█ عندما تقرأ رواية جيدة تشعر حقيقة بأنك قرأت وعندما رديئة ينتابك إحساس ذوقي ذلك بأن الرواية الجيدة تنجح إيجاد مكان خاص لها نفسك بعد أن تكون قد أذاقتك عسيلتها منذ القراءة الأولى عبد الباقي يوسف حساسية الروائي وذائقة المتلقي عندما تحظى بقراءة استمتعت بجماليتها حتى وأنت تنظر إلى ثوبها وحذائها وعقد اللؤلؤ الذي يزيّن صدرها وبريق الأساور معصميها وحلق الجواهر أذنيها تستنشق عذوبة طيب ريحها تخلع عنها ثوب الزفاف لأنها عروس ذوقك الأدبي المتلقي القراءة دوما تعزز حالة السلم لدى القارئ وأبدا ليست كل هذه الحروب بين الإنسان والسلاح , بل هي كائن يقرأ وكائن لايقرأ, فهي حروب السلاح والكلمة بالدرجة وأي طلقة تتجه إنسان فإنها لاتتجه جسده قدر ما كلمته عبد المتلقي واعلم اللغة لاتهب لآلئها للقارئ الواهن يبدو ضعيفا أمام قوتها بيد أنها تهب كنوزها المعرفية الثمينة لقارئ قوي تبدو واهنة قوته وقد تملكها وانتزع مبتغاه انتزاعا من كوامنها كتاب المتلقي مجاناً PDF اونلاين 2024 يتحدّث هذا الكتاب عن العلاقة وبين ويتناول ذلك مجموعة الأعمال الروائية العالمية المميزة التي لاقت قبولاً واسعاً القرّاء مختلف أنحاء العالم
❞ كم من علاقاتٍ عاديةٍ لا أُسسَ لها سوى كراهية الصمتْ، وإذا كانتِ الأقوالُ تتشابهُ فإنّ أنواعَ الصمتِ تختلف. تقع خزّاناتُ الصمتِ في مستوى أعلى من خزّاناتِ التفكير . ❝
❞ كل شيء إذا مات وتحوَّل إلى رماد فإن الحب الكبير وحده يبقى حياً ولن يتحوَّل إلى رماد , على أجنحته تتحقق المعجزات الكبرى
عبد الباقي يوسف رواية دين . ❝
❞ بعدَ تناولِ الطّعامِ، نهضَ عمّهُ قائلاً: هذا بيتُكَ يا دلشاد.
واتّجهَ إلى غرفتِهِ، ثمّ ما لبثتْ أن نهضَتْ زوجتُه، واتّجهتْ إلى إحدى الغُرف.
عند ذاك قال: الوقتُ تأخّرَ يا سَروة، ولا بدّ أنْ أرجعَ للبيتِ.
لم تستطعْ أنْ تتخيَّلَ بأنّه سيخرجُ مرةً أخرى، ويغيبُ عن أنظارِها، يبتعدُ عنها، وهذا البابُ الذي دخلَهُ، سيُخرجه كما دخلهُ. وغدَتْ مجدّداً تتساءَلُ بينها وبين نفسِها، وهي تنظرُ إليه: تُرى ما هو السرّ الغريبُ الذي يجذبُني نحوكَ بكلّ هذه القوّةِ يا دلشاد، نحوَكَ دونَ غيركَ، لماذا فقطْ عندما تكونُ قريباً مني أشعُرُ بأمانِ العالمِ، بأيّ قلبٍ ستتركنِي، وأنا مُستعدّةٌ لأن أسافرَ إلى أبعدِ موضعٍ في العالمِ، حتى أراكَ ولو لنصفِ ساعةٍ. ألا تعلم يا دلشاد أن تلكَ الأيّام المجيدة التي أمضيتَها في بيتنَا كانتْ من أعظمِ أيام حياتِي، كل ما في البيت كانَ سحريّاً بالنسبةِ لي لمجرَّدِ شعوري بأنّكَ كنتَ مُقيماً فيهِ.
قالت: نمْ عندنَا، وفي الصّباحِ يمكنكَ أن تذهَبَ.
قال: تسلمي، أريدُ أن أرجِعَ. ثم بعد صمتٍ لم يدمْ طويلاً أردفَ:
جئتكِ يا بنة عمّي بحاجةٍ، أريدُ مساعدتَكِ إذا كنتِ قادرةً.
اعتراها إرباكٌ وهي تنظرُ إليهِ: هل جاءَ ليفاتحَنِي بمشاعرِهِ نحوي، جاء ليعرفَ إن كنتُ على علاقةٍ بشخصٍ ما، كي ينسحبَ.
قالت: أكيدْ لا أقصّر في أي شيءٍ أكونُ قادرةً عليهِ. قالتها وهي ما تزالُ مركّزةً بنظراتِها إليهِ، وتزدادُ إرباكاً، فقال: يومَ الحادثِ يا بنة عمّي، رأيتُ بطريقةٍ عجيبةٍ فتاةً كانتْ مُرتميةً بجانبي في الصّالةِ، أريدُ أنْ أعرفَ إن كانتْ حيةً، أم ميتةً . ❝