█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ اما ناقل الاشاعة فيلزمه امور منها
اولا ان يتقى الله فى نفسه ويراقبه فى كل ما يقول ويفعل
ثانيا ان يتذكر انه محاسب على كل كلمة يقولها قال تعالى" وان عليكم لحافظين"
وقال "ما يلفظ من قول الالديه رقيب عتيد"
وقال صلى الله عليه وسلم"كفى بالمرء كذبا اواثما ان يحدث بكل ما يسمع" . ❝
❞ قصة النبي صالح
أرسله الله إلى قوم ثمود - قبيلة من القبائل العربية البائدة، المتفرعة من أولاد سام بن نوح، وهي قبيلة ثمود، وسميت بذلك نسبة إلى أحد أجدادها، وهو: ثمود بن جاثر بن إرم بن سام بن نوح --، وقيل: ثمود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح.والنبي صالح من هذه القبيلة، ويتصل نسبه بثمود - وكانوا قوما جاحدين آتاهم الله رزقا كثيرا ولكنهم عصوا ربهم وعبدوا الأصنام وتفاخروا بينهم بقوتهم فبعث الله إليهم صالحا مبشرا ومنذرا ولكنهم كذبوه وعصوه وطالبوه بأن يأتي بآية ليصدقوه فأتاهم بالناقة وأمرهم أن لا يؤذوها ولكنهم أصروا على كبرهم فعقروا الناقة وعاقبهم الله بالصاعقة فصعقوا جزاء لفعلتهم ونجى الله صالحا والمؤمنين.
أما نسبه: فهو: صالح—بن عبيد بن أسف بن ماشخ بن عبيد بن حاذر -أو- صالح—بن جابر بن ثمود بن جاثر بن إرم بن سام بن نوح.
إرسال صالح لثمود
جاء قوم ثمود بعد قوم عاد، وتكررت قصة العذاب بشكل مختلف مع ثمود. كانت ثمود قبيلة تعبد الأصنام هي الأخرى، فأرسل الله سيدنا ˝صالحا˝ إليهم.. وقال صالح لقومه: (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ) نفس الكلمة التي يقولها كل نبي.. لا تتبدل ولا تتغير، كما أن الحق لا يتبدل ولا يتغير.
فوجئ الكبار من قوم صالح بما يقوله.. إنه يتهم آلهتهم بأنها بلا قيمة، وهو ينهاهم عن عبادتها ويأمرهم بعبادة الله وحده. وأحدثت دعوته هزة كبيرة في القوم.. وكان صالح معروفا بالحكمة والنقاء والخير. كان قومه يحترمونه قبل أن يوحي الله إليه ويرسله بالدعوة إليهم.. وقال قوم صالح له:
تأمل وجهة نظر الكافرين من قوم صالح. إنهم يدلفون إليه من باب شخصي بحت. لقد كان لنا رجاء فيك. كنت مرجوا فينا لعلمك وعقلك وصدقك وحسن تدبيرك، ثم خاب رجاؤنا فيك.. أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا؟! يا للكارثة.. كل شيء يا صالح إلا هذا. ما كنا نتوقع منك أن تعيب آلهتنا التي وجدنا آبائنا عاكفين عليها.. وهكذا يعجب القوم مما يدعوهم إليه. ويستنكرون ما هو واجب وحق، ويدهشون أن يدعوهم أخوهم صالح إلى عبادة الله وحده. لماذا؟ ما كان ذلك كله إلا لأن آبائهم كانوا يعبدون هذه الآلهة
معجزة صالح
ورغم نصاعة دعوة صالحعليه السلام، فقد بدا واضحا أن قومه لن يصدقونه. كانوا يشكون في دعوته، واعتقدوا أنه ساحر أو مسحور، وطالبوه بمعجزة تثبت أنه رسول من الله إليهم. وشاءت إرادة الله أن تستجيب لطلبهم. وكان قوم ثمود ينحتون من الجبال بيوتا عظيمة. كانوا يستخدمون الصخر في البناء، وكانوا أقوياء قد فتح الله عليهم رزقهم من كل شيء. جاءوا بعد قوم عاد فسكنوا الأرض التي استعمروها . ❝
❞ أكثر الذين عبدوا الله و زعموا أنهم يعبدونه واحداً جعلوا له شركاء .. أكثرهم فعلوا هذا من حيث يدرون أو من حيث لا يدرون .. أخناتون الذي بلغ القمة في التوحيد ، عاد فجعل من نفسه إبناً للإله فقال في نشيده مخاطباً ربه ، إنك في قلبي. و ليس هناك من يعرفك غير ابنك الذي وُلد من صُلبك ، ملكُ مِصْر السفلىٰ و العليا ، الذي يحيا في الحق ، سيد الأرضين أخناتون .
لقد وقع برغم بصيرته الشفافه في هذا الإفك القديم و ظن نفسه إبنا لله من صلبه ، و في فارس تصوره الذين عبدوا إلهين اثنين .. (هرمز و اهرمن ) : أحدهما إلهاً للخير و الآخر للشر " و في الهند ثالوثاً "براهما و فشنوا و شيفا" و من تحت الثالوث عددوا كثرة من صغار الأرباب وصلت إلى ثلاثمائة و ثلاثين مليوناً من الآلهة ، بعدد ما ظنوا من حيوانات و دواب و مخلوقات تحل فيها أرواح تلك الآلهة ..
و في اليونان عبدوا زيوس كبير الأرباب ثم جعلوا لهذا الكبير عصابة بعدد ما تصوروا من قوى الطبيعة .
و عبد اليهود الرب " يهوا " إلهاً واحداً ثم جعلوا من النبي عزيرا ابناً له مخالفين بذلك ما علمهم موسى من وحدانية الخالق ..
و جاء عيسى بالتوحيد فاختلف من بعده الأتباع و جعلوا من المسيح ابناً و جعلوا الحقيقة الإلهية الواحدة ثالوثاً ..
ثم جاء الإسلام بختام الكلمة في التوحيد فالله أحدٌ صمد لا صاحبة و لا ولد ، ليس له ند و لا ضد و لا مثيل و لا شبيه ، لا يتحيز في مكان و لا يتزمن في زمان ، و لا يتحدد في كم ، و لا يتمثل في مقدار ، و لا يتقيد في إطار ، و لا تحيط به صورة و لا يتجسد في جسد ، ليس من هذا العالم ، بل هو فوقه و متعالٍ عليه ؛ فهو في الإطلاق و هذا العالم في القيد ، و هو في كلمة بسيطة بليغة .. أحدٌ .. أحد .. ليس كمثله شئ .
واعتقد المسلمون بهذا التوحيد بواقع الشهادة التي يُقرّونها خمس مرات كل يوم و في كل أذان ، أنه لا إله إلا الله .. و أن الله أكبر من كل شيء مطلقاً .. و لكن الكثرة الغالبة منهم عادت فوقعت في ألوان جديدة من الشرك الخفي ، و بات أكثر توحيد المسلمين باللسان بأن الله أكبر .. على حين أن سلوك هذه الكثرة و مشاعرها يقول إن الدنيا أكبر ، و تحصيل المال أكبر ، و حيازة القصور و الضياع أكبر ، و الفوز برضا المرأه أكبر و التقرب للسلطة أكبر ، و هوى النفس أكبر .
الكثرة تقول لا نعبد إلا الله و لا نخاف إلا الله ، و لكن سلوكها يقول إنها تخاف الموت و الفقر و المرض و الميكروب و الفيروس و الشيخوخة أكثر ، و كأنما هذه الأشياء لها سلطة الضرر بذواتها ..
الكثرة تطلب الشفاء من يدي الطبيب و تلتمس الدواء و يقع الواحد منهم في يأس لأنه لم يجد الحقن المستوردة كذا أو المضاد الحيوي كذا و ينسى أن الله من وراء الأسباب ، و أنه هو الذي أودع صفات الشفاء في هذا المضاد أو هذه الحقنة و أنه هو الذي قدر البرء على يد هذا الجراح ..
و أنه هو الذي خلق الفيروس و الميكروب و البكتريا ، و أنه الذي نشرها و أرسلها و أنه هو الذي أقام حواجز المناعة في أجسامنا ، و أنه إن شاء هدم هذه المناعة ، و إن شاء أعانها و أنه خالق الحر و البرد و الصقيع ، و أنه الذي وضع خاصية التغذية فالغذاء ، و الإرواء في الماء ، و خاصية القتل في السم ، و خاصية النفع في الترياق ..
' لا شئ له سلطة النفع بذاته ..و لا شئ له سلطة الضرر بذاته'
و إنما هو الله الضار النافع و ما عدا ذلك أسباب أقامها الله لتعمل بمشيئته ، و التوحيد الصحيح أن نخافه هو ، لأنه لا شئ يستطيع أن يضرنا بدون مشيئته ، و أن نطمع فيه وحده لأنه لا شئ يستطيع أن ينفعنا بدون إذنه ، إنه وحده الذي يعمل طوال الوقت - بالرغم من كثرة الأيدي التي تبدو في الصورة - ألم يقل للمقاتلين في بدر :
قال تعالى :
(( فلم تقتلوهم و لكن الله قتلهم و ما رميت إذ رميت و لكن الله رمى ))
مع أن الظاهر أنهم هم الذين قتلوا المشركين .. و أن النبي عليه الصلاة و السلام هو الذي رمى .
هذا هو الظاهر ..
و لكن الحقيقة أنها أدوار اختار الله أبطالها منذ الأزل .. اختار للشر نفوساً و عرف أنها لا تصلح إلا للشر بحكم ما أخفته في سرها .. و لهذا اختار إبليس للغواية .. لأنه علم فيه الكِبر .. و اختار محمداً عليه الصلاة و السلام للهداية لما عَلِمَ فيه من مودة و رحمة .. و هكذا وزع الأدوار بحكم استحقاقات علمها أزلاً .. ثم أعان كل واحد على ما يصلح له .. أعان المضل على الضلال و أعان الهادى على الهدى ..
قال تعالى : (( كلاً نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربك و ما كان عطاء ربك محظوراً ))
قال تعالى : (( فأما من أعطى و أتقى ، و صدق بالحسنى ، فسنيسرهُ لليسرى ، و أما من بخل و استغنى ، و كذّب بالحسنى ، فسنيسرهُ للعسرى ))
من طلب المعونة على جريمة أعانه عليها و عليه وزر احتياره ، و من طلب المعونة على خير أعانه عليه و له ثواب اخياره . و إنما دور كل منا هو توجيه طاقته .
و لكن الله - سبحانه و تعالى - هو صاحب الطاقة الكلية و لا يمكن إنفاذ فعل بدونه فهو الوكيل القائم على إنقاذ جميع الأفعال ، و هو اليد الفاعلة و إنما دور القاتل أنه أضمر القتل و اختاره و فكر فيه و عزم عليه و هذا هو إسهامه الذي سيُحاسب عليه .. أما إنفاذ جميع الأفعال فالله منفرد بها
و لهذا قال لمحاربي بدر :
(( فلم تقتلوهم و لكن الله قتلهم ))
و هذا هو المعنى الحقيقي للتوحيد أن الله هو الفاعل الوحيد .. و أنه إذا كانت لنا أعمال فهي سرائرنا و نياتنا و ما نعزم عليه و ما نوجه إليه طاقتنا و ما نبادر إليه ، لهذا قال الله عن نفسه إنه يضل من يشاء و يهدي من يشاء .
قال تعالى (( و من يضلل الله فما له من هاد ))
(( و من يضلل الله فلن تجد له سبيلاً ))
و لكنه شاء سبحانه وتعالى أن يطمئنا فقال :
(( و يضل الله الظالمين ))
(( كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب ))
(( كذلك يضل الله الكٰفرين ))
' فجعل الفعل الإلهي قائما على استحقاق . و هذا يجعل من الدنيا كلها تحصيل حاصل لاستحقاقات أزلية استحقتها نفوس الخلائق بحكم منازلها التي تفاضلت بها أزلاً ..
و إنما أراد الله أن نخرج ما نكتم في قلوبنا فخلق هذه الدنيا ليشهد كل منا على نفسه :
قال تعالى :(( و الله مخرجٌ ما تكتمون ))'
قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ} [التوبة : 64]
و هذا يعني أن هذه الدنيا هي الفصل الثاني من رواية ، و إنه كان هناك فصل سابق عشناه و لا نذكر عنه شيئاً . و إننا بحكم ما قدمناه في هذا الفصل السالف استحققنا ما نجد الآن من خير و شر .. و أن ما يجد كلٍ منا في حياته هو أشبه بكشف النقاب عما يكتم و عما يخفي في ذات نفسه .
و الله يعلم حقيقتنا منذ القدم ، و يعلم عنا كل شئ ، و لكنه أراد أن نعلم عن أنفسنا بعض ما يعلم عنا فخلق لنا الدنيا لنرى أنفسنا في أعمالنا .
و ليس هناك قولاً بتناسخ فأنا لا أؤمن بالتناسخ الذي يتكلم عنه الهنود ، و لا في تقمص الأرواح الذي يعتقد فيه الدروز..
و لا أظن أن الفصل الأول من هذه الرواية كان على هذه الأرض و لا أنه كان تقمصاً سابقاً لحياة بشرية ..
' إنما هو أمر من أمور الغيب لا يعلمه إلا الله و هو ماضٍ محجوب لن يُهتك عنه الستر إلا يوم يبعث الله من في القبور و يحصل ما في الصدور .
يومئذٍ تنكشف الأسرار و يعرف المجرمون أنفسهم على حقيقتها فيقولون معترفين :
{قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ} [غافر : 11]
و لا خروج .. فهل يستطيع الإنسان أن يخرج من نفسه أو يتبرأ إنسان من يديه " هيهات " ..
و يسأل سائل .. لمن الملك اليوم ؟
و تجيب السماوات و الأرض و الملائكة و كل الخلق .. لله الواحد القهار ، و هو أمر ليس بجديد .. فالملك كان لله دائما في ذلك اليوم و في كل يوم ..'' و لكن ظاهر الدنيا يخدع كل من يراه " .. كان يبدو أن لبعض الناس مُلكاً ، و كان يبدو أن الطبيب يشفي و أن السلطان يرزق ، و أن السم يُميت و أن الرصاصة تقتل ، و أن هذا ينفع و أن ذاك يضر ، و أن هناك جبارين غير الله يحكمون .
و نسينا ما وصف الله به نفسه بأنه :
قال تعالى : {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد : 3]
فإذا كان الطبيب يشفي ، و السلطان يرزق ، و السم يُميت ، و الرصاصة تقتل ، فإن الله هو الظاهر في كل هذه المظاهر و هو الفعل الخالص فيها .. و ما يجري على جميع الأيدي هو الوجه المنظور للمشيئة في تلك اللحظة .. سبحانه كل يوم هو في شأن .. و تلك شؤونه ..
و إذا كنا رأينا جبارين من غير الله يحكمون فما حكموا في الحقيقة إلا به .. و إنما تجلى الاسم الجبار على نفوسهم لأن تلك النفوس لم تكن لتقبل بحكم استعدادها الأزلي إلا هذا النوع من التجلي .. لم تكن تصلح لأن يتجلى عليها الودود و لا الرحيم و لا الرءوف .. لم تكن تقبل التجليات الجمالية للأسماء الحليم و الكريم و المنان و اللطيف ..
فنحن ما زلنا مع الله لم يظهر فينا غيره .. هو الظاهر في كل شئ بأفعاله و أسمائه .. و لكن من وراء ستار الأسباب ومن خلف نقاب الكثرة .
و برغم هذه الكثرة فإنه لا إله إلا الله.. لا فعال سواه ، و لا شافٍ و لا رازق و لا نافع و لا ضار و لا مميت و لا جبار و لا مهيمن غيره .. إنها ذاته الواحدة الفاعلة أبداً و أزلاً ..
ألا تبدو الطاقة الكهربائية في كل مصباح بشكل مختلف حسب نوع الفتيل المعدني داخله ..!؟
ألا تبدو الكهرباء في مصابيح النيون بألوان و تألقات متفاوتة حسب نوع الغازات في تلك الأنابيب المفرغة.. ؟!
' ما أشبهها جميعاً بنفوسنا التي تختلف استعداداتها فتختلف أفعالها مع أن الفاعل فيها واحد .. مجرد مثال .'
"و الدنيا كلها مثال رامز للقدره قدرة الواحد الأحد الذي ليس كمثله شئ و إذا رأيت هذا الواحد من وراء الكثرة و إذا أنت لم تعبأ بهذه الكثرة و شعرت بنفسك تتعامل طول الوقت وجهاً لوجه مع الله فلم تر شافياً لك غيره برغم تعاطيك الدواء و استسلامك للجراح ، و إذا رأيته هو الذي يطعمك و يسقيك و شعرت بنفسك تأكل من يديه و تشرب من يديه برغم كثرة المشارب و المطاعم التي تتردد عليها ، و إذا نسيت نفسك و لم تر غيره فأنت المسلم الموحد على وجه التحقيق "
وإنما يأتي فساد الأعمال من تصور الواحد منا أنه يأتيها وحده .. كما تصور قارون أنه صاحب العلم و صاحب المال و صاحب الفضل و قال مختالاً و هو يتحدث عن ماله و جاهه قال تعالى :
{قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي ۚ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ۚ وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} [القصص : 78]
فلم ير غير نفسه و لم يشهد غير علمه الذاتي و نسي أنه لا يملك علماً ذاتياً و لا قدرة ذاتية ، و إنما قدرته وعلمه و ذكاؤه كانت هبات سيده و هذا هو الشرك الخفي ..
حينما يصبح إله الواحد نفسه و هواه و ملكاته ..
قال تعالى :
{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاىٰهُ} [الجاثية : 23]
ولهذا يتبرأ العارفون عن أعمالهم الصالحة و يسندوها إلى الله و إلى توفيقه .'
و أكثر من هذا يتبرأ الواحد من إرادته الخيرة و من نياته الطيبة و يرى أنها من أفضال سيده .. ثم يتبرأ من نفسه التي بين جنبيه و ينسى ذاته .. و يشهد أنه لا يملك من نفسه إلا العدم و أن كل ماله من الله ..و لا يعود يختار و إنما الله يختار له في كل لحظة .. ثم لا يعود يشهد إلا الله في كل شئ .. فذلك هو التوحيد الكامل ..
وهذه هي لا إله إلا الله حينما تصبح حياة ..
و نرى في دعاء أبي الحسن الشاذلي في هذه الحالة من الوجد : رب خذني إليك مني و ارزقني الفناء عني ، و لا تجعلني مفتوناً بنفسي ، محجوباً بحسي ، ونقرأ في المواقف والمخاطبات للنفري ما يقوله الله للعبد العارف " ألق الاختيار ألق المسألة البتة " .
فثواب مثل ذلك التوحيد الكامل الذي يلقي فيه العبد باختياره و يأخذ باختيار الله في كل شيء هو المغفرة الكاملة و عدم المحاسبة، يقول الله في حديثه القدسي إلى المذنب : لو جئتني بملء قراب الأرض خطايا و لقيتني لا تشرك بي شيئاً لوجدت عندي ملء قراب الأرض مغفرة .
فتلك ثمرة التوحيد ، و هذا ثواب كلمة لا إله إلا الله ، إذا جعلها الواحد منا حياته و نبضه و سلوكه و تنفسه و ذوب قلبه، وهذا ما أراده القرآن الكريم بإسلام الوجه لله سبحانه و تعالى ، و هذا ما أراده رسولنا العظيم محمد عليه الصلاة و السلام، حينما سأله أحدهم أن يوجز الدين الذي تلقاه عن ربه في كلمتين .. فقال كلمته الجامعه : ' قل آمنت بالله ثم استقم ' ..
و هذه هي الملة الحنيفية ملة أبينا إبراهيم الذي لم يعرف لنفسه إلهاً و لا خالقاً و لا رازقاً و لا شافياً و لا منقذاً إلا الله.. و الذي أُلقي به في النار فظهر له جبريل يسأله حاجته .. فقال له النبي العارف الموحد ، أما لك فلا ..
إنه في ساعة الخوف و الهول و الفزع لا يسأل أحداً إلا ربه .. لأنه لا يرى أحداً يملك له شيئاً و لو كان كبير الملائكه الروح القدس نفسه .. فلا فاعل في الكون إلا الله..
و لا يملك أحد أن ينفع أو يضر إلا بإذنه ..
و تلك مرتبة عرفانية لا يصل إليها إلا نبي ..
و هذا معنى التوحيد ..
مقال : كلمة التوحيد .. ماذا تعني
من كتاب : الإسلام ما هو ؟
للدكتور / مصطفي محمود (رحمه الله) . ❝
❞ العاميُّ ليس له آلة هذا الشأن، فهو كالصبي في نقصان الآلة، ولا يفهم من عصمة الأمة عن الخطأ إلا عصمة من تتصور منه الإصابة لأهليته.
والعاميُّ إذا قال قولًا علم أنه يقوله عن جهل، وليس يدري ما يقول.
ولهذا انعقد الإجماع على أنه يعصي بمخالفة العلماء، ويحرم عليه ذلك . ❝