لا يزال الكثير، بل الغالب الأعم من جمهور المثقفين في العالم الإسلامي ومعهم منظومة الحكم السياسية من طنجة إلى جاكارتا تنظر إلى الغرب من سم الخياط، تعوزهم الرؤية الواضحة والمنهج السليم، ويفتقرون مع كل ذلك إلى فهم الواقع الغربي وحجم التطور والتغير الحاصل فيه.. لا تزال الكثير من القطاعات تنظر إليه على أنه كتلة موحدة مصمتة، ومعلوماتها عنه مستقاة من كتب أقربها إلى الواقع ألف قبل قرون من الزمن، ولعله مولع باستدعاء تمثيلات ابن بطوطة وابن جبير وابن فضلان إلى ذات الواقع اليوم وبنفس الإحداثيات الزمانية والمكانية، وأخرى ترى فيه الالكتب والإشعاع وشعارها ''مكتوب بالغرب وحده يحيا الإنسان'' وتستقوي على نظيراتها في الساحة العربية بالكوجيتو التغربي المولد من صنم المركزية الغربية ''أنا غربي إذا أنا موجود''.