█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ هناك من البشر من يشبه الغيمات، يستثقل وجوده معنا وهو الأكثر
خفة ونقاوة، لطيف عند مروره، وإن جاد كان عطاؤه كالغيث، و إن لم يجد
بشيء فدفء ظلاله الحانية يكفي. يرسل الله بعضنا لبعض كالأرزاق،
وقد لا يدرك بعضهم أنه رزقٌ لنا! يضمننا بكلمة، ويحتوينا بنظرة، ويربت
على أكتافنا بابتسامة حانية، ويدفعنا للأمام بهمسة ودعاء، وعندما
نسقط نفاجأ به يتلقفنا فنتكئ على ذراعه، وفور نهوضنا يسارع بالهروب!
ويختفي طالما نحن بخير، وعندما تضيق بنا نتلفت حولنا فنجده
هناك، غيمة عامرة بالخير، تختبئ في حضن السماء . ❝
❞ هديه ﷺ في زيارة القبور
كان ﷺ إذا زار قبور أصحابه يزورها للدعاء لهم ، والترحم عليهم ، والاستغفار لهم ، وهذه هي الزيارة التي سنها لأمته وشرعها لهم ، وأمرهم أن يقولوا إذا زاروها ( السَّلامُ عَليكُم أَهْلَ الدِّيارِ مِنَ المُؤمِنِينَ وَالمُسْلِمِينَ ، وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ ، نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمُ العَافِيَةَ) ، وكان هديه ﷺ أن يقول ويفعل عند زيارتها من جنس ما يقوله عند الصلاة على الميت ، من الدعاء والترحم ، والاستغفار ، فَأبَى المشركون إلا دعاء الميت والإشراك به ، والإقسام على الله به وسؤاله الحوائج ، والاستعانة به ، والتوجه إليه ، بعكس هديه ، فإنه هدي توحيد وإحسان إلى الميت ، وهدي هؤلاء شرك وإساءة إلى نفوسهم وإلى الميت وهم ثلاثة أقسام : إما أن يدعوا الميت ، أو يدعوا به ، أو عنده ، ويرون الدعاء عنده أوجب وأولى من الدعاء في المساجد ، ومن تأمل هدي رسول الله ﷺ وأصحابه ، تبيَّن له الفرق بين الأمرين وبالله التوفيق ، وكان من هديه ، تعزية أهل الميت ، ولم يكن من هديه أن يجتمع للعزاء ، ويُقرأ له القرآن ، لا عند قبره ولا غيره ، وكُلُّ هذا بدعة حادثة مكروهة ، وكان من هديه السكون والرضى بقضاء الله ، والحمد الله ، والاسترجاع ، ويبرأ ممن خرَّق لأجل المُصيبة ثيابه ، أو رفع صوته بالندب ، والنياحة ، أو حلق لها شعره ، وكان من هديه ﷺ أن أهل الميت لا يتكلفون الطعام للناس ، بل أمر أن يصنع الناس لهم طعاماً يُرسلونه إليهم ، وهذا من أعظم مكارم الأخلاق والشيم ، والحمل عن أهل الميت ، فإنهم في شغل بمصابهم عن إطعام الناس ، وكان من هديه ، ترك نعي الميت ، بل كان ينهى عنه ، ويقول ( هو من عمل الجاهلية ) ، وقد كرِه حذيفة أن يُعلم به أهله الناس إذا مات وقال : أخاف أن يكون من النعي . ❝