█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ونجد هذه الدقة القرآنية مرة أخرى في تناول القرآن للزمن .. فالمستقبل يأتي ذكره على لسان الخالق على أنه ماض .. فأحداث يوم القيامة ترد كلها على أنها ماض :
" و نفخ في الصور"
"و انشقت السماء فهي يومئذ واهية "
"و برزت الجحيم للغاوين"
"وعرضوا على ربك صفا"
و السر في ذلك أن كل الأحداث حاضرها و مستقبلها قد حدثت في علم الله و ليس عند الله زمن يحجب عنه المستقبل ، فهو سبحانه فوق الزمان والمكان ، و لهذا نقرأ العبارة القرآنية أحياناً فنجد أنها تتحدث عن زمانين مختلفين ، و تبدو في ظاهرها متناقضة مثل :
"أتى أمر الله فلا تستعجلوه"
فالأمر قد أتى و حدث في الماضي .
لكن الله يخاطب الناس بألا يستعجلوه كما لو كان مستقبلًا لم يحدث بعد .. و السر كما شرحنا أنه حدث في علم الله ، لكنه لم يحدث بعد في علم الناس ، ولا تناقض .. و إنما دقة و إحكام ، و خفاء و استسرار ، و صدق في المعاني العميقة . ❝
❞ حكمة الصلاة أن يتحطم هذا الكبرياء المزيف الذي تعيش فيه لحظة سجودك وملامسة جبهتك التراب وقولك بلسانك وقلبك : " سبحان ربي الأعلى ".. وقد عرفت مكانك أخيراً وأنك أنت الأدنى وهو الأعلى.. وأنك تراب على التراب.. وهو ذات منزهة من فوق سبع سماوات..أما لماذا الحركات في الصلاة، ولماذا لا نكتفي بالخشوع القلبي فإني أسألك بدوري :ولماذا خلق لك الجسد أصلاً.. و لماذا لا تكتفي بالحب الشفوي فتريد أن تعانق وتقبل.. لماذا لا تكتفي بالكرم الشفوي فتجود باليد و المال .. بل خلق الله لك الجسد إذا كان خشوعك صادقاً فاض على جسدك فركعت وسجدت .. وإن كان خشوعك زائفاً لم يتعد لسانك ..
هل تعتقد أنك ستدخل الجنة..؟
كلنا سنرِدُ النار ثم ينجي الله الذين اتقوا.ولا أعرف هل اتقيت أم لا ؟؟؟!يعلم هذا علام القلوب.. و كل عملي للأسف حبر على ورق و قد يسلم العمل و لا تسلم النية و قد تسلم النية و لا يسلم الإخلاص .. فيظن الواحد منا أنه يعمل الخير لوجه الله وهو يعمله للشهرة والدنيا والجاه بين الناس وما أكثر ما يخدع الواحد منا في نفسه ويدخل عليه التلبيس وحسن الظن والاطمئنان الكاذب من حيث لا يدري.. نسأل الله السلامة..
وهل يستطيع الإنسان أن يكون مخلصاً ؟!!
لا يملك ذلك من تلقاء نفسه وإنما الله هو الذي يخلص القلوب.. ولهذا يتكلم القرآن في أكثر الآيات عن المخلَصين .. بفتح اللام ... وليس المخلِصين بكسر اللام ولكن الله وعد بأن " يهدي إليه من ينيب " أي كل من يؤوب ويرجع إليه فعليك بالرجوع إليه و عليه الباقي . ❝