█ ركنَ المجنون الصغير بين ذراعي أمه لكنه أخذ يصدر همهمات وحركات عشوائية لا إرادية من أطرافه فيما تدفن وجهها شعره الأسود الكثيف هاربة حصار النظرات لم يخطر لها يوماً أن تكون أماً لطفل مشوهٍ متخلف ومجنون كما شخص له الأطباء اللعنة كم تكرههم ما ابنها إلا ضحية لأخطائهم وللظروف هذا ماتؤمن به كتاب يكفي يحبك قلب واحد لتعيش مجاناً PDF اونلاين 2024 قلبٌ واحدٌ ماكانت تردده غرف روحها العميقة جداً لصغيرها الأبله ذي السنوات الأربع وهي تحتضنه عيادة طبيب الأسنان وتمسح لعابه الذي يسيل فمه المشتور كانت لاتستطيع مواجهة نظرات الناس الوقحة والصريحة المحدقة إلى صغيرها المعتوه يثير الدهشة والسخرية والتعليقات الهامسة وأحياناً المسموعة تتحولُ لطعنةٍ عميقة قلبها المتضخم بحب المسكين البريء جنونه وتخلفه
❞ ومها التجأ بخطواته المتعثرة، ومشيته المخلّعة إلى حضن أمه، رمى نفسه في حضنها وهو يرتعش خوفاً كجرو صغير أفلت لتوه من انقضاض وحش مفترس عليه.
كان يبكي ويهمهم بأصوات مخنوقة مبهمة أشبه بالخوار، واللعاب يسيل بغزارة من فمه، ضمته إلى صدرها، رشفت دموعه بشفتيها، مسحت لعابه بكم فستانها، هدهدته حتى غفا . ❝