّف السوري - المكتبة

- ❞صلاح الدين زعبلاوي❝ المؤلِّف السوري - المكتبة

█ حصرياً جميع الاقتباسات من أعمال المؤلِّف ❞ صلاح الدين زعبلاوي ❝ أقوال فقرات هامة مراجعات 2024 ❰ له مجموعة الإنجازات والمؤلفات أبرزها معجم أخطاء الكتاب الناشرين : دار الثقافة والتراث بدمشق للطباعة والنشر والتوزيع ❱

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
صلاح الدين زعبلاوي
صلاح الدين زعبلاوي
المؤلِّف
صلاح الدين زعبلاوي
صلاح الدين زعبلاوي
المؤلِّف
مؤلفون سورييون المؤلِّف سوري السوري


❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ معجم أخطاء الكتاب ❝ الناشرين : ❞ دار الثقافة والتراث بدمشق للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❱

عمل الزعبلاوي مدرسًا للتاريخ والجغرافيا ومديراً لكثير من ثانويات دمشق في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي. كان مخلصاً في تدريسه محباً لمهنته. لم يكن يكتفي بالكتاب المدرسي بل كان -وعلى عادته- يستقصي المادة العلمية من كل مرجع استطاع جاهدًا الحصول عليه، إذْ كانت المراجع آنذاك نادرة في كثير من الاختصاصات. كان يسرد كل المعلومات قبل أن يُمْلِيها على الطلاب بطريقة جذابة ومشوّقة تستحوذ على انتباه الطالب وتشغفه بالمادة. قال في ترجمة حياته (ص 296 ): «وقد اعتدت أن أعكف على إعداد الدرس وأصرّف الفكر فيه وألتمسه من مظانه فلا أكتفي بكتاب مدرسي أو أقتصر على مرجع فرد. بل أستفرغ في ذلك وسعي، وأبذل فيه جهد المستطيع فأرتاد المؤلفات المفصّلة والمصادر المطوّلة حيثما وجدت. وأقتنيها لتكون عُدتي في الاطلاع وأداتي في التبسّط، بل لتكون ذريعتي إلى تدبّر الرأي عن بصيرة واتخاذ المذهب عن حجة. هذا ما جعل طلابه محبين أوفياء حيثما لاقوه إلى آخر يوم في حياته. فكنت أصاحبه في كثير من الأوقات وأرى كيف كانوا يهرعون لإيقافه وإبداء كل استعداد لأداء أية خدمة، بل كانوا يقبّلونه أحيانا، ويذكّرونه بمواقف جليلة كان قد ضحّى من أجلهم فيها. كانوا يذكرون تلك الأيام بشوق وحنين.

كان والدي شخصية معروفة بين أهل الثقافة والعلم في دمشق. لا أذكره دخل مدرسة من مدارسنا أنا وإخوتي ونحن صغار في الإعدادية أو الثانوية إلاّ وبادره كل أساتذة المدرسة بالسلام والترحاب والاحترام، وهم يحملون في قلوبهم ذكرى طيبة عنه في أيامهم الماضية. أذكر حادثة طريفة أخرى، ذلك أنه دخلَ يوماً ما إحدى صيدليات دمشق ليسأل عن موضوع كان يتعلق بدراسة شقيقتي الصيدلانية آنذاك. فلمّا ذكر اسمها أمام صاحب الصيدلية، بادرَ الأخير وكله حنينٌ وشوقٌ ورجاءٌ ليسأل والدي إن كان على صلة بشخص يدعى «صلاح الدين الزعبلاوي». ففي بادئ الأمر ظنّ والدي أن ذاك الرجل كان يكلّمه مازحاً. وما أن أطلعه والدي على الحقيقة حتى أخذ يقبّل يديه، وعيناه تدمعان. وتبيّن له بعد ذلك أنّ صاحب الصيدلية هذا كان في الماضي تلميذاً يتيماً وهو صغير، عندما كان والدي مديراً «لميتم سيد قريش» في دمشق. وقد كان المربي الزعبلاوي يرعى هؤلاء الأيتام وكأنه أب لهمٌ بل أكثر من أب...؛ يحفّهم بالعناية ويدافع عنهم ويعدل بينهم ويشجعهم ويكافئهم، ويسعى جاهداً إلى تعويض ما افتقدوه من غياب أحد الوالدين أو كليهما. مازال اسم والدي مطبوعاً في مخيّلة ذاك الطالب إلاّ أنه نسي صورته، حيث كان غلاماً يافعاً في مقتبل عمره. كان موقفاً عاطفياً مباغتاً تقشعر له الجلود وتلين له أقسى القلوب.

مرضه ووفاته

اشتدَّ المرض على الزعبلاوي وطرحه فراشاً في الشهر الأخير قبل وفاته، إلاّ أنه لم يتمكن من صرفه عن صلاته، فقد شهده شقيقي يقوم بإيماءات وهو يصلّي مستلقياً. فتك به المرض بالرغم من كل ما ذَكرتُ من اتّباعهِ للقواعد الصحية طوال حياته، وهو ابن الطبيب الشهير، والرجل النّاصح المُثقّف الذي طالما حدّثنا عن تناول الأغذية المفيدة وامتثال القواعد الصحيّة فيها؛ ولكن لابُدّ للقدر أن يجد سبيلاً ما يتسلل عبره ويُنهي حياة الإنسان. فقد أصيب بداء التشمّع الكبدي. بتنا نعالجه ما يقارب السنة قبل وفاته. إلاّ أن حالته كانت تسوءُ يوماً بعد يوم. وأضحى أعظم ما يكره هو ذكر كلمة «طبيب» أمامه. كان يمقت الذهاب إليه أو حتى استقباله في البيت، وهو الرجل القوي الذي لم يشتكِ من وعكة صحية عويصة طوال حياته. كانت والدتي - وقد دعاها آنذاك «أم المؤمنين» - تسهر الليالي الطويلة، وقد تصل ليلها بنهارها، قائمة على خدمته وتلبية طلباته. كانت كما عَهِدَها دائما زوجة صالحة وفية مخلصة. كنا نقف أمام والدي في حيرة: هل نمتثل لرجائه في عدم اصطحاب الطبيب؟ أم نحاكي العقل ونحرص على شِفائه فنستدعي الطبيب؟ وكنّا بالطبع نُؤثر الحل الثاني على الأول فهو ما كُنا نرى فيه المنطق والصواب.

ضعفت شهيّة والدي عن الأكل في الأشهر الأخيرة، وأخذت بالاضمحلال يوماً بعد يوم. استمر وضعه بالتدهور بالرغم من مراجعة الطبيب وتناوله الدواء إلى أن انقطع عن الأكل تماما، واعتمد على الشراب وحسب قبل شهر من وفاته. وفي الأسبوع الأخير من حياته امتنع عن شرب السوائل حتى الماء، ولكن الغريب أنه ظلَّ منتصب القامة عالي الرأس. وافته المنيّة صباح يوم السبت عن عمر يناهز التسعين عاماً. تغمده الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جنانه. وأخيراً أودّ الإشارة إلى أن والدي كان يدعى «صَلاحًا» وقد اقتدى باسمه، حيث كان كل من قلبه وعقله وفعله مفعماً بالصلاح والخير والاستقامة. فقد كان، ومازال، وسيبقى قدوة لنا نحتذي بها ومشعلاً لنا نقتدي بنوره. وأرجو أن أختتم سيرة حياة والدي هذه بدعاء جميل كان قد اختتم به سيرة حياته حيث قال: «زيّن الله عملنا بالتقوى فإنها الحظ الأوفر والذخر الأنفس، وأخلص سعينا لوجهه، وأوسعنا من عافيته وعفوه، وكفانا ما أهمنا في الدنيا والآخرة، إنّه سميع مجيب».

#9K

0 مشاهدة هذا اليوم

#22K

23 مشاهدة هذا الشهر

#12K

5K إجمالي المشاهدات
نماذج من أعمال صلاح الدين زعبلاوي:
📚 أعمال المؤلِّف ❞صلاح الدين زعبلاوي❝:

منشورات من أعمال ❞صلاح الدين زعبلاوي❝:

نتيجة البحث