█ *سجن الهوىٰ* لم أستطع التمسك به كانت الظروف أقوى من شدة تعلقي نزعته مني ويا للأسف هذا الجرح الذي تركه قلبي آهة تخرج أعماقي تعبر عن الألم أشعر أنيني يزداد رويدًا وتحول إلى نحيب الظُّلم يتغلغل بداخلي يفتت داخلي قطعةً قطعة حتى أشتد النزيف أعلم أن الوقت كالذهب وأنا لم أحافظ عَلَىٰ بقيت فيه بجواره أريد لهذا وتلك اللحظات السعيدة تعود لكن تناثر التِبرُ الهواء ورحل والقمر كان يتسامر معي المساء تركني رأيت تساقط الدموع مقلتيه تشبه الأوداق أيام الشتاء تألمت أشد لرؤيته هكذا تأبَّد المكان الأنُس عالمي ساد غياهب الظلمات وجبَ القلب عندما طغى الديجور مملكتي الصغيرة ولاحت الأفق البعيد ظلال تبث الرعب ليت الزمن توقف ليتني ما أفلت يديه لكنت كامعته بشدة؛ كي يظل بجواري ولسقيته بحور عشقي لو كنت حافظت علىٰ ذلك فيه؛ لمَ بقيتُ وحدي أعد الساعات والدقائق التقي يا أوردتي توقفي الألم؛ فأنا لمْ أتحمل *أسماء عبد العاطي بركه* *«عاشقة الكتابة»* كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ *كل همٍ زائل لا محالة*
حسرةٌ في القلب تحرقه كالنار، سجين في سرداب الظلام، يتوغّل الحزن في كبده كالإعصار، يمحي آثار الربيع، ويترك أعسان الشتاء، يشعر بالتيه يزلزل أعماقه، وبخّر لهيب الشمس ذكرياته، كان بريئًا ونقيًا، وبه من الشمائل أجملها وأعذبها، لكن لم يسلم من أذاهم، حاسبوه على جرمٍ لم ترتكبه يداه، وكلماتٍ لم تنطقها شفاهه، وجد نفسه مسجونًا خلف قيد الشك والخيانة، الكذب والافتراء، مأخوذٌ بذنبٍ لم يرتكبه، لقد بالغ في حبه، ومنحه لمن لا يستحق، ذاق من كأس الموت على يديهم، رموه بالمُقذَعات حتى أصابه الوهن، جسده ينزف، وسال دمه المهراق أرضًا، ألقى بنظره عليه ولم يتألم، لم يتحرك له جفن، يبدو أن قلبه قد مات، أصبح ميتًا على قيد الحياة، فنى الجسد، وبقت الروح، صوتٌ أتى من بعيد يشبه بكاء لحنٍ مرير، لم يصدر همهماتٍ أو بكاءًا، أو حتى نحيبًا، ينظر فقط لبقايا جسده النحيل، ألقى عليه نظرة مودعًا، وأبتسم له بفتور، ومن ثم رحل، ظل في هذا العذاب سنواتٍ طوال، حتى لاح النور، لقد وجد شعاع الضوء طريقًا لقلبه، ونفذ إليه؛ ليكامعه الشوق، يريده أن يبدأ من جديد، أن ينسى تلك الهموم والأحزان، وأن يكسر القيود، أن يبثّ في قلبه الأمل من جديد، ترنم الضوء بسحره العتيق، وأخبره أنه لا تثريب عليه، لقد حصحص الحق، وعلم من هو صديقه، ومن عدوه، أخبره أن العنت الذي أصابه ما هو إلا ذكرىٰ، وأن القادم أفضل، وأنه لا أحد يستحق أن تحزن لأجله، كن نفسك أو لا تكن، لاحت على وجهه ابتسامة جميلة لم تزر ملامحه منذ زمن، يشعر بنبضات قلبه عادت للحياة، وتخبره أنها هنا؛ ليبدأ من جديد بعيدًا عن كل من جرحوا قلبه، وآلموا جسده، لم يعتابهم؛ فهم لا يستحقون، بل رحل بعيدًا عنهم وعن ذكراهم؛ كي يستطيع النجاة، وسيترك نجاحه هو الذي يتحدث، لقد بدد حيف قلبه، ومهما كان الألم سيواجهه بصدرٍ رحب، ونفسٍ راضية وثقة بأنه أقوى من أن تسقطه تيارات الحقد، وسيكون المجد بالنصر ونيل المُراد.
*ک/ أسماء عبد العاطي بركة*
«أكاسيا» . ❝
❞ لم يعد لدي رغبة في البكاء، لقد حاولت مرارًا وتكرارًا أن أعبر عن ألم قلبي في هيئة دموع، لكن أبت الدموع أن تسقط، كأنها تخبرني الآن الأمر لا يستحق بكائكِ.
★لـ/أسماء عبد العاطي «أكاسيا»★ . ❝
❞ *خبايا القلوب*
تكسرت عقارب الساعة، وشقّ البكاء دُجْنةَ اللَّيل، غمامٌ أسود لم يتكشف من السماء، عاصفةٌ هوجاء تُزْرِي بأوراق الأشجار، وتطمس أعسان الربيع، سُرِقت الحروف من جوفه وصار في الدنيا وحيد، أدَرْن الثوب الأبيض ولُطّخ بالسواد؛ ليضاهي سواد تلك الليلة الليلاء، دمعٌ حثيث خالط وجنتيه، حيفٌ زلزل أركانه من الداخل، وتثبيط طغىٰ على جسده، ملامحه أصبحت مكفهرة، وخطواته متثاقلة، يصارع بطء الدقائق التي تمرّ، مواجِدٌ اشتعلت به؛ لتخبره ألا يترك نفسه تنهزم، سرابٌ زاره من بعيد وكامعه كعاشقٍ مسكين، لقد نضب العطاء الذي كان يمنحه للجميع، لم يعد كما كان من قبل، لقد كسروا قلبه، واستولوا على سره وعلنه، عاقبوه من غير جُرْمٍ، نظرات عينيه حزينة، لقد لاح منها البثّ والشكوى، فقد قوته ومعها عقله، يبكي ويضحك، يسرع ويبطئ، يبتسم وينتحب، بداخله الشيء وضده، اطلخم الأمر وصار يقتله من الداخل؛ لقد ضاع حلمه، رفضته الطُرقات، واغتالته الحدود، يترنح في خطواته كنَشْوانٍ بسبب خمرٍ معتّق، الغبَن يثقب أعماقه، لا يعلم أي ألمٍ يقتله، هل هي الوحدة الأليمة، أم الجُرح المرير؟ صدىٰ الأغنيات الحزينة أتت من بعيد؛ لتنهمر دموعه كشلال، كم يتمنى لو يكون كل هذا أحلام وأوهام بعقله المريض! لم تكن تلك المعركة متكافئة، لقد استنزفت دواخله، ودمرّت كل خليةٍ بجسده، ضاقت به السُبل، وضلّ الطريق، يتذكر كم أهانه أقرب الأشخاص لقلبه، وعندما فرّ إلى من يحب كي ينسىٰ، تركه في العراء ولم يشفق عليه، سكن النجمُ في كَبِدِ السماء، وودع ما بقى من قلبه معه، وعندما رحل النجمُ من السماء، وساد الديجور، وسُجِن القمر خلف الغيوم، انهارت قوته، وهوىٰ إلى الأسفل، يتمتم بكلماتٍ غير مترابطة، ومن ثم سكن، وسكن معه قلبه، وانطوت صفحات ذلك المسكين.
*ک/أسماء عبد العاطي بركة*
*أكاسيا* . ❝