█ كتاب الحق المر مجاناً PDF اونلاين 2024 هو أحد أشهر كتب الداعية والشاعر والمفكر الإسلامي الشيخ محمد الغزالي ويُعد أهم الدعاة القرن العشرين حيث أثرى المكتبة الإسلامية بعشرات الكتب القيمة حتى لُقب بأديب الدعوة لتميز كتاباته بأسلوبها الأدبي الرفيع
❞ مغالطات العلمانيين
أحد الذين حضروا ندوة ‘الإسلام والعلمانية’ سألني: لماذا لم تجب عن تساؤل الدكتور فؤاد زكريا:
ماذا يفعل الإسلام لحل مشكلة الديون المصرية؟
قلت : وجدت السؤال ساذجا !
ولو قال: ماذا يفعل الإسلام لعلاج أخطاء العلمانية الاقتصادية ؟
لسارعت بالجواب.
قال: وما هذه الأخطاء؟
فرددت بسرعة: إن مصر بعد الحرب العالمية الثانية كانت دولة دائنة، وكانت القيمة الذاتية للجنيه المصري خمسة أضعاف الدولار الأمريكى!
فما الذى جعل الدولة الدائنة مدينة؟!
وما الذى جعل الجنيه يساوى فى الأسواق نصف دولار ؟!!
تلك آثار العلمانية الاقتصادية، وعبقريتها في التخريب المادي والأدبي !
والسخيف أنها تخفي هذا الفشل تحت ثوب من الترفع والتعالم !!
ثم نقول للمسلمين: ماذا ستفعلون لحل المشكلة؟ !!
المشكلة التي وضعوا هم بذورها ….
قال: إن كثيرين يردّدون هذا السؤال معهم: فلننس ما كان ولنجب نحن!
قلت: لا بأس، إننا- باسم الإسلام- نتحرك وأمامنا هذه الحقائق :
أولا: إذا كنا مدينين بستة وثلاثين مليارا من الدولارات فهناك ضعف هذا المبلغ من الثروة المصرية موجود في البنوك الخارجية، وينبغى أن يعود كله أو جلّه …
ثانيا: الإنتاج العام عندنا ضعيف إلى حد مخيف، ويكاد يوم العمل يهبط إلى ساعة واحدة بينما هو في الدنيا ثماني ساعات.
إن المديرين والمنفذين يتحركون بغير حماس وبلا وعى!
ويجب أن يتغير هذا كله .
ثالثا: آن الأوان لمحو تقاليد السرف والترف، ومقاتلة المخدرات والمسكرات جميعا، وإرغام أصحاب الكروش على شد الأحزمة، والعيش كسائر الناس.
رابعا: عند التأمل سنجد أن الدول الفقيرة سدّت ما عليها، ولكن ما دفعته ذهب في الفوائد الربوية، وفي رواتب الموظفين والخبراء الأجانب الذين يصحبون المشروعات الإنمائية أي أن الدول الغنية تقوم بأعمال سرقة ونهب وتغرير واحتيال، ويجب فضح هذا المسلك .
قال صاحبي: اشرح لنا السياسة الإسلامية التي تنظر إلى هذه الحقائق.
قلت: إنني على استعداد، لكن بعد أن أسمع من العلمانيين كيف جعلوا الأمة الدائنة مدينة؟
وكيف جعلوا العملة النفيسة خسيسة؟
إن هؤلاء البله يحسبون أن الإسلاميين سيقيمون حلقة ذكر لحل المشكلة ! . ❝
❞ « أكره أصحاب الغلظة والشراسة، لو كان أحدهم تاجرا واحتجتُ إلى سلعة عنده ما ذهبتُ إلى دكانه ، ولو كان موظفا ولى عنده مصلحة ما ذهبتُ إلى ديوانه، لكن البلية العظمى أن يكون إمام صلاة أو خطيب جمعة أو مشتغلا بالدعوة، إنه يكون فتنة متحركة متجددة يصعب فيها العزاء.
إذا لم يكن الدين خلقا دميثا ووجها طليقا وروحا سمحة وجوارا رحبا وسيرة جذابة فما يكون؟! وقبل ذلك، إذا لم يكن الدين افتقارا إلى الله، وانكسارا فى حضوره الدائم، ورجاء فى رحمته الواسعة، وتطلعا إلى أن يعم خيره البلاد والعباد فما يكون؟!
بعض المصلين تحركه لينتظم فى الصف فكأنما تحرك جبلا! وبعض الوعاظ يتكلم فكأنه وحده المعصوم والناس من دونه هم الخطاءون! وهذا شاب حدث يحسب نفسه مبعوث العناية الإلهية لإصلاح البشرية فهو ينظر إلى الكبار والصغار نظرة مقتحمة جريئة..
إن القلب القاسى والغرور الغالب هما أدل شئ على غضب الله ، والبعد عن صراطه المستقيم... ومن السهل أن يرتدى الإنسان لباس الطاعات الظاهرة على كيان مُلوث وباطن معيب.
لو أن إنسانا عرف معايبى فسترها عن الناس وقصد إلى ليكشف لى أخطائى، ويرجع بى إلى ربى لشكرته ودعوت له! أنه أسدى إلى جميلا، ورحم الله امرءا أهدى إلى عيوبى..
إننى أخاف على نفسى وعلى الناس صياحا فضاحا سفاحا ، يرتقب الغلطة ليثب على صاحبها وثبة الذئب على الشاه، فهو فى ظاهره غيور على الحق ، وفى باطنه وحش لم تقلم التقوى أظافره ، ولم يغسل الإيمان عاره ولا اوضاه.
إنه تحت شعار الإسلام يوجد ناس ليس لهم فقه وليست لديهم تربية، يغترون بقراءات وشقشقات واعتراضات على بعض الأوضاع، ويرون أن الدين كله لديهم وأن الكفر كله عند معارضيهم، فيستبيحون دماءهم وأموالهم وكراماتهم. ما هذا بإسلام وما يخدم بهذا الأسلوب دين من الأديان ».
. ❝