█ حصرياً جميع الاقتباسات من أعمال المؤلِّف ❞ محمد امين التميمى ❝ أقوال فقرات هامة مراجعات 2024 "محمد أمين» التميمي الداري صورة ناصعة لرجال خاضوا غمار مراحل حاسمة تاريخ المنطقة الحديث كمشاركين وصنّاع أحداث مؤثرة وهو المولود الربع الأخير القرن التاسع عشر دون أن نتمكن تحديد سنة ميلاده بدقة إلا أنه ولد مدينة نابلس المدينة الفلسطينية البارزة قلب الأحداث كما هي الآن مولود لعائلة عريقة ذات مكانة كبيرة ومحيطها وقد نشأ كنف والده الشيخ راغب الذي تمتع بمكانة وشأن كبيرين علمياً واجتماعياً فقد شغل منصب مفتي العهد العثماني يتجاوز التأثير الديني والاجتماعي ويصل إلى الدور السياسي ويرجع نسب العائلة ذرية الصحابي الجليل تميم بن أوس ويذكر الباحث حنا عماري جدهم عبد الفتاح درويش عين قاضياً لنابلس حيث استوطن فيها وكذلك أعقابه بعده ❰ له مجموعة الإنجازات والمؤلفات أبرزها المعلقة الاسلامية فى الكعبة والمسجد الحرام الناشرين : الناظم الشارح ❱
عمل محمد التميمي بوزارة الخارجية في جدة في عام 1346هـ، واشترك في عام 1349هـ في الوفد السعودي المشارك في الاجتماع الخاص بالتحقيق في بعض المشكلات على الحدود السعودية ـ الأردنية، وذلك بتكليف من الملك عبدالعزيز. وفي عام 1350هـ غادر التميمي إلى مصر للاقامة فيها فترة من الزمن حيث عمل في دار الوثائق القومية بالقلعة. وأثناء عمله في مصر قام التميمي بالتنسيق مع إدارة المعارف المصرية بتصحيح ما ورد في بعض المناهج المصرية من معلومات مغلوطة عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب. ونتيجة لهذا الجهد المخلص اثنى الملك عبدالعزيز على ما قام به التميمي في رسالة وجهها جلالته إليه في عام 1364هـ جاء فيها: "اطلعنا على ما جاء في كتابك بشأن تصحيح بعض الأغلاط التاريخية عن الدعوة السلفية وهذا عمل طيب بارك الله فيك يكون معلوما والسلام". وفي عام 1366هـ استقال من عمله بدار الوثائق في القاهرة وتفرغ لأعماله العلمية.
ومن أبرز إنجازات التميمي وضع شجرة نسب آل سعود وذلك لأول مرة بشكل شامل ومنظم. ولقد تمكن من تحقيق ذلك في عام 1363هـ وتم طبع الشجرة في عام 1365هـ بمصلحة المساحة المصرية. ويروي البعض ما شاهدوه من جهود التميمي المتواصلة والشديدة لتوثيق شجرة نسب الأسرة المالكة والتحقق من الاسماء وإثباتها في مكانها الصحيح، وكذلك عمله في وضع شجرة نسب آل الشيخ. ولا شك أن الذي يطلع على هذين العملين يتبين له حجم الجهد الذي بذل والمعلومات التي تم الحصول عليها لإنجازهما.
وفي عام 1373هـ اسهم التميمي في اصدار عدد خاص عن المملكة العربية السعودية من مجلة "صوت الشرق" المصرية والتي كان يرأس تحريرها أحمد قاسم جودة. وفي عام 1380هـ عاد التميمي إلى المملكة ليعمل مديرا لإدارة المكتبات بوزارة المعارف بناء على ترشيح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وزير المعارف آنذاك. واستمر عمله بوزارة المعارف مستشارا لوزير المعارف حتى بعد بلوغه سن التقاعد في عام 1387هـ.
وفي عام 1388هـ اصدر التميمي نسخة جديدة ومطورة من شجرة نسب آل سعود الملونة بألوان محددة خاصة باسماء الرجال والنساء والملوك والشهداء والمثقفين والخريجين والأحياء والأموات. ولقد ترك التميمي قاعدة جيدة لمعلومات الأسرة المالكة تجاوزت الشجرة التي تم طبعها. فلقد ظهر له بعض الأخطاء في النسخة المطبوعة من الشجرة وقام بتلافي ذلك في دراسة مستقلة لم يتم نشرها لوفاته قبل ان يكملها. فلقد قام برسم فروع الشجرة ووضع فهارس مرتبة على حروف الهجاء لجميع افراد الأسرة المالكة وطبقات آل سعود والمصاهرات، وتحتفظ الدارة بهذه الأوراق التي تم اقتناؤها من أسرته في عام 1396هـ.
ولقد أوضح التميمي حجم ما قام به من جهد في هذا العمل المتميز في أوراقه الخاصة قائلا: "والله وحده يعلم مبلغ الجهد الذي بذلته خلال اثنتين وعشرين سنة من المتابعة والملاحقة والإلحاح والاستمرار والاصرار في سبيل الحصول على المعلومات... ويعلم مدى المصاعب والمتاعب والعقبات التي اعترضت سبيلي".
وعندما بدئ بالتفكير في تأسيس دارة الملك عبدالعزيز كان للتميمي اسهامه المتميز في الإعداد للفكرة باعتباره مستشارا لوزير المعارف آنذاك معالي الشيخ حسن آل الشيخ ـ رحمه الله ـ . والشيء الذي ينبغي التنويه عنه هو ما قام به التميمي من تصوير للوثائق العثمانية والإنجليزية بتكليف من وزارة المعارف في الأعوام 1387و 1388و1389هـ لتكون نواة لدارة الملك عبدالعزيز التي تأسست في عام 1392هـ، وعندها عين التميمي مستشارا لدارة الملك عبدالعزيز للبحوث التاريخية.
ولم تتوقف إسهامات التميمي عند هذا الحد وانما واصل جهوده لخدمة تاريخ المملكة العربية السعودية، إلا انه لم يتمكن من استكمال ما بدأه حيث وافاه الأجل في عام 1396هـ رحمه الله.
ومن خلال الأوراق الخاصة بالتميمي التي اقتنتها الدارة بعد وفاته يتبين بدايات تلك الجهود وأبرز الجوانب التي خطط من أجلها رحمه الله لتوثيق جوانب عديدة في التاريخ السعودي وفق ما حصل عليه من معلومات وقراءات كثيرة جدا.
ولقد سعدت كثيرا بمقابلة عدد من أبناء التميمي هم الأستاذ فهد والدكتور فيصل والأستاذ طارق وتأييدهم لمشروع الدارة في توثيق جهود والدهم من خلال أوراقه الخاصة المحفوظة لدى الدارة والتي قدمتها الأسرة إسهاما منها في دعم هذا المشروع. والشيء الذي أسعدني أكثر هو تلك الروح العلمية التي قدمها هؤلاء الأبناء في طلبهم مواصلة جهود والدهم من خلال الدارة حسب اختصاصاتهم وتعبيرا عن رغبتهم في خدمة البلاد وتاريخها الوطني.
ويكفي ان تبين لنا هذه الإطلالة بعض الشيء عن جهود التميمي التي ركزت على خدمة تاريخ المملكة العربية السعودية وذلك من منطلق قناعته الشخصية دون تأثير أو دافع مادي أو غيره. وتتكشف جوانب هذه المحبة والاقتناع التي دفعت محمد التميمي إلى الكتابة عن المملكة والأسرة المالكة من حيث التاريخ والتوثيق في مذكراته الشخصية التي دونها بعنوان (لماذا أحببت ابن سعود؟) وقام بإهدائها الى الملك عبدالعزيز أثناء زيارته لمصر سنة 1366هـ وقامت الدارة بنشرها في عام 1419هـ.
ومن خلال الأوراق المحفوظة في الدارة سيتم توثيق منهج التميمي في توثيق نسب الأسرة المالكة وأبرز المعلومات التي دونها ونتائجه التي توصل إليها. كما سيركز مشروع الدارة التوثيقي لجهود التميمي على ابرز كتاباته ويومياته التي تعكس جونب مهمة من علاقته بالملك عبدالعزيز والملك سعود والملك فيصل ـ رحمهم الله ـ وأعماله المتعلقة بتاريخ المملكة العربية السعودية. ويأتي هذا العمل في إطار توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة الدارة، التي تؤكد على توثيق كافة جوانب التاريخ السعودي وخاصة توثيق جهود الأفراد والأسر باعتبارها جهودا لها قيمتها ونتائجها المهمة وإسهامات لها أثرها الكبير في جوانب تاريخ بلادنا الغالية. لذا تركز الدارة على التوثيق والوفاء والرصد والشامل لكافة معالم تاريخينا الوطني، وتهيئة المصادر التاريخية للباحثين والباحثات كي يستفيدوا منها ويستكملوا مسيرة البحث التاريخي رغم مشاقه وصعوباته. ولعلنا نستفيد من مشوار محمد أمين التميمي وغيره من الباحثين الأوائل في خدمة تاريخنا وتراثنا المعتمد على الصبر والجد والاطلاع والتوسع في القراءة والبحث عن المعلومة في أي مكان والتواضع وتحقيق الإنجاز.