█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ˝نبذة واقعية حزينة˝
منذ طفولتي وأنا أخشى البشر، أخاف الجرائم، ارتعب من الإختطاف، افزع من الفقد، اضطرب من متلزمة عدم الطمأنينة، افكر مائة مرة فيما يعتقده الناس عني، وفي غاية إرضاء الجميع قاعدة لا تفارق حياتي، وحين إستشعاري بالسعادة يومًا كنت أريد أن أقاسمها شبرًا شبرًا على ممن حولي، وكان أكبر عدوة لي النوم بإعتقادي أنه الشئ الذي يمنعني من الهوي، وتحلقي إلى السماء، كنت طفلة برئية تعطى بصدق وتمنح سعادتها للجميع، تقيم في فصل من فصول شكسبير، وترى أنها شئ مختلف، إلا أن تغيرت كل نظرات الحياة عندما علمتني الحياة درس ثمين لا ينسى، تغيرت عاداتي، رؤيتي للأيام، ومن كل ما أخشى منه قد نال مني موطنًا، فقد فقدت عزيزًا سلب جزء من فؤادي ورحل، فكبرت يومًا بعد يوم إلا أن صارت الأمور عكس مجرى أمنياتي، صاحبتني اللامبلاة نحو جميع الأمور، وصار الصمت يحل محل الجدال، بات الشئ الأخير هو إرضاء الناس، فمن يفكر إني خاطئة!! فأنت الصواب، وأنا الخطأ، فأترك بشأني واذهب أينما كنت، وبقى الشئ المفضل لدي النوم.. النوم فقط، ربما ليوم ليومين.. لعام، لا فارق، ولكن الفرق الموحد هو الهروب من عالم لا ينتمي إليه، جميع الأشياء تغيرت، ولكن ربما شئ وحيد لم يتغير بعد، وثبت على حاله، وهو ذاك القلب الرقيق الذي مهما وصل به الأمر لا حقود له يمتلكها، ولا كُره قد أصابه يومًا، يحب الجميع، ويسعد بيهم بل يريد أن يترك بصمة خفيفة كالفراشة التي أثرها محبب للقلوب، وهذا ما يعاني منه اليوم من صدقه هذا، ياليته صار مثل ما اختلفت وتغيرت باقي الأشياء!! بدلًا من عقابه الآن على شئ لا دخل به من أمور البشر . ❝
❞ إنها الحضارة التي تبدأ من نقطة خالصة لما ترتكز عليه. الحضارة التي حجرها الأساس ليس موردا اقتصاديا، ليس تجمعا من أجل ذلك المورد، بل حجرها الأساس "حجر أسود" لا يشبه ما سواه من أحجار بُنيت عليها الحضارات الأخرى، لأنه حجر أسود يرمز لقيم السماء، وقد وُضع ليكون ركيزة لحضارة أرضية متوازنة.
نَفْي كل ما لا ينتمي لقيم السماء لا يعني عداء أو إقصاء للموارد الاقتصادية أو لمرتكزات الحضارات الأخرى بالذات، فذلك يعني أن تلك الحضارة لن تتقدم صوب الواقع وملكوته، لكنه رفض لأن تكون هي المرتكز، وهي الحجر الذي تقام عليه الحضارة. إنه إسكان لهذه الموارد في موضع الوسائل لا الغايات، وفي موضع المعايش لا القيم . ❝
❞ بدا غريبًا بسترة محصلي التذاكر الرمادية والوجه الأسمر المكفهر بذقنه النابتة عن إهمال وشعره الثائر وعيونه الجاحظة، لم تناسب تفاصيله باقي تفاصيل الصورة الجميلة الأنيقة المنمقة، فكر الشاب الواقف خلف الرجل الغريب أن هذا الرجل لا ينتمي إلى هنا، هو ينتمي لعالم آخر مألوف بشكل ما، حاول التفكير في تشبيه مناسب للرجل الغريب ووجد مجازًا أعجبه لدرجة أنه رغب أن يعلنه للآخرين ولكنه للأسف لم يجد من الحاضرين من يعرفه فيهمس له بالتشبيه، بدا له الرجل هاربًا من بين صفحات الكتاب، هذا الرجل هو خيبة الأمل ذاته . ❝
❞ بود ولد عادي. لكنه ليس عاديًا تمامًا، إذ إنه يعيش في مقبرة، وربَّته الأشباح، وحرسه كائن من نوع لا ينتمي إلى عالم الأحياء أو عالم الموتى. تعَّلم بود العادات المهجورة الخاصة بالأشباح في المقبرة، وتعلم أيضًا مهاراتهم الشبحية، مثلًا: يستطيع الاختفاء تمامًا فلا يراه الأحياء. لكن إن ترك بود المقبرة، فسيصبح عرضة للخطر على يد الرجل المدعو جاك ، وهو من قتل عائلة بود بالفعل . ❝