█ الله يقول: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى {5} وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى {6} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [الليل: 5 7] ويقول: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً} [الطلاق: 4] فإذا رأيت الأمور متيسرة لك ومسهلة وأن يقدر الخير حتى وإن كنت لا تحتسبه فهذه شك أنها بشرى وإذا الأمر بالعكس فصحح مسارك فإن فيك بلاءً والنعم ما تكون استدراكا إلا لمن أقام معصية كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 182] أما إذا كانت من المؤمن فليست استدراجا كتاب القواعد الحسان تفسير القرآن مجاناً PDF اونلاين 2024 هذه أصول وقواعد الكريم جليلة المقدار عظيمة النفع تعين قارئها ومتأملها فهم كلام والاهتداء به ومخبرها أجل وصفها فإنها تفتح للعبد طرق التفسير ومنهاج الفهم عن الله: يغني كثير التفاسير الخالية البحوث النافعة أرجو وأسأله أن يتم قصدنا إيراده ويفتح لنا خزائن جوده وكرمه يكون سبباً للوصول إلى العلم النافع والهدى الكامل واعلم علم العلوم الإطلاق وأفضلها وأوجبها وأحبها لأن أمر بتدبر كتابه والتفكر معانيه بآياته وأثنى القائمين بذلك وجعلهم أعلى المراتب ووعدهم أسنى المواهب فلو أنفق العبد جواهر عمره هذا الفن لم يكن ذلك كثيراً جنب هو أفضل المطالب وأعظم المقاصد وأصل الأصول كلها وقاعدة أساس السعادة الدارين وصلاح أمور الدين والدنيا والآخرة وبه يتحقق حياة زاهرة بالهدى والخير والرحمة ويهيء له أطيب الحياة والباقيات الصالحات فلنشرع الآن بذكر والضوابط وجه الإيجاز الذي يحصل المقصود لأنه انفتح الباب وتمهدت بفهم القاعدة الأسباب وتدرب منها بعدة أمثلة توضحها وتبين طريقها ومنهجها يحتج زيادة البسط وكثرة التفاصيل ونسأله تعالى يمدنا بعونه ولطفه وتوفيقه يجعلنا هادين مهتدين بمنه وإحسانه أصول الكريم, المقدار, النفع, متأملها الاهتداء فانها منهاج يعين الخالية أصول
❞ فإن محاسن دين الإسلام ومحاسن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وآياته وبراهينه فيها كفاية تامة للدعوة، بقطع النظر عن إبطال شبههم، وما يحتجون به، فإن الحق إذا اتضح علم أن كل ما خالفه فهو باطل وضلال . ❝
❞ {إِنَّ الْأِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً} [المعارج من 19: 21]
فكل إنسان هذا وصفه إلا من استثنى الله بقوله: {إِلَّا الْمُصَلِّين َ} [المعارج:22] إلى آخرها كما أن قوله: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر 1، 2] دال على أن كل إنسان عاقبته ومآله إلى الخسار {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [العصر:3] وأمثال ذلك كثير . ❝
❞ على الناس أن يتلقوا معني كلام الله كما تلقاه الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فإنهم كانوا إذا قرأوا عشر آيات، أو أقل أو أكثر، لم يتجاوزوها حتى يعرفوا ويحققوا ما دلت عليه من الإيمان والعلم والعمل، فينزلونها على الأحوال الواقعة يؤمنون بما احتوت عليه من العقائد والأخبار، وينقادون لأوامرها ونواهيها، ويطبقونها على جميع ما يشهدون من الحوادث والوقائع الموجودة بهم وبغيرهم، ويحاسبون أنفسهم: هل هم قائمون بها أو مخلون بحقوقها ومطلوبها؟ وكيف الطريق إلى الثبات على الأمور النافعة، وتدارك ما نقص منها؟ وكيف التخلص من الأمور الضارة؟ فيهتدون بعلومه، ويتخلقون بأخلاقه وآدابه، ويعلمون أنه خطاب من عالم الغيب والشهادة موجه إليهم، ومطالبون بمعرفة معانيه، والعمل بما يقتضيه . ❝