هذا الكتاب الفريد يجمع بين البحث العلمي والسيرة الذاتية امتزجا معًا في نسيج واحد، وأفرز قصة مشروع الجزيرة ورحلة ، فقد مزج المؤلف بين قصة المشروع وحياته مزجًا جعل قصة المشروع مندمجًا في حياته، واندمجت سيرته في تاريخ المشروع، فقد عايش المؤلف المشروع لمدة أربع حقب، بدأها مزارعًا ثم موظفًا صغيرًا، وتدرج حتى يصبح، نائبًا للمدير العام، وأخيرًا عضو في مجلس إدارته، فعاش أشق سنوات تأسيسه، وأنضر أيام ازدهاره، واختلجت نفسه مشاعر الأسى والفرح فجاء هذا الكتاب ينبض بالحياة. كما شمل الكتاب العديد من تفاصيل الجوانب الإدارية والفنية والانسانية، المتعلقة بتاريخ المشروع، والتي قل أن تجود بها الوثائق في المشروع وفي حفظ المكتبات والملفات، وكذلك يسرد لنا احتكاكه بالإداريين البريطانيين الذين تميزوا بالصرامة، في أدائهم. كما أن هذه المذكرات تمثل سنوات شاقة للسودانيين الأوائل الذين انخرطوا في الخدمة في الشركة الزراعية. ويحتوي الكتاب على العديد من التفاصيل التي اشتملتها رحلة الطويلة في هذا المشروع والتي يسردها علينا بلغة أدبية ماتعة في هذا الكتاب.