مازالت حقول التاريخ والحضارة الإسلامية تعاني من ندرة دراسات شاملة تستهدف التنسيق بين مختلف العلوم الاجتماعية وبين العلوم الإسلامية الكلاسيكية كالفقه والكلام والحديث، أو تحاول وضع أسس نظرية لبناء علوم اجتماعية تمتلك آليات مناسبة لدراسة الحضارة الإسلامية وجوانبها المختلفة. وتحاول هذه الدراسة التي بين أيدينا أن تتلمس الخطوط العريضة للتنسيق بين العلوم الاجتماعية وبين العلوم الإسلامية الكلاسيكية في موضوع قد يكون أنسب من غيره لمثل هذا الهدف. ومن أهم المحاور والنقاط التي حاول المؤلف أن يبينها: أن الفكر السياسي السني نشأ وتكون نتيجة علاقات معقدة بين الفقهاء وبين عناصر ثلاث: الخلافة بمراحلها والاتجاهات السياسية والفكرية الإسلامية الأخرى، والموروث المحلي في البلاد المفتوحة. وكذلك من المحاور الهامة في الدراسة حديث المؤلف عن بدايات المفاهيم، ونشأة الفكري السياسي وتطوره في القرنين الأول والثاني للهجرة، وكذلك تطوره في بدايات القرن الثالث حتى نهاية الثلث الأول من القرن الرابع الهجري، وأيضًا تناوله لأصول الفكر السياسي وثوابته.