التربية الجنسية قضية حساسة، تتطلب من الآباء والأمهات والمربين المعرفة الدقيقة لأوقاتها ومشكلاتها وحاجاتها وأحكامها وأساليب التعامل العملي اللطيف معها. وقد ظهر في السنوات الأخيرة سيل جارف من الكتب الرخيصة عن الجنس والتربية الجنسية.. يهدف معظمها إلى الربح المادي على حساب الأخلاق وصحة الفرد والمجتمع. فهي إما كتب تافهة تدغدغ غرائز الصبيان، وتحرق أعصاب الشبان والفتيات، وإما كتب تدعو بصراحة إلى الفوضى الجنسية والإباحية الاجتماعية. أما التربية الجنسية في هذا الكتاب فهي مبنية على حقائق العلم، وعلى أساس نظرة الإسلام إلى الجنس القائمة على إدراك فطرة الله في الإنسان، والرامية في نفس الوقت إلى تلبية أشواقه وميوله، بحيث لا يتجاوز حدود فطرته، ولا يسلك سلوكا منحرفا يصطدم مع غريزته.