█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ويحرسها في الليل عند خوفها:
قالت: كان رسولُ الله معتكفًا، فأتيتُهُ أزورُهُ فعن صفية بنت حيي ليلًا، فحدَّثُته ثم قمتُ فانقلبتُ، فقام معي ليقلبني -وكان مسكنها في دار أسامةَ بن زيد- فمرَّ رجُلان من الأنصارِ، فلما رأيا النبي أسرعا، فقال النبي « رسلِكما، إنها صفية بنت حيي» فقالا: سبحان الله! يا رسول الله. قال : « إن الشيطانَ يجري مع الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذفَ في قلوبكما سوءًا » . ❝
❞ وقوله الذي يوسوس في صدور الناس صفة ثالثة للشيطان فذكر وسوسته أولا، ثم ذكر محلها ثانيا، وأنها في صدور الناس وقد جعل الله للشيطان دخولا في جوف العبد، ونفوذا إلى قلبه وصدره فهو يجري منه مجرى الدم، وقد وكل بالعبد فلا يفارقه إلى الممات
وفي الصحيحين من حديث الزهري عن علي بن حسين عن صفية بنت حيي قالت: كان رسول الله معتكفا، فأتيته أزوره ليلا، فحدثته، ثم قمت، فانقلبت، فقام معي؛ ليقلبني- وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد- فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي أسرعا، فقال النبي على رسلكما إنها صفية بنت حيي فقالا: سبحان الله يا رسول الله! فقال: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا أو قال: شيئا. رواه البخاري . ❝
❞ عندما يجيء فنان حجر فيطبع عليه صورة إنسان، يكون رجلا عظيما..
وتبلغ عظمته القمة عندما يقترب في نحته من قسمات الإنسان الأصيل وتعابير وجهه..
أما خالق الإنسان نفسه ومبدع الحياة في خلاياه ومجرى الدم في العروق، وبارئ الحس في الأعصاب، ومودع الذكاء في المخ، ومطلق هذا البشر العجيب ليملأ الدنيا حراكا وإنتاجا. هذا الخالق الماجد لا تذكره الحضارات الضالة بكلمة تقدير وإعزاز.
إن الوثنيات اليونانية والرومانية انتقلت الى الحضارة الأوروبية، وليست النصرانية إلا قشرة مزورة ملصقة على وجه كفور يرفضها وينأى عنها.
أما الحضارة الإسلامية فشأو آخر، إنها ترمق عظمة اله قبل كل شيء . ❝
❞ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5)
قوله تعالى : الذي يوسوس في صدور الناس
قال مقاتل : إن الشيطان في صورة خنزير ، يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق ، سلطه الله على ذلك ؛ فذلك قوله تعالى : الذي يوسوس في صدور الناس . وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم . وهذا يصحح ما قاله مقاتل . وروى شهر بن حوشب عن أبي ثعلبة الخشني قال : سألت الله أن يريني الشيطان ومكانه من ابن آدم فرأيته ، يداه في يديه ، ورجلاه في رجليه ، ومشاعبه في جسده ؛ غير أن له خطما كخطم الكلب ، فإذا ذكر الله خنس ونكس ، وإذا سكت عن ذكر الله أخذ بقلبه . فعلى ما وصف أبو ثعلبة أنه متشعب في الجسد ؛ أي في كل عضو منه شعبة . وروي عن عبد الرحمن بن الأسود أو غيره من التابعين أنه قال - وقد كبر سنه - : ما أمنت الزنى وما يؤمنني أن يدخل الشيطان ذكره فيوتده ! فهذا القول ينبئك أنه متشعب في الجسد ، وهذا معنى قول مقاتل . ووسوسته : هو الدعاء لطاعته بكلام خفي ، يصل مفهومه إلى القلب من غير سماع صوت . ❝