نبذه عن الكتاب : لا شك أن هذا مثل ما أسلفنا ويمكن أزيد الآن أنه أيضاً أماكن تجمعات الناس، التجمعات الضخمة، خاصة مثل الحج، يعني: تخيل كم مليون حاج، وهؤلاء مسافرون، غرباء، فيهم كثير من كبار السن، يعني في الغالب لا يسمح لهم بالحج إلا في فترة معينة، وفيهم النساء، وهذا مظنة التيسير، وفيهم أيضاً الأطفال الصغار أحياناً، والمكان ضيق، والجو حار، والنقل فيه صعوبة، والطواف فيه مشقة والسعي فيه مشقة، والرمي فيه مشقة، والوقوف والدفع والمبيت و.. هنا نحن نلاحظ ذلك، ليس شيئاً غريباً أو نسمع عنه، وإنما نعايشه كل عام، أو يعايشه الذين يحجون كل سنة، فهذه كلها مظنة التيسير على العباد. أيضاً زد على ذلك معنى مهماً: وهو أن هؤلاء الحجاج من بلاد شتى ومذاهب شتى، فيهم الحنفي والحنبلي والشافعي والمالكي، وفيهم من المشرق الإسلامي ومن المغرب ومن تركيا ومن أوروبا ومن ..، فإلزامهم بمذهب واحد وبرأي واحد وبقول لفقيه من فقهاء البلد، -وإن كان فقيهاً فاضلاً ومجتهداً- ولكن هذا لا يلغي، تأتي مثلاً لأقوال الأئمة السابقين، الإمام عطاء هو إمام الفقهاء في المناسك، وطاوس كذلك، وهؤلاء الأئمة عندهم آراء وعندهم أقوال، قد تأتي إلى أقوال مثلاً هؤلاء الأئمة السابقين المتقدمين العظماء فتجد أن الشخص يحاكمها ويقول الراجح قول فلان، ثم يذكر قول واحد من العلماء المعاصرين، لماذا؟ لأنه يعرف هذا العالم الجليل، وقد تلقى عنه واقتنع بأن قوله هو الراجح. لكن (طيب) عطاء و طاوس وأمثالهم هم أقرب إلى عهد النبوة، وأقرب إلى النص الشرعي، وأقرب إلى معرفة الفقه، وهم مثلهم مثل غيرهم من الأئمة والسلف، فاعتقد أن مراعاة التنوع على الأقل؛ حافظ على مذهبك وعلى قولك وعلى رأيك أو رأي إمامك أو الشيخ الذي أنت مقتنع به، هذا لا أحد يلام عليه؛ ولكن دع الآخرين أيضاً الذين لهم رأي ولهم اجتهاد، وهذه عبادة بينهم وبين الله سبحانه وتعالى، هم جاءوا من مثلاً من إندونيسيا ، ما جاءوا من أجل أن يبيعوا ويشتروا في أسواق مكة، وقطعوا هذه المراحل بعضهم عمره كله يقضيه جمع مال، إنما جاءوا من أجل أداء هذه الفريضة، فلن تكون أحرص منهم على أنفسهم، نعم، التعليم طيب، الإرشاد طيب، لكن ينبغي أن يراعى هذا التنوع؛ لأنه فيه سعة لهم هم وفيه سعة لبقية الحجاج. المقدم: شكراً لكم فضيلة الشيخ على ما أتحفتمونا به من هذه الكلمات الجميلات حول موضوع التيسير. شكراً لكم إخواني وأخواتي المستمعين والمستمعات، دام نبض تيسيركم، ونلقاكم إن شاء الله في حلقة قادمة من برنامجنا نبض، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.