█ “كتبوا إلى عمر بن الخطاب يسألونه عن مسألةٍ أيهما أفضل: رجل لم تخطر له الشهوات ولم تمر بباله, أو نازعته إليها نفسه فتركها لله؟ فكتب عمر: أن الذي تشتهي المعاصي ويتركها لله عز وجل من: الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ الا ترى من مشى محبوبه الجمر والشـوك أعظم ممّن إليه راكباً” كتاب الفوائد لابن منده ج1 مجاناً PDF اونلاين 2024 جاء مقدمة الكتاب: الحمد رب العالمين والصلاة والسلام أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين الحمد خلق الإنسان سلالة طين ثم جعله نطفة قرار مكين جعل هذه النطفة علقة العلقة مضغة المضغة عظاما كسا العظام لحما أنشأ إنسانا يتحرك الحياة ويعبد الله تعالى تارة مطيعا وتارات أخرى عاصيا أرسل الرسل والديانات وجعل الطريق الحق واضحا جليا يعمى عليه ويجعله خفيا فتبارك خالها ورازقا إن المتأمل حال الأمة الإسلامية يرى العجب العجاب وبخاصة إذا كان طرفيها المتناقضين ذاك الطرف الأبيض الناصع الظاهر وهاتيك المظلم والخفی طرفها الأول فيه سيد الخلق وصحابته الكرام وذاك النور ما يزال يشع لنا منهم ومن تلاميذهم فكل يوم نرى التراث الإسلامي درة ثمينة تحكي هذا التاريخ المجيد تاريخ السيادة والعزة والإباء الكرامة والشرف لا تاریخ الجبن والخور رحم الصحابة وسيد الأنام وهؤلاء السلف وهذا الكتاب معنا يعد تلك الدرر الثمينة ويعد صاحبه أهل العلم أسر التي طالما انتشرت ماضينا قل بالأحرى ماضيهم إن القارئ لتاريخ قديما ليشاهد بين قراءته نورا فهم لهذا الدين وإذا توقفنا مع بعض النماذج حياة النبي عندما قال لأهل المدينة: «من يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل العصر بني قريظة» وسار طالبين الرضا الإلهي سماع أمر وصلى بعضهم مدركين الغاية الأمر هو الذهاب هناك وأن ذلك ليدل سعة هؤلاء لدينهم
❞ “من أعجب الأشياء أن تعرف الله ثم لا تحبه, وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة, وأن تعرف قدر الربح في معاملته، ثم تعامل غيره, وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له,
وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته،
ثم لا تطلب الأنس بطاعته, وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه،
ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته, وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه،
والإنابة إليه, وأعجب من هذا علمك أنك لابد لك منه وأنك أحوج شيء إليه، وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب” . ❝
❞ إحذر نفسك فما أصابك بلاء قط إلا منها ، ولا تُهادنها فوالله ما أكرمها من لم يُهنها ، ولا أعزها من لم يذُلها ، ولا جبَرها من لم يكسرها ، ولا أراحها من لم يُتعبها ، ولا آمنها من لم يُخوفها ، ولا فَرَّحها من لم يُحزنها . ❝