[ملخصات] 📘 ❞ المنشق ريبورتاج المرايا والظلال ❝ رواية ــ أحمد ضحية اصدار 2021

النثر العربى - 📖 ملخصات ❞ رواية المنشق ريبورتاج المرايا والظلال ❝ ــ أحمد ضحية 📖

█ _ أحمد ضحية 2021 حصريا رواية المنشق ريبورتاج المرايا والظلال عن دار بسمة للنشر الإلكتروني 2024 والظلال: لحظتان ﻟﻦ ﺗﻨﻤﺤﯿﺎ ﻣﻦ ذاﻛﺮﺗﻪ: اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﻏﺎدر ﻓﯿﻬﺎ ﻣﺴﻜﻦ ﻫﯿﻠﺪا ﺑﻌﺪ ﺳﻬﺮّة داﻓﺌﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﻛﺎن النّهار ﯾﺘﻤﻄﻰ مشرئباً ﺧﻠﻒ ﻧﺎﻓﺬة ﻣﻜﺘﺒﻪ عندما أُعتقل! واﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﻨّﻬﺎر ﯾﺬّوي والشمس ﺗﺘﻬﺎوّى خلف اﻷﻓﻖ اﻟﻐﺮﺑﻲ الجنكويز ﯾﺪﻓﻌﻮﻧﻪ إﻟﻰ داﺧﻞ اﻟﺰﻧﺰاﻧﺔ ﻓﯿﻄﻮي ﻟﯿﻞ اﻟﺒﻠﺪة آﺧﺮ اﻟﻨّﻬﺎرات اﻟﻤﺴﻜﻮﻧﺔ ﺑﺼﻤﺖ اﻟﻨّﺎس وﺑﺆﺳﻬﻢ اﻟﺬي اﻧﻔﺠﺮ بغتةً ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ اﻟﻤﺪﻣﺮ! ﻓﺘﻼﺷﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء اﻧﻔﺠﺎرات ﺗﯿﺎر ﻏﻀﺒﺘﻬﻢ اﻟﻌﺎرﻣﺔ! ﻃﺮق اﻟﺒﺎب ﺑﺘﻮﺗﺮ ﺟﺎءه ﺻﻮت اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ: "ﺣﺎﺿﺮ ﺣﺎﺿﺮ ﻟﺤﻈﺔ " وﺗﻘﺪﻣﺖ ﺧﻄﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺷﺮاﯾﯿﻨﻪ وﻗﻠﺒﻪ ﯾﻨﺘﻔﺾ ﺑﺸﺪّة! وفيما كان جادين جانو يسترد أنفاسه من النيران التي أشعلتها هيلدا كانت هتافات غفيرّة تنعقد قبة البلاد الأسيرّة والجموع تعتصم أمام القيادة العامة لقوات "الجنكويز" فيما صوت قطار صباح يهد القضبان هداً ويمضي دون توقف يبطىء ليركب عمال المدن كلات المواني المراكبية حشاشة القصوب تربالة القرى فلاحين البلدات خارج التخطيط تلاميذ المدارس الأفندية ليفرغهم جميعاً ميدان الاعتصام! وﻗﺒﻞ أن ﯾﺘﻮﻗﻒ الهتاف واﻟﻘﺼﻒ ﻛﺎﻧﺖ اﻷرض ﻗﺪ زﻟﺰﻟﺖ زﻟﺰاﻟﻬﺎ وﺗﺒﯿﻦ للمريود واﻟﻤﻌﺘﻘﻠﯿﻦ الآﺧﺮﯾﻦ اﻧﻬﯿﺎر ﺟﺪران اﻟﺴﺠﻦ! كان الأهالي المغبونين قد اندفعوا يحطمون اﻟﺠﺪران اﻟﻤﺘﺪاﻋﯿﺔ ﻟﻠﺰﻧﺎزﯾﻦ ﺗﺪﻓﻘﻮا ﯾﻠﺘﺤﻤﻮن ﺑﻬﺬا اﻟﺴﯿﻞ اﻟﻬﺎدر ﻟﻨَّﻬﺮٍ أرواح أﺑﻄﺎل ﻋﺸﺮاتِ اﻟﻌﺼﻮر ﺗﻌﺎﻗﺒﺖ اﻟﺒﻼد انبثق ﻫﺬه اﻟﻜﻮﻧﯿﺔ اﻟﺨﺎﻟﺪة ﻣﺴﺎم اﻟﻘﺒﻞ اﻷرﺑﻌﺔ! اﻟﺜﻮار اﻟﻤﺴﻠﺤﻮن ﯾﻘﻮدﻫﻢ اﻟﺨﺰﯾﻦ ﺣﻤﻠﻮا أﺳﻠﺤﺘﻬﻢ وﻣﻀﻮا ﯾﺤﻤﻮن اﻟﺠﻤﻮع اﻟﻬﺎدرَّة ﯾﻘﻮدﻫﺎ ﺻﺎﻧﻊ اﻟﻔﺨﺎر وﯾﻔﺴﺤﻮن ﻟﻬﺎ اﻟﻄﺮﯾﻖ ﻟﺪك ﻗﻼع وﺣﺼﻮن ﺣﺎﻛﻢ ﻋﺎم ﯾﻨﺤﺪر أﺳﺮَّة اﻟﻤﻘﺪس ﺳﺮه اﻟﻤﺎﻟﻜﺔ ﺗﺴﺒﻘﻬﻢ ﻫﺘﺎﻓﺎﺗﻬﻢ وﻫﻢ ﯾﺤﻤﻠﻮن طيفاً متلاشياً أﻋﻨﺎﻗﻬﻢ يشق ﻫﺘﺎف روﺣﻪ ﻋﻨﺎن اﻟﺴﻤﺎء وﯾﺮج رﺟﺎً: اﻧﻄﻠﻖ اﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮون وﻣﺰﯾﺪاً اﻟﺠﻤﺎﻫﯿﺮ اﻟﺜﺎﺋﺮة ﺗﻨﺸﻖ ﻋﻨﻬﻢ تغريدات "ود دَبرك" تنشق عنهم ﻛﺘﺐ اﻟﺘﺎرﯾﺦ واﻟﺤﻜﺎﯾﺎت واﻷﺣﺎﺟﻲ وﯾﺘﻘﺪﻣﻮن اﻟﺼﻔﻮف ﻣﻤﺴﻜﯿﻦ ﺑﺄﯾﺪي ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ وهم بين جوانحهم أشباح أحبابهم ﺻﺪورﻫﻢ ﻋﺎرﯾﺔ وهتافاتهم تشق ﻓﻀﺎء الأسيرَّة اﻟﺮَّﺣﺐ ﻛﻐﻀﺒﺔ رياح اﻟﻬﺒﺒﺎي الجسورَّة وﻋﯿﻮﻧﻬﻢ ﺗﻠﻤﻊ كاﻟﺒﺮق اﻟﻌﺒﺎدي المخاتل! ﺟﺎءوا ﻓﺞ ﺧﺮﺟﻮا زﻗﺎﻗﺎت "اﻟﺒﻠﺪَّة اﻟﻘﺪﯾﻤَّﺔ" ساحة صانع الفخار العتيقة وميدان الحرّية وبيوت القش والصفيح أطراف المدن! جاءوا ﺣﻮاري اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﺰَّاﻫﯿﺔ وﻣﻦ ”أﻧﺪاﯾﺎت“ ﺟﺎءوا ﻓﺮﻗﺎن ”ﺣﻼﻻت“ اﻟﺮﯾﺢ ”ﻛﺮاﻛﯿﺮ“ اﻟﺠﺒﺎل واﻟﻮدﯾﺎن ﺟﺎءوا! وﻣﻦ ﻏﺎﺑﺎت اﻟﺼﻌﯿﺪ أﺳﻔﻞ اﻟﻨَّﻬﺮ وﻣﻦ ﺻﺒﺎح ﺣﯿﺚ ﺗﺸﺮق ﺷﻤﺲ ﺷﺤﯿﺤﺔ وﻣﻨﻬﻜﺔ! وﺗﻮﺣﺪوا ﺟﻤﯿﻌﻬﻢ: اﻟﻤﺸﺮدﯾﻦ اﻟﺴﺠﻨﺎء السياسيين المخضرمين ﺳﺠﻮن "الترح تور الجر" ﺧﺮﺟﻮا ﺑﯿﻦ ﺳﻄﻮر ﻣﺬﻛﺮاﺗﻬﻢ الكنداكات طالبات الجامعات اﻷﻫﺎﻟﻲ اﻟﺬﯾﻦ ﻓﻘﺪوا ﻣﻼﻣﺤﻬﻢ ﻓﺎﻛﺘﺴﺒﻮا ﻣﻼمحاً ﺟﺪﯾﺪة ﻧﺒﻼء "كليوة اﻟﺒﺎﺋﺪة" اﻟﺒﺎﻋﺔ ﻗﺎرﻋﺔ اﻷرزاق اﻟﻄﺮﻗﺎت واﻷرﺻﻔﺔ اﻟﺴﺎﻋﺎﺗﯿﺔ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻤﺎرﺳﻮن إﺻﻼح اﻟﺴﺎﻋﺎت ﺑﺮﻧﺪات اﻟﻤﺤﻼت ﻓﻠﻢ ﯾﻌﺪ ﻣﺠﺮى اﻟﺰَّﻣﻦ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎً ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻢ ﻓﻬﺠﺮوا ﻃﺒﻠﯿﺎﺗﻬﻢ وودﻋﻮا اﻟﻤﻬﻨﺔ اليائسة ﺑﺤﺰن ﻋﺪة ﺷﻐﻠﻬﻢ اﻟﺪﻗﯿﻘﺔ واﻧﺪﻣﺠﻮا ﻣﺴﺎرات النثر العربى مجاناً PDF اونلاين العربي هو كل نثر أدبي مكتوب باللغة العربية وهو يعد بالإضافة إلى الشعر الأشكال الأدبية للكتابة يكون فيه سمات جمالية كالطباق والسجع وغيرها وتعتبر معظم الأعمال نثرا يتكون الكتابة لا تلتزم بأية هياكل رسمية خاصة (غير القواعد النحوية) أو كتابة غير شعرية ببساطة شيء المحاولة بالضرورة ذلك بطريقة جميلة باستخدام الكلمات الجميلة يمكن بالطبع تتخذ شكلاً جميلاً ليس بفضل الميزات البلاغية التجميلية للكلمات (القوافي الجناس ) ولكن بدلا استخدام النمط والتنسيب إدراج الرسومات هناك منطقة واحدة التداخل هي "شعر النثر" والذي يحاول ينقل المعلومة الفكرة فقط مع إثراء الجمالية النموذجية للشعر

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
المنشق ريبورتاج المرايا والظلال
رواية

المنشق ريبورتاج المرايا والظلال

ــ أحمد ضحية

صدرت 2021م عن دار بسمة للنشر الإلكتروني
المنشق ريبورتاج المرايا والظلال
رواية

المنشق ريبورتاج المرايا والظلال

ــ أحمد ضحية

صدرت 2021م عن دار بسمة للنشر الإلكتروني
مجاني للتحميل
عن رواية المنشق ريبورتاج المرايا والظلال:

لحظتان ﻟﻦ ﺗﻨﻤﺤﯿﺎ ﻣﻦ ذاﻛﺮﺗﻪ: اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﻏﺎدر ﻓﯿﻬﺎ ﻣﺴﻜﻦ ﻫﯿﻠﺪا ﺑﻌﺪ ﺳﻬﺮّة داﻓﺌﺔ، ﻓﯿﻤﺎ ﻛﺎن النّهار ﯾﺘﻤﻄﻰ مشرئباً ﺧﻠﻒ ﻧﺎﻓﺬة ﻣﻜﺘﺒﻪ، عندما أُعتقل!

واﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻓﯿﻬﺎ اﻟﻨّﻬﺎر ﯾﺬّوي، والشمس ﺗﺘﻬﺎوّى خلف اﻷﻓﻖ اﻟﻐﺮﺑﻲ، ﻓﯿﻤﺎ الجنكويز ﯾﺪﻓﻌﻮﻧﻪ إﻟﻰ داﺧﻞ اﻟﺰﻧﺰاﻧﺔ، ﻓﯿﻄﻮي ﻟﯿﻞ اﻟﺒﻠﺪة، آﺧﺮ اﻟﻨّﻬﺎرات اﻟﻤﺴﻜﻮﻧﺔ ﺑﺼﻤﺖ اﻟﻨّﺎس وﺑﺆﺳﻬﻢ، اﻟﺬي اﻧﻔﺠﺮ بغتةً ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ اﻟﻤﺪﻣﺮ! ﻓﺘﻼﺷﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء داﺧﻞ اﻧﻔﺠﺎرات ﺗﯿﺎر ﻏﻀﺒﺘﻬﻢ اﻟﻌﺎرﻣﺔ!..

ﻃﺮق ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎب ﺑﺘﻮﺗﺮ.. ﺟﺎءه ﺻﻮت ﻫﯿﻠﺪا ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ:

"ﺣﺎﺿﺮ، ﺣﺎﺿﺮ ﻟﺤﻈﺔ.."

وﺗﻘﺪﻣﺖ ﺧﻄﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺷﺮاﯾﯿﻨﻪ، وﻗﻠﺒﻪ ﯾﻨﺘﻔﺾ ﺑﺸﺪّة!

وفيما كان جادين جانو يسترد أنفاسه من النيران التي أشعلتها هيلدا، كانت هتافات غفيرّة تنعقد في قبة البلاد الأسيرّة، والجموع تعتصم أمام القيادة العامة لقوات "الجنكويز" فيما صوت قطار دار صباح يهد القضبان هداً، ويمضي دون توقف.. يبطىء ليركب عمال المدن، كلات المواني، المراكبية، حشاشة القصوب، تربالة القرى فلاحين البلدات خارج التخطيط، تلاميذ المدارس، الأفندية، ليفرغهم جميعاً في ميدان الاعتصام!

وﻗﺒﻞ أن ﯾﺘﻮﻗﻒ الهتاف واﻟﻘﺼﻒ، ﻛﺎﻧﺖ اﻷرض ﻗﺪ زﻟﺰﻟﺖ زﻟﺰاﻟﻬﺎ، وﺗﺒﯿﻦ للمريود واﻟﻤﻌﺘﻘﻠﯿﻦ الآﺧﺮﯾﻦ، اﻧﻬﯿﺎر ﺟﺪران اﻟﺴﺠﻦ!

كان الأهالي المغبونين قد اندفعوا يحطمون اﻟﺠﺪران اﻟﻤﺘﺪاﻋﯿﺔ ﻟﻠﺰﻧﺎزﯾﻦ.. ﺗﺪﻓﻘﻮا ﯾﻠﺘﺤﻤﻮن ﺑﻬﺬا اﻟﺴﯿﻞ اﻟﻬﺎدر، ﻟﻨَّﻬﺮٍ ﻣﻦ أرواح أﺑﻄﺎل ﻋﺸﺮاتِ اﻟﻌﺼﻮر، اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻗﺒﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻼد الأسيرّة.. انبثق ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﻜﻮﻧﯿﺔ اﻟﺨﺎﻟﺪة، ﻣﻦ ﻣﺴﺎم اﻟﻘﺒﻞ اﻷرﺑﻌﺔ!

اﻟﺜﻮار اﻟﻤﺴﻠﺤﻮن ﯾﻘﻮدﻫﻢ اﻟﺨﺰﯾﻦ، ﺣﻤﻠﻮا أﺳﻠﺤﺘﻬﻢ وﻣﻀﻮا، ﯾﺤﻤﻮن اﻟﺠﻤﻮع اﻟﻬﺎدرَّة، اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﯾﻘﻮدﻫﺎ ﺻﺎﻧﻊ اﻟﻔﺨﺎر، وﯾﻔﺴﺤﻮن ﻟﻬﺎ اﻟﻄﺮﯾﻖ، ﻟﺪك آﺧﺮ ﻗﻼع وﺣﺼﻮن، آﺧﺮ ﺣﺎﻛﻢ ﻋﺎم ﯾﻨﺤﺪر ﻣﻦ أﺳﺮَّة اﻟﻤﻘﺪس ﺳﺮه اﻟﻤﺎﻟﻜﺔ، ﺗﺴﺒﻘﻬﻢ ﻫﺘﺎﻓﺎﺗﻬﻢ وﻫﻢ ﯾﺤﻤﻠﻮن طيفاً متلاشياً ﻋﻠﻰ أﻋﻨﺎﻗﻬﻢ، يشق ﻫﺘﺎف روﺣﻪ ﻋﻨﺎن اﻟﺴﻤﺎء، وﯾﺮج اﻷرض رﺟﺎً:

اﻧﻄﻠﻖ اﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮون، وﻣﺰﯾﺪاً ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎﻫﯿﺮ اﻟﺜﺎﺋﺮة، ﺗﻨﺸﻖ ﻋﻨﻬﻢ تغريدات "ود دَبرك".. تنشق عنهم ﻛﺘﺐ اﻟﺘﺎرﯾﺦ واﻟﺤﻜﺎﯾﺎت واﻷﺣﺎﺟﻲ.. ﺗﻨﺸﻖ ﻋﻨﻬﻢ اﻷرض، وﯾﺘﻘﺪﻣﻮن اﻟﺼﻔﻮف، ﻣﻤﺴﻜﯿﻦ ﺑﺄﯾﺪي ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ، وهم ﯾﺤﻤﻠﻮن بين جوانحهم أشباح أحبابهم. كانت ﺻﺪورﻫﻢ ﻋﺎرﯾﺔ، وهتافاتهم تشق ﻓﻀﺎء اﻟﺒﻼد الأسيرَّة اﻟﺮَّﺣﺐ، ﻛﻐﻀﺒﺔ رياح اﻟﻬﺒﺒﺎي الجسورَّة، وﻋﯿﻮﻧﻬﻢ ﺗﻠﻤﻊ كاﻟﺒﺮق اﻟﻌﺒﺎدي المخاتل!

ﺟﺎءوا ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓﺞ..

ﺧﺮﺟﻮا ﻣﻦ زﻗﺎﻗﺎت "اﻟﺒﻠﺪَّة اﻟﻘﺪﯾﻤَّﺔ".. ﻣﻦ ساحة صانع الفخار العتيقة، وميدان الحرّية، وبيوت القش والصفيح في أطراف المدن!

جاءوا ﻣﻦ ﺣﻮاري اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﺰَّاﻫﯿﺔ.. وﻣﻦ ”أﻧﺪاﯾﺎت“ اﻟﺒﻼد الأسيرَّة.. ﺟﺎءوا ﻣﻦ ﻓﺮﻗﺎن و ”ﺣﻼﻻت“ دار اﻟﺮﯾﺢ، وﻣﻦ ”ﻛﺮاﻛﯿﺮ“ اﻟﺠﺒﺎل واﻟﻮدﯾﺎن، ﺟﺎءوا!..
وﻣﻦ ﻏﺎﺑﺎت اﻟﺼﻌﯿﺪ، وﻣﻦ أﺳﻔﻞ اﻟﻨَّﻬﺮ، ﺟﺎءوا..

وﻣﻦ دار ﺻﺒﺎح ﺣﯿﺚ ﺗﺸﺮق ﺷﻤﺲ اﻟﺒﻼد الأسيرَّة، ﺷﺤﯿﺤﺔ وﻣﻨﻬﻜﺔ! وﺗﻮﺣﺪوا ﺟﻤﯿﻌﻬﻢ: اﻟﻤﺸﺮدﯾﻦ، اﻟﺴﺠﻨﺎء السياسيين المخضرمين ﻓﻲ ﺳﺠﻮن "الترح و تور الجر" ﺧﺮﺟﻮا ﻣﻦ ﺑﯿﻦ ﺳﻄﻮر ﻣﺬﻛﺮاﺗﻬﻢ، الكنداكات طالبات الجامعات، اﻷﻫﺎﻟﻲ اﻟﺬﯾﻦ ﻓﻘﺪوا ﻣﻼﻣﺤﻬﻢ، ﻓﺎﻛﺘﺴﺒﻮا ﻣﻼمحاً ﺟﺪﯾﺪة، ﻧﺒﻼء "كليوة اﻟﺒﺎﺋﺪة"، اﻟﺒﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎرﻋﺔ اﻷرزاق، ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻗﺎت واﻷرﺻﻔﺔ، اﻟﺴﺎﻋﺎﺗﯿﺔ اﻟﺬﯾﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻤﺎرﺳﻮن إﺻﻼح اﻟﺴﺎﻋﺎت، ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺪات اﻟﻤﺤﻼت، ﻓﻠﻢ ﯾﻌﺪ ﻣﺠﺮى اﻟﺰَّﻣﻦ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎً ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻢ، ﻓﻬﺠﺮوا ﻃﺒﻠﯿﺎﺗﻬﻢ، وودﻋﻮا ﻫﺬه اﻟﻤﻬﻨﺔ اليائسة ﺑﺤﺰن، ﺣﻤﻠﻮا ﻋﺪة ﺷﻐﻠﻬﻢ اﻟﺪﻗﯿﻘﺔ، واﻧﺪﻣﺠﻮا ﻓﻲ ﻣﺴﺎرات اﻟﺠﻤﻮع.

الترتيب:

#2K

1 مشاهدة هذا اليوم

#19K

35 مشاهدة هذا الشهر

#78K

3K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 231.
أحمد ضحية ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار بسمة للنشر الإلكتروني 🏛 الناشر
QR Code