قد وجب على كلّ مسلم الأمر بالمعروف والنهيّ عن المنكر، وكلّ فرد له مكانه في المجتمع فيغير المنكر الذي يراه، وإنّ من أهمّ الأساليب التي تؤدي هذا الغرض هو أسلوب النصيحة الذي يقوم به الفرد اتجاه الآخرين، وعليه يجب أن يتمتع كل ناصح بآداب النصيحة، وعليه أن تكون غايته من النُصح غاية سليمة من حيث طهر القلب والقصد فيالنية وإخلاصها لله ولرسوله، فالإنسان المسلم لا يقوم بأمر إلا لابتغاء رضا الله تعالى ورحمته، والإخلاص لرسوله محمد عليه السلام. وفي بيان مقصد الإخلاص في الدين، قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}، وإنّ الدين الذي رضيّ به الله ورسوله لنا هو النصيحة فقد قال عليه السلام: "إنَّما الدِّينُ النَّصيحةُ، ثلاثًا، إنَّما الدِّينُ النَّصيحةُ، إنَّما الدِّينُ النَّصيحةُ، قيلَ: لِمَنْ؟ قال: للهِ، ولرَسولِهِ، ولكِتابِهِ، ولأئِمَّةِ المُسلِمينَ وعامَّتِهم"، هذه الرسالة تحتوي على العناصر الآتية: 1 ما هي آداب النصيحة، ما هي ضوابط وحدود الخلاف والجدال والهجر؟ 2 كيف أعامل الناس بحسن الأدب؟ 3 ما هي حقوق المسلمين؟ 4 بيتي كيف أُصلِحُه؟ 5 مَن تُصاحِب؟