فإنْ قال قائل: ˝أنت تشير إلى أن عرفانك نفسَك هو عرفان... 💬 أقوال محيي الدين بن عربي 📖 كتاب الرسالة الوجودية + 11 رسالة أخرى

- 📖 من ❞ كتاب الرسالة الوجودية + 11 رسالة أخرى ❝ محيي الدين بن عربي 📖

█ فإنْ قال قائل: "أنت تشير إلى أن عرفانك نفسَك هو عرفان الله – تعالى والعارف بنفسه غير وغير كيف يعرف وكيف يصل إليه؟" فالجواب: مَن عرف نفسَه علم وجوده ليس بوجوده ولا بل وجودُه وجود بلا صيرورة دخول خروج منه يكون معه وفيه يرى وجودَه بحاله: ما كان قبل فناء محو فناءِ فإن الشيء بقدرة –؛ وهذا محالٌ واضح صريح فتبيَّن العارف سبحانه وتعالى نفسُه لأن نفسه إلا وعنى رسول صلى عليه وسلم بـ"النفس" الوجود فمَن وصل هذا المقام لم يكن الظاهر والباطن وكلامُه كلام وفعلُه فعل ودعواه معرفة دعواه ولكنك تسمع الدعوى وترى الفعل كما ترى بجهلك بمعرفة نفسك "المؤمن مرآة المؤمن": فهو بعينه أي ينظره؛ عينَه عينُ ونظرَه نظرُ كيفية: لا بعينك أو علمك فهمك وهمك ظنك رؤيتك وعلمه ورؤيته "إنِّي يقول: إنِّي كتاب الرسالة الوجودية + 11 رسالة أخرى مجاناً PDF اونلاين 2024 للشيخ الأكبر محيي الدين :ويليها 10 رسائل كلها : شجون المسجون وفنون المفتون تهذيب الاخلاق نسخة الحق اللمعة اسرار الذات الالهية عقائد اهل الرسوم مراتب علوم الوهب كشف السر لأهل الستر الوقت والآن حضرة الإشهاد العيني تدور المعاني حول الحديث من فقد ربه المفهومُ المركزي الذي يتخلَّل مذهبَ الشيخ بن عربي كلَّه وحدة ومازال الجدلُ دائرًا إذا يقصد بهذا المصطلح وصف عقيدة توحيدية يوجد بمقتضاها الواحد وحده بيد الإجابة بالإيجاب عن هذه المسألة نقلة حاسمة الإلهيات الإسلامية ابن يفعل الواقع الدفع بمذهب المتكلِّمين الأشاعرة حتى أقصى مداه؛ إذ إن إصرار الأشعري قدرة الكلِّية وهيمنته الكون ينطوي منطقيًّا خالق الأفعال وبالتالي الفاعل الأوحد[2] لذا ترانا نجانب المنطق إنْ قلنا قياسًا ذلك وعلى غرار بأن الموجود الأوحد في كتابه الأشهر فصوص الحكم يتكلم التحقق الروحي بوصفه "تخللاً" متبادلاً بين والإنسان فالله جاز القول يتخذ الصورة البشرية: فمن منظور أول اللاهوت محتوى الناسوت حيث الثاني "إناء" للأول حدِّ عبارته[3]؛ ومن آخر يُمتص الإنسانُ يستهلكه تمامًا عبارة حاضرًا دخيلة الخلق (الإنسان) ويكون ممحوقًا إنما بدَّ فهم الكلام مخصوص يتصل بالتحقق الروحي: فابن يضع هذين النسقين تخلُّل للإنسان وتخلُّل الإنسان لله جنبًا جنب التوازي يدقِّق "الفص الإبراهيمي فالحلولية يتبين تتصور العلاقةَ المبدأ الإلهي والعالم الاستمرارية الجوهرية غلط ينبذه كلُّ مذهب باطني نقلي بما لبس فيه إبهام فلو كانت ثمة استمرارية تجوِّز المقارنةَ والخلق والكون المتجلِّي نحو يُقارَن الغصن وجذع الشجرة يتفرع لكانت لنقل "الذاتية" المشتركة الحدَّين إما متعيِّنة بمبدأ أعلى تتميَّز عنه وإما متعالية هي نفسها اللذين تشد واحدَهما الآخر وتكتنفهما جميعًا بمعنى لما ذاك يصح حدٍّ القولُ عينه الأحدية ألا تُتصوَّر باعتبارها "خارجه" وذلك لأن [ ] ضد له ند ينتسب أين [ بعَرَض فيحتاج حامل يقوم <عليه> بجوهر فيشارك الجواهر حقيقة وهو منزَّه كلِّ شيء متجلٍّ لكنْ دون إمكان "سواه" يؤكد صاحب

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ فإنْ قال قائل: "أنت تشير إلى أن عرفانك نفسَك هو عرفان الله – تعالى – , والعارف بنفسه غير الله , وغير الله كيف يعرف الله وكيف يصل إليه؟" , فالجواب: مَن عرف نفسَه علم أن وجوده ليس بوجوده ولا غير وجوده , بل وجودُه وجود الله بلا صيرورة , وجودُه وجود الله بلا دخول , وجودُه في الله ولا خروج منه. ولا يكون وجودُه معه وفيه , بل يرى وجودَه بحاله: ما كان قبل أن يكون , بلا فناء , ولا محو , ولا فناءِ فناء. فإن فناء الشيء بقدرة الله – تعالى –؛ وهذا محالٌ واضح صريح. فتبيَّن أن عرفان العارف بنفسه هو عرفان الله – سبحانه وتعالى – نفسُه , لأن نفسه ليس إلا هو. وعنى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بـ"النفس" الوجود. فمَن وصل إلى هذا المقام , لم يكن وجودُه في الظاهر والباطن وجودَه , بل وجودُه وجود الله , وكلامُه كلام الله , وفعلُه فعل الله , ودعواه معرفة الله هو دعواه معرفة الله نفسَه بنفسه. ولكنك تسمع الدعوى منه , وترى الفعل منه , وترى غير الله كما ترى نفسَك غير الله , بجهلك بمعرفة نفسك. فإن "المؤمن مرآة المؤمن": فهو بعينه , أي ينظره؛ فإن عينَه عينُ الله , ونظرَه نظرُ الله بلا كيفية: لا هو هو بعينك أو علمك أو فهمك أو وهمك أو ظنك أو رؤيتك , بل هو هو بعينه وعلمه ورؤيته. فإنْ قال قائل: "إنِّي الله , فإن الله يقول: إنِّي الله" , فالجواب: لا هو , ولكنك ما وصلتَ إلى ما وصل إليه؛ فإنْ وصلتَ إلى ما وصل إليه , فهمتَ ما يقول , وقلتَ ما يقول , ورأيتَ ما يرى.



وعلى الجملة , وجودُ الأشياء وجودُه بك , بلا وجودهم. فلا تقضِ في شُبهة , ولا تتوهمنَّ بهذه الإشارات أن الله مخلوق. فإن بعض العارفين قال: "الصوفي غير مخلوق" , وذلك بعد الكشف التام وزوال الشكوك والأوهام. وهذه اللقم لمَن له خَلْقٌ أوسع من الكونين؛ فأما مَن كان خَلقُه كالكونين فلا توافقْه , فإنها أعظم من الكونين.



وعلى الجملة أن الرائي والمرئي , والواجِد والموجود , والعارف والمعروف , والموحِّد <والموحَّد> , والمدرِك والمدرَك واحد: هو يرى وجودَه بوجوده , ويعرف وجودَه بوجوده , ويدرك وجودَه بوجوده , بلا كيفية إدراك ورؤية ومعرفة , وبلا وجود حروف صورة الإدراك والرؤية والمعرفة. فكما أن وجوده بلا كيفية , فرؤية نفسه بلا كيفية , وإدراكه نفسه بلا كيفية , ومعرفة نفسه بلا كيفية. ❝

محيي الدين بن عربي

منذ 2 سنوات ، مساهمة من: محمد عبيد
6
0 تعليقاً 0 مشاركة
نتيجة البحث