█ _ أبو حامد الغزالى 2010 حصريا كتاب أيها الولد عن دار البشائر الإسلامية 2024 الولد: إن النصيحة كفاية لأهل العلم وتعد هذه الرسالة الصغيرة من أهم النصائح التي أجاب بها الإمام الغزالي أحد طلابه النابهين الذين اشتغلوا بالتحصيل وقراءة وطلب منه أن يعلمه شيئاً ينفعه غده ويؤانسه قبره وأن يخبره بما لا حتى يدعه فكتب تلك الورقات عرفه فيها وأهميتها وكيف تكون وما هي الأعمال الصالحة والطالحة وأمثلة ذلك هو العمل المقرب لله تعالى وأهمية للآخرة نية التعلم والعلم النافع بد يكون مقرونًا بالعمل خلاصة الطاعة والعبادة القول كالفعل وغيرها المفيدة النافعة أيها أو المحب رسالة كتبها (ت 505هـ) وهي عبارة مجموعة والإرشادات إلى تلامذته لتكون دستورًا ومنهجًا وطريقةً له حياته تعريف بالرسالة جاء مقدمة الرسالة: «اعلم واحدًا الطلبة المتقدمين لازَمَ خدمة الشيخ زين الدين حجة الإسلام أبي محمد بن قدس الله روحه واشتغل عليه جمع دقائق العلوم واستكمل فضائل النفس ثم إنه فكَّر يوما حال نفسه وخطر باله فقال: إني قرأت أنواعًا وصرفت رَيْعَانَ عمري تعلمها وجمعها فالآن ينبغي أعلم أي نوعها ينفعني غدًا ويؤانسني قبري وأيها أتركه؛ قال رسول الله: «اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ» » فكتب «أيها المحب» جوابه وخلاصة ينصح الناشئين ألا يطلبوا لنيل أغراض الدنيا والمباهاة الأقران بل يقصدوا إحياء الشريعة وتهذيب الأخلاق ويذكرهم بأن «العلم بلا عمل جنون والعمل علم يكون» ويبدو بالأصل بالفارسية ووردت باسم «فرزند نامه» و«نصيحت حيث المرتضى الزبيدي «ومنها [أي مؤلفات الغزالي] الولد» فارسية عربها بعض العلماء وسماه بهذا الاسم المشهور» وقد طُبع المتن الفارسي باعتناء عباس الاقبال طبعاتها غلاف الطبعة الأولى «الجواهر الغوالي» تشتمل سبعة رسائل للغزالي احداها القاهرة 1343 هـ طبعت مرات عديدة ومن الطبعات: «رسالة في: الرسائل جمعها محيي صبري الكردي مطبعة كردستان العلمية 1328هـ 1910م طُبعت نفقة فرج ضمن الغوالي حُجة الغزالي» طبعت محيى المطبعة العربية لصاحبها خير الزركلي 1343هـ «أيها المحب! : الفيلسوف (451 505هـ 1058 1111م)» تحقيق عبد أحمد زينة الشروق 1975م والثانية 1400هـ 1980م والثالثة 1401هـ 1981م والرابعة 1403هـ 1983م مطلوب وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغداد 1406هـ 1986م صباح علي كاظم العاني 1408هـ 1988م تلميذه» الحميد مكتبة الخدمات الحديثة جدة 1414هـ 1994م محي القرة داغي الاعتصام الثانية 1405هـ 1985م الولد»: تحقيق: شيخ حسين, البيروتي, دمشق, الأولى, 1442هـ 2020م شروحها وللرسالة عدة شروح منها: «أيها الأخ: شرح للإمام لعبد الرحمن الرومي الشهير بصبري 1139هـ) ألفه سنة 1117هـ «سراج الظلمات لأبي سعيد الخادمي 1176هـ) «تحفة الأبرار لنور قوطيط «واصلة المدد در ايها للخالدي المخزومي الملقب بسلطان باللغة الفارسية «شرح لمؤلف مجهول نشره هادي الشمرخي المارديني (دار الكتب 2012م) شرح للشيخ سامر النص, شرحها ضمن سلسلة دروس ألقاها بريطانيا, موجودة موقع يوتيوب كما اختصرها عمر قاسم إسماعيل المقرئ الشافعي المعروف بالبقري 1111هـ) بعنوان «نصائح البقري» مخطوط [72] 4464 بالأزهر ترجماتها الألمانية نُشر النص العربي لأول مرة قبل المستشرق هامر برجشتل جانب ترجمة ألمانية فينة 1838م O Kind! Die berühmte ethische Abhandlung Ghasali's Arabisch und deutsch, von Hammer Purgstall Wien, 1838 التركية جاء كشف الظنون الأمير مصطفى المشهور بعالي الشاعر ترجمها التركية وسمى المترجم بتحفة الصلحاء ذكر البدوي مع تركية لمحمد رشيد قازان 1905م الأردية صدرت أردية الاشاعت باكستان الإنكليزية صدرت نسخة عربية إنكليزية بيروت (المطبعة الكاثوليكية) 1951م جورج شيرر disciple al Ghazali ; translated by George H Scherer with an introd the translator Beirut Catholic Press, 1951 كما الإنكليزية توبايس ماير جمعية النصوص كمبريدج 2005م Al Ghazālī's letter to a bilingual English Arabic edition introduction & notes Tobias Mayer Ghazzali; Cambridge Islamic Texts Society, 2005 الفرنسية ترجمها الفرنسية توفيق صباغ Lettre au (Ayyuhā ʹl walad) Ghazzālī اللجنة الدولية لترجمة الروائع 1969م الإسبانية ترجمت الإسبانية ونُشِرَتْ O Hijo Esteban Lator, Beyrouth :Imprimerie Catholique, 1951 كتب إسلامية متنوعة مجاناً PDF اونلاين المنهج الذي وضعه سبحانه وتعالى للناس كي يستقيموا وتكون حياتهم مبنيةً والذي بيَّنه رسوله صلى وسلّم لهم وإنّ للإسلام المبادئ والأُسس يجب الإنسان مسلماً بحق الالتزام اركان كتب فقه وتفسير وعلوم قرآن وشبهات وردود وملل ونحل ومجلات الأبحاث والرسائل العلمية, التفسير, الثقافة الاسلامية, الحديث الشريف والتراجم, الدعوة والدفاع الإسلام, الرحلات والمذكرات والكثير
❞ أيها الولد :
رُئِيَ في وصايا لُقْمانَ الحكيمِ لابنِه أنَّه قال: يا بُنَيَّ! لايَكُونَنَّ الدِّيكُ أَكْيَسَ مِنك، يُنادي بالأسحار وأنتَ نائم . ❝
❞ اعلم - أيها الولد - المحب العزيز أطال الله - تعالى - بقاءك بطاعته، وسلك بك سبيل أحبائه - أن منشور النصيحة يكتب من معدن الرسالة - عليه الصلاة والسلام
إن كان قد بلغك منه نصيحة فأي حاجة لك في نصيحتي وإن لم تبلغك فقل لي ماذا حصلت في هذه السنين الماضية . ❝
❞ أيها الولد، ينبغي لك أن يكون قولك وفعلك موافقاً للشرع؛ إذ العلم والعمل بلا اقتداء الشرع ضلالة.
وينبغي لك ألا تغتر بشطح الصوفية وطاماتهم؛ لأن سلوك هذا الطريق يكون بالمجاهدة وقطع شهوة النفس وقتل هواها بسيف الرياضة، لا بالطامات والتُرَّهات . ❝
❞ أيها الولد، خلاصة العلم أن تَعَلَمَ أن الطاعة والعبادة ما هي
اعلم أن الطاعة والعبادة متابعة الشارع في الأوامر والنواهي بالقول والفعل، يعني: كل ما تقول وتفعل، وتترك قوله وفعله يكون باقتداء الشرع، كما لو صمت يوم العيد وأيام التشريق تكون عاصياً، أو صليت في ثوب مغصوب -وإن كانت صورة عبادة - تأثم . ❝
❞ أيها الولد إذا علمت هذا الحديث لا حاجة إلى العلم الكثير، وتأمل في حكاية أخرى وهي:
أن حاتم الأصم كان من أصحاب شقيق البلخي - رحمة الله تعالى عليهما - فسأله يوماً قال: صاحبتني منذ ثلاثين سنة ما حصَّلت فيها؟
قال: حصلت ثماني فوائد من العلم، وهي تكفيني منه؛ لأني أرجو خلاصي ونجاتي فيها.
فقال شقيق: ما هي؟
قال حاتم:
الفائدة الأولى:
أني نظرت إلى الخلق فرأيت لكل منهم محبوباً ومعشوقاً يحبه ويعشقه، وبعض ذلك المحبوب يصاحبه إلى مرض الموت، وبعضه يصاحبه إلى شفير القبر، ثم يرجع كله ويتركه فريداً وحيداً، ولا يدخل معه في قبره منهم أحد.
فتفكرت وقلت: أفضل محبوب المرء ما يدخل معه في قبره ويؤنسه فيه، فما وجدته غير الأعمال الصالحة، فأخذتها محبوبة لي؛ لتكون لي سراجاً في قبري، وتؤنسني فيه، ولا تتركني فريداً.
الفائدة الثانية:
أني رأيت الخلق يقتدون أهواءهم، ويبادرون إلى مرادات أنفسهم، فتأملت قوله - تعالى - :[وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)] النازعات: 40 - 41.
وتيقنت أن القرآن حق صادق، فبادرت إلى خلاف نفسي وتشمرت بمجاهدتها، وما متعتها بهواها، حتى ارتاضت بطاعة الله - تعالى - وانقادت.
الفائدة الثالثة:
أني رأيت كل واحد من الناس يسعى في جمع حطام الدنيا ثم يمسكه قابضاً يده عليه، فتأملت في قوله - تعالى - : [مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ] النحل: 96 فبذلت محصولي من الدنيا لوجه الله - تعالى - ففرقته بين المساكين ليكون ذخراً لي عند الله - تعالى -.
الفائدة الرابعة:
أني رأيت بعض الخلق يظن أن شرفه وعزه في كثرة الأقوام والعشائر؛ فاعتز بهم، وزعم آخرون أنه في ثروة الأموال وكثرة الأولاد؛ فافتخروا بها، وحسب بعضهم أن العز والشرف في غصب أموال الناس وظلمهم وسفك دمائهم، واعتقدَتْ طائفة أنه في إتلاف المال وإسرافه، وتبذيره؛.فتأملت في قوله - تعالى - : [إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ] الحجرات: 13 فاخترت التقوى، واعتقدت أن القرآن حقٌ صادق، وظنَّهم وحسبانهم كلها باطل زائل.
الفائدة الخامسة:
أني رأيت الناس يذم بعضهم بعضاً، ويغتاب بعضهم بعضاً، فوجدت أصل ذلك من الحسد في المال والجاه والعلم، فتأملت في قوله -تعالى- : [نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا] الزخرف: 32 فعلمت أن القسمة كانت من الله - تعالى - في الأزل، فما حسدت أحداً، ورضيت بقسمة الله - تعالى -.
الفائدة السادسة:
إني رأيت الناس يعادي بعضهم بعضاً لغرض وسبب؛ فتأملت في قوله -تعالى-: [إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً] فاطر:6 فعلمت أنه لا يجوز عداوة أحد غير الشيطان.
الفائدة السابعة:
أني رأيت كل أحد يسعى بجد، ويجتهد بمبالغة لطلب القوت والمعاش، بحيث يقع به في شبهة وحرام، ويذل نفسه وينقص قدره؛ فتأملت في قوله - تعالى - : [وَمَامِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا] هود: 6 فعلمت أن رزقي على الله -تعالى- وقد ضمنه؛ فاشتغلت بعبادته، وقطعت طمعي عمن سواه.
الفائدة الثامنة:
أني رأيت كل واحد معتمداً على شيء مخلوق، بعضهم على الدينار والدرهم، وبعضهم على المال والملك، وبعضهم على الحرفة والصناعة، وبعضهم على مخلوق مثله، فتأملت في قوله -تعالى- : [وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً] الطلاق: 3 فتوكلت على الله - تعالى - فهو حسبي ونعم الوكيل.
فقال شقيق: وفقك الله - تعالى - إني قد نظرت التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، فوجدت الكتب الأربعة تدور على هذه الفوائد الثماني، فمن عمل بها كان عاملاً بهذه الكتب الأربعة . ❝
❞ أيها الولد، النصيحة سهل، والمشكل قبولها لأنها في مذاق متبعي الهوى مرٌّ؛ إذ المناهي محبوبة في قلوبهم، على الخصوص لمن كان طالب العلم الرسمي مشتغلاً في فضل النفس ومناقب الدنيا، فإنه يحسب أن العلم المجرد له سيكون نجاته وخلاصه فيه، وأنه مستغن عن العمل، وهذا اعتقاد الفلاسفة.
سبحان الله العظيم! لا يعلم هذا القدر أنه حين حصَّل العلم إذا لم يعمل به تكون الحجة عليه آكد، كما قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: "أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لا ينفعه الله بعلمه" . ❝
❞ أيها الولد، من جملة ما نصح به رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أمته قوله: "علامة إعراض الله - تعالى - عن العبد اشتغاله بما لا يعنيه، وإن امرءاً ذهبت ساعة من عمره في غير ما خلق له لجدير أن تطول عليه حسرته، ومن جاوز الأربعين ولم يغلب خيره شره فليتجهز إلى النار".
وفي هذه النصيحة كفاية لأهل العلم . ❝
❞ وتيقن أن العلم المجرد لا يَأْخُذُ باليد مثاله لو كان على رجل في برية عشرة أسياف هندية مع أسلحة أخرى، وكان الرجل شجاعاً وأهل حرب، فحمل عليه أسد عظيم مهيب، فما ظنك هل تدفع الأسلحة شره عنه بلا استعمالها وضربها
ومن المعلوم أنها لا تدفع إلا بالتحريك والضرب.
فكذا لو قرأ رجل مائة ألف مسألة علمية وتعلمها، ولم يعمل بها، لا تفيده إلا بالعمل . ❝
❞ أيها الولد، العلم بلا عمل جنون، والعمل بغير علم لا يكون.
واعلم أن علماً لا يبعدك اليوم عن المعاصي، ولا يحملك على الطاعة، لن يبعدك غداً عن نار جهنم، وإذا لم تعمل اليوم، ولم تدارك الأيام الماضية تقول غداً يوم القيامة: [فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً] السجدة: 12، فيقال: يا أحمق أنت من هناك تجيء . ❝
❞ لو كان العلم المجرد كافياً لك ولا تحتاج إلى عمل سواه - لكان نداء الله -تعالى- : "هل من سائل هل من مستغفر هل من تائب" ضائعاً بلا فائدة . ❝