█ لقد كنت, وما زلت, شديد القناعة أن من أعظم ما يداوي الإستنامة للواقع والتفكير الأفقي معايشة تجارب المُنجِزين العلم والثقافة والإصلاح, ومخالطة تفاصيل كدحهم ومكابداتهم, بل كم رمزٍ حاضرٍ اليوم إعلام الثقافة والتغيير نتوهم أننا نعرفه, والواقع معرفتنا به غير دقيقة البتة, ولا تتجاوز القشرة الخارجية كتاب الماجريات مجاناً PDF اونلاين 2024 تقصى الأنباء اليومية المتدفقة وجدل الناس حولها, وتعفب مسلسل الشطحات العقديةوالشذوذات الفقهية والتعليقات الفكرية التى تتناسل شبكات التواصل, والانجرار إلى مطاردة المهاترات والقضايا الصغيرة, وتواصل التحديق فى ترقب مماحكاتها ومغايظاتها المتبادلة, والدوران اللاواعى مثل هذه الدوامة, وخصوصا بر الهواتف الذكية اللصيقة, يفضى بالمرء الانفصال التدريجى عن روح العمل والتنفيذ والانتاج, والشعور بأن المشاهدة والتعليق هى الحالة الطبيعية يعيشها طالب والمصلح والمهمة معالجة هذا الموضوع مركبة, فنحن بحاجة شخصيات علمية وفكرية ودعوية يكون لها موقف مفصل مدون تجاه إشكالية الإنهماك المفرط متابعة الأحداث, بحيث يمكن إعتباره "نموذجا فكريا", وفى ذات الوقت نحن مفتقرون جزء هؤلاء لنستثمره مداومة أسقام الدافعية ولدها الاستغراق وسنحاول الكتاب نستعرض الحدود الحاكمة لهذه الدراسة, ثم سنتعرض سويا لمنزلة تصور علماء المسلمين, سننتقل بعد ذلك الشبيكية والدراسات الحديثة حولها وعلائق بها أما السياسية فسنحاول فهمها خلال دراسة نماذج جادة ومنتجة كان الإشكالية
❞ ومن جهة أخرى فإن إدمان متابعة الوقائع والأحداث والمجادلات الشبكية المتوالية يصوغ نمطا من «التفكير الأفقي» لا يبصر إلا الغلاف والقشرة الخارجية من المتغيرات، ولا يعرف إلا المنتج النهائي من التصورات الذي يقدم للمستهلك العام، لأنه بكل اختصار غادر معامل الإنتاج إلى رفوف التسوق، وبالتالي فلا يمكن ترميم هذا النمط واستصلاحه إلا بإعادته للعيش التأهيلي في «عالم الإنتاج» وملامسة تفاصيله وصعوباته ومكابداته، وعالم الإنتاج هو الخبرات العلمية والتجارب الإصلاحية
. ❝
❞ يمكن القول بصورة عامة أن هناك منهجين لتأريخ الظواهر الفكرية، منهج "تطلب المؤسس الوحيد"، و"منهج القنوات المتضافرة"، وللأسف فإن عامة الباحثين ممن قرأت لهم قد ابتلعوا كليًا منهج تطلب المؤسس الوحيد، ففي تأريخهم للاتجاهات الإسلامية في الأقطار الإسلامية يبحثون دومًا عن شخصية واحدة أو جماعة واحدة، يردون إليها كل التجليات الإسلامية اللاحقة، وهذا الخلل في التفكير التاريخي، أعني إشكالية "تطلب المؤسس الوحيد"، يدفع الباحث أحيانًا للتعامي عن المعلومات غير الملائمة بغرض الوصول للاختزال في المؤسس الوحيد . ❝