ملخص كتاب ❞ معاوية بن أبي سفيان❝ 💬 أقوال عباس محمود العقاد 📖 كتاب معاوية بن أبي سفيان

- 📖 من ❞ كتاب معاوية بن أبي سفيان ❝ عباس محمود العقاد 📖

█ ملخص كتاب ❞ معاوية بن أبي سفيان❝ سفيان مجاناً PDF اونلاين 2024 أبو عبد الرحمن الأموي القرشي من أصحاب الرسول محمد وأحد كتّاب الوحي سادس الخلفاء الإسلام ومؤسس الدولة الأموية الشام وأوّل خلفائها ولد بمكة وتعلم الكتابة والحساب وأسلم قبل فتح مكة ولما استُخلف بكر الصدّيق ولاه قيادة جيش تحت إمرة أخيه يزيد فكان مقدمته مدينة صيداء وعرقة وجبيل وبيروت عمر الخطاب جعله واليا الأردن ثم دمشق بعد موت أميرها (أخيه) ولّاه عثمان عفان الديار الشامية كلها وجعل ولاة أمصارها تابعين له وبعد حادثة مقتل أصبح علي طالب الخليفة فنشب خلاف بينه وبين حول التصرف الواجب عمله إلى أن اغتال ابن ملجم الخارجي عليًا فتولى ابنه الحسن الخلافة تنازل عنها لمعاوية عام 41 هـ وفق عهد بينهما فأسس واتخذ عاصمةً ولد البعثة بخمس سنين وقيل بسبع وقيل: بثلاث عشرة والأول أشهر وقد تفرس فيه أبوه وأمه منذ الطفولة بمستقبل كبير فروي أبا نظر إليه وهو طفل فقال: «إن إبني هذا لعظيم الرأس وإنه لخليق يسود قومه» فقالت هند: «قومه فقط؟ ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة » وعن أبان قال: «كان يمشي غلام مع أمه هند فعثر قم لا رفعك الله وأعرابي ينظر فقال تقولين فوالله إني لأظنه سيسود قومه رفعه إلا » له الأخوة: وعتبة وعنبسة ومن الأخوات: أم المؤمنين حبيبة بنت وأم الحكم وعزة وأميمة أسرته تزوّج ميسون بحدل وأنجبت طلّقها وفاختة قرظة وعبد كنود قَرَظة تزوّجها طلّق اختها فاختة ونائلة عمارة الكلبية طلقها ومن بناته: رملة تزوجها عمرو وهند عامر وعائشة وعاتكة وصفية إسلامه قيل أنه أسلم هو وأبوه وأخوه يوم الفتح وبقي يخفي إسلامه حتى قال الذهبي: «أسلم أبيه عمرة القضاء يخاف الخروج النبي صلى عليه وسلم وروي عن قال:«لما كان الحديبية صدت قريش رسول البيت ودافعوه بالراح وكتبوا بينهم القضية وقع قلبي فذكرت ذلك لأمي عتبة فقالت: إياك تخالف أباك أو تقطع أمرا دونه فيقطع عنك القوت يومئذ غائبا سوق حباشة فأسلمت وأخفيت إسلامي لقد دخل مصدق به وأنا أكتمه ودخل مسلم وعلم بإسلامي لي يوما: لكن أخوك خير منك فهو ديني قلت: آل نفسي خيرا وقال: فدخل فأظهرت ولقيته فرحب بي » صفاته الخَلقيّة والخُلقيّة ذكر الدنيا وغيره: طويلا أبيض جميلا إذا ضحك انقلبت شفته العليا وكان يخضب كان كريما سخيا خاصة أهل والصحابة ولذلك شواهد منها: بعث مرة عائشة بمائة ألف درهم ما أمست فرقتها كان تلقى مرحبا وأهلا بابن وإذا الزبير عمة وأمر للحسن بثلاثمائة روى الإمام أحمد حملة رأيت المنبر بدمشق يخطب الناس وعليه ثوب مرقوع عن يونس ميسر الحميري الزاهد ـ شيوخ الأوزاعي «رأيت مُرْدِفٌ وراءَه وصيفًا قميص الجَيْب يسير أسواق قال حلم معاوية:(معاوية أحلم قالوا يا وأبو ومعاوية الناس) قبيصة جابر :(صحبت فما رجلا أثقل حلما ولا أبطأ جهلا أبعد أناة منه) أعماله أعماله خلافة بكر تولى إمداد لأخيه الصحابي وأمره بأن يلحق غازيا وقاتل المرتدين معركة اليمامة أرسلهُ أخيهِ لفتح معه صيدا وجبل وهم سواحل ولاية الشام تولى ولاية سنة 21 طاعون عمواس وما يتبع لها البلاد جمع 35 نادى بأخذ الثأر قتلة وحرض قتالهم وقبل وقعت موقعة الجمل حيث كانت زوجة يقاتل للقصاص الجيش طلحة عبيد والزبير العوام وكانوا خرجوا جميعا لأخذ قاد جيشاً ضد خليفة المسلمين وكانت صفين التي انتهت بالتحكيم الجبري أمير تولى فثار وحاربه حقن دماء وأقام عهداً ينص يبايع مابايع المسلمون أبابكر وعمر وان بسيرتهم الأمر يعود للمسلمين لاختيار خليفتهم وفاة وهذا يحدث وبموجب العهد تسلم فأصبح عاصمة دولة الإسلامية سياسته الداخلية إنشاء الدواوين المركزية: ديوان الرسائل:هو الهيئة المشرفة تحرير رسائل وأوامره وعهوده ديوان الخاتم:أنشأ ديوان الخاتم لتحقيق السرية والأمان لمراسلات البريد:حيث أدخل نظام البريد نظام الكتبة:حيث عين كاتب لديوان الرسائل وكاتب الخراج وثالث الجند ورابع الشرطة وخامس توطين الأمن خلافته: الحاجب: أول اتخذ الحاجب لكي يتجنب محاولات الاعتداء الحرس: أيضا الحرس خوفا الخوارج الذين يريدون قتله الشرطة:وظيفتها المحافظة والنظام حسن اختيار الرجال والأعوان استخدام المال تأكيد الولاء اتباع سياسة الشدة واللين جهاز المخابرات: الأجهزة الداخلية والخارجية قوية جدًا يدل قوتها: اطلاعه المراسلات بين الحسين وأهل العراق قصة الأسير المسلم عند البيزنطين الذي لطم وجهه يدي ملك الروم وقول :وا إسلاماه أين أنت ووصل الخبر الاهتمام ببناء الإسلامي وفاته توفّي 78 بعدما بالأمر ودفن وفاته رجب 60 خلالها والياً لـ 20 عامًا وخليفة أخرى تولى زمن ولم يزل بها متوليا حاكما مات ودام حكمه أربعون منها أيام أربع نحوها ومدة وخلافة وابنه وذلك تمام عشرين استوثق بتسليم إحدى وأربعين هجرية ومات شهر وله ثمان وسبعون أصابته آخر عمره لقوة يقول عمره: ليتني كنت بذي طوى أر شيئا الملا القاري: «وكان عنده إزار ورداؤه وقميصه وشيء شعره وأظفاره كفنوني قميصه وأدرجوني ردائه وأزروني بإزاره واحشوا منخري وشدقي ومواضع السجود وخلوا بيني أرحم الراحمين» نظرة السنة والجماعة لمعاوية يلقبه بخال ويذكرون يكتب وأخرج البخاري صحيحه (2636) ومسلم (5925) أنس مالك خالته حرام ملحان قالت : نام يوماً قريباً مني أستيقظ يبتسم فقلت أضحكك ؟ « أناس أمتي عرضوا يركبون البحر الأخضر كالملوك الأسرة فادع يجعلني منهم فدعا الثانية ففعل مثلها قولها فأجابها أدع الأولين فخرجت زوجها عبادة الصامت غازياً ركب فلما انصرفوا غزوتهم قافلين فنزلوا فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت الحديث منقبة رضي عنه لأن غزى بإمرة (فتح الباري (11 75) ) وقال المناوي فيض القدير (3 84) أي فعلوا فعلاً وجبت لهم الجنة أوجبوا لأنفسهم المغفرة والرحمة البر التمهيد (1 235) وفيه فضل رحمه إذ جعل غزا رايته ورؤيا الأنبياء صلوات عليهم وحي عن إدريس الخولاني لما عزل عمير سعد حمص ولى عميرا وولى تذكروا بخير فإني سمعت ? اللهم أجعله هادياً مهدياً واهد وروى باب "باب لعنه النبى سبه دعا وليس أهلا لذلك زكاة وأجرا ورحمة " عباس «كنت ألعب الصبيان فجاء فتواريت خلف فحطأني حطأة اذهب وادع فجئت يأكل «لا أشبع بطنه» المثنى قلت لأمية حطأني قفدني قفدة النووي شرح صحيح (16 156) «وقد فهم يكن مستحقا للدعاء فلهذا أدخله الباب وجعله غيره مناقب لانه الحقيقة يصير دعاء له» الحافظ الذهبي تذكرة الحفاظ (2 699) لعل هذه لقول "اللهم لعنته شتمته فاجعل ورحمة" والجدير بالذكر صلي قد أشار النبوة بعده ثلاثون عاما المعروف توفي 11 اكتملت الثلاثون محمد: «الخلافة بعدي ذلك» بالإضافة الصحيح الآخر أورده وهو:«أخرج ذات فصعد ابني سيد ولعل يصلح فئتين » وبالجملة فالصحابة كلهم عدول التقريب: "الصحابة لابس الفتن وغيرهم بإجماع يعتد (تقريب النواوي شرحه تدريب الراوي 2 214) السير 132) حسبك بمن يؤمره إقليم ثغر فيضبطه ويقوم أتم قيام ويرضى بسخائه وحلمه وإن بعضهم تألم منه وكذلك فليكن الملك خيراً بكثير وأفضل وأصلح فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفرط حلمه وسعة نفسه وقوة دهائه ورأيه هنات وأمور والله الموعد محبباً رعيته عمل نيابة والخلافة يهجه أحد دولته بل دانت الأمم وحكم والعجم ملكه الحرمين ومصر والشام والعراق وخراسان وفارس والجزيرة واليمن والمغرب وغير وقد ألَّف حجر الهيتمي (ت 974هـ) كتاباً فضائل أقوال علماء وردودهم الطاعنين وسماه "تطهير الجنان واللسان ثلب سفيان" تلك المناقب المذكورة: كتابته للوحي دعاء وصف بأنه الأمة وأجودها أنه أمين أصهار بُشر بالخلافة لعمر وعثمان قوة حجته استنباط الأدلة ثناء أظهر صغره مخايل نجابته شهادة بأهليته للملك الدرداء صلاته أشبه بصلاة طرف مما العلم والمعرفة روايته أكابر الصحابة وأكابر التابعين إخباره أمور مغيبة بعض أفضليته الصحيحين ليست تِلْكمُ الصفحات مجرد سيرة لـ«» سردًا لتاريخه سجلًّا لأعماله ولكنها — كما «العقاد» تقدير وإنصاف للحقيقة التاريخية وللحقيقة الإنسانية فلم وانتهاء عصر حدثًا عابرًا أصداؤه وتوابعه ودراسة شخصية «معاوية»؛ مؤسس أنقاض وأحداث الفتنة «عثمان» وخلافه «علي طالب» أخذت حيِّزًا كبيرًا كُتب التاريخ ناقِم كاره ومُباهٍ مُفاخر فنجاح إقامة امتدت لسنوات طويلة قبيل الصُّدفة تمهيد ربما بَعُدت جذوره ظهور حصَّلَه «معاوية» الخِصال والصفات أهَّلَه يحصد زرعه الأجدا

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات

ملخص كتاب ❞ معاوية بن أبي سفيان❝

منقول من engzketab.com ، مساهمة من: MrMr
(معاوية بن أبي سفيان) من الشخصيات التي لها تأثير كبير في التاريخ الإسلامي، والأستاذ (العقاد) يحلل شخصيته من وجهة نظر مختلفة، ويتحدث عن صفتي الحلم والدهاء، وكيف اشتهر بين العرب بالحلم؟ ويتحدث عن نسبه ونشأته، وكيف أثر نسبه الأموي على شخصيته؟ وما موقفه من قضية (عثمان) رضي الله عنه؟ وكيف أسس الدولة الأموية؟ وكيف استفاد من ولايته لـ (الشام) لفترة طويلة؟

1- داهية من دواهي العرب

كان العرب يتصفون بصفات كثيرة كالشجاعة والكرم والفروسية، إلا أن صفة الدهاء كانت صفة خاصة. يتحدثون بها ويحبون حديثها ويكثرون منه كلما استطاعوا، ليسوا فقط معجبين بالدهاء، وإنما يتمنونه ويطلبونه، وعذرهم في هذا واضح من تاريخهم وتواريخ منازعاتهم ومصالحهم، فإنهم كانوا يبحثون عن الدهاء لحل هذه الأزمات والنزاعات؛ فيجدونه حينًا ولا يجدونه حينًا آخر، ولكنهم كانوا يجدون الشجاعة والفروسية في كل حين. وسبب آخر من أسباب الولع بالحديث عن الدهاء، أنه أصبح منافسًا للشجاعة،بل ويغلبها في موازين الصفات الاجتماعية، فإذا عِيب رجل من رجالهم بقلة الشجاعة، وجد العزاء بشهرة الدهاء، أو ادّعي ذلك إن لم يكن قد بلغ بدهائه مبلغ الشهرة الذائعة الصيت. إن رواة التاريخ العربي يحدثوننا عن دُهاتهم في صدر الإسلام فيقولون: "إنهم أربعة: (عمرو بن العاص) و (المغيرة بن شعبة) و (زياد بن أبيه) و (معاوية بن أبي سفيان) ". ويقولون: "إن (ابن العاص) للبديهة، و(المغيرة) للمُعْضلات، و(زياد) لكل كبيرة وصغيرة، و(معاوية) للرَوِيَّة. وأكثر ما برع فيه (معاوية بن أبي سفيان) من ألوان الدهاء: إلقاء الشبهة بين خصومه، في زمن كانت فيه هذه الشبهات من أيسر الأمور؛ لكثرة التقلب والتحول في الدول والممالك."

كان (معاوية) إذا أراد أن يستميل أحد البطارقة من دولة (الروم) فاستعصى عليه، كتب له رسالة مودة وثناء، وبعثها مع رسول يحمل إليه الهدايا والرُّشا، كأنها جواب على طلب منه يساوم فيه على المصالحة والغدر برؤسائه من دولة (الروم)، ويخرج الرسول العربي من طريق متباعد كأنه يتعمد الروغان من العيون والجواسيس، فإذا اعتقله (الروم) –ولا بد أن يعتقلوه، وهو مراد (معاوية) –وقعت الشبهة على البطريق المقصود، وتعذر الاطمئنان إليه من قومه بعد ذلك، وعزلوه وأبعدوه، إن لم ينكّلوا به أشد تنكيل. وقد احتال بمثل هذه الحيلة على (قيس بن سعد) حتى أوقع الريبة في نفس الإمام (علي) من ناحيته، وساعدته الحوادث على خلق هذه الريبة؛ فإن (قيس بن سعد) لم يدخل (مصر) إلا بعد أن مرَّ بجماعة من حزب (معاوية)، فلم يتعرضوا له ولم يحاربوه، وهو في سبعة نفر لا يحمونه من بطشهم. ولما بايع المصريون (عليًّا)، بقي العثمانيون لا يبايعون ولا يثورون، وقالوا لـ (قيس بن سعد): "أمهلنا حتى يتبين لنا الأمر"؛ فأمهلهم وتركهم؛ حيث طاب لهم المقام بجوار (الإسكندرية)، وأراد الإمام (علي) أن يستوثق من الخصومة بين (قيس) و (معاوية)؛ فأمر (قيسًا) أن يحارب المتخلفين عن البيعة فلم يفعل (قيس)، وكتب إليه يقول: "إننا متى قاتلنا ساعدوا عليك عدوك، وهم الآن معتزلون، والرأي تركهم"، وهكذا وقعت الريبة في نفس الإمام (علي) من ناحية (قيس بن سعد).

وحيلة أخرى غير أكيدة، ولكننا نشير إليها في مكانها مما رواه الرواة عن الوسائل الخفية التي استعملها (معاوية) للتغلب على خصومه ومنافسيه. مات (الحسن) ومات (مالك بن الأشتر) الذي ولاه (مصر) بغير علة ظاهرة؛ فظن الناس أنه اغتيال مدبّر، وأن صاحب النفع من هذا التدبير هو (معاوية). ونقل عن (ابن العاص) بعد موت (الأشتر) أنه قال: "إن لله جنودًا من عسل" وكان موت (الأشتر) بعد شربة من العسل.

2- حِلم (معاوية)

اشتهر (معاوية) بعد الدهاء بالحلم، وقال (قبيصة بن جابر): "صحبت معاوية فما رأيت رجلًا أثقل حلمًا، ولا أبطأ جهدًا، ولا أبعد أناة منه ". ولم يفخر (معاوية) بصفة كما كان يفخر بحلمه. كان يفاخر خاصته بالدهاء بينه وبينهم، ولكنه لم يفخر بالدهاء علانية، كما كان يفخر بالحلم -ولا غرابة في ذلك -فما من رجل على نصيب من الدهاء يعلن دهائه ويفخر به، وهو يستطيع أن يخفيه. ووجهٌ آخر من وجوه الجهر بالجهل وتذكير الناس به عند (معاوية) أنه كان حريصًا على التحبب إلى الناس؛ لأنه ينتزع سلطانه ويعلم أن الناس لا يحبون من ينتزع السلطان. وحين سُئل: "أي الناس أحب إليك؟" قال: "أشدهم تحبيبًا لي إلى الناس "، وكان يقول أيضًا: "إني لأرفع نفسي أن يكون ذنب أعظم من عفوي، وجهل أكبر من حلمي، وعورة لا أواريها بستري، وإساءة أكثر من إحساني"، وكان يقول في مجالسه: "لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت "، وسأله بعضهم: كيف ذلك؟ فقال: "كنت إذا شدوها أرخيتها وإذا أرخوها شددتها ". وحدَُ الحلم عنده ألا يكون في العدوان والتطاول مساس بملكه وسلطانه، وكان يقول: "إني لا أحول بين الناس وبين ألسنتهم، ما لم يحولوا بيننا وبين ملكنا".

ولما اختلف (علي) مع (معاوية)، لم يكن أحد ينكر على (علي) شجاعته وتقواه وسابقته إلى الإسلام وقرابته من رسول الله؛ فإذا أراد (معاوية) أن يوازيه بصفة من صفات الرئاسة، فتلك هي الحلم دون غيره. والمفاخرة بالحلم كانت لـ(معاوية) فقط، ولم تكن للمروانيين من بعده في الدولة الأموية. واستغنى ملوكها عنها بمقابلة فضائل (علي بن أبي طالب) بفضائل سياسية يرجحون بها أنفسهم في ميزان الخصومة. وكان (معاوية) يقول: "إذا لم يكن الأموي حليمًا فقد خالف أصله وأصل آبائه ". وكان يقول أيضًا: "يا بني أمية، فارقوا قريشًا بالحلم، فوالله لقد كنت ألقى الرجل في الجاهلية فيوسعني شتمًا وأوسعه حلمًا، فأرجع وهو لي صديق، إن استنجدته أنجدني وأثور به فيثور معي، وما وضع الحلم عن شريف شرفه ولا زاده إلا إكرامًا ". ولا شك أن (معاوية) قد أقام فخره بالحلم على سمعة قديمة في بيته بين بيوت بني أمية؛ لأن هذا الفخر لا يُخْلَق بين يوم وليلة في البلاد العربية.

ومن مواقف حلمه أيضًا: عندما دخل عبيد لـ (معاوية) أرض (ابن الزبير)، فكتب إليه (ابن الزبير): "أما بعد يا (معاوية)، إن لم تمنع عبيدك من دخول أرضي وإلا كان لي ولك شأن"، وقيل أن (معاوية) أطلع ابنه (يزيد) على كتاب (ابن الزبير)، وسأله: ما ترى؟ فقال له (يزيد): "لتنفذن إليه جيشًا أوله عنده وآخره عندك يأتوك برأسه." فقال: "بل عندي يا بني خير من ذلك"، وكتب إلى (ابن الزبير): "وقفت على كتابك يا ابن حواري رسول الله – صلى الله عليه وسلم –، وساءني والله ما ساءك، والدنيا هيّنة عندي في جذب رضاك، وقد كتبت على نفسي كتابًا بالأرض والعبيد، وأشهدت على ما فيه، ولتُضف الأرض إلى أرضك والعبيد إلى عبيدك والسلام". فجاءه الجواب من (ابن الزبير) يقول فيه: "وقفت على كتاب أمير المؤمنين أطال الله بقاءه، فلا عدم الرأي الذي أحله من قريش هذا المحل والسلام". وأطلع (معاوية) ابنه على الكتاب الثاني؛ فأشرق وجهه، وأبوه يقول: "إذا رُميت بهذا الداء فداوِه بهذا الدواء ".

3- موقف (معاوية) من (عثمان)
4- نسب (معاوية بن أبي سفيان)
5- أعمال (معاوية)

عباس محمود العقاد

منذ 1 سنة ، مساهمة من: MrMr
12
2 تعليقاً 0 مشاركة
نتيجة البحث