█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍ لهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيم } يس:38
هذه الحقائق المذكورة في القرآن تم اكتشافها من خلال المراقبة الفلكية في عصرنا هذا. ووفقاً لخبراء الفلك فإن الشمس تجري بسرعة كبيرة تبلغ 720.000 كيلومتراً في الساعة باتجاه النجم فيغا في فلك معين يسمى رأس الشمس. وهذا يعني أن الشمس تقطع تقريبا 17.280.000 كيلومتراً في اليوم. ومع الشمس تجري أيضا كل الكواكب والأقمار الاصطناعية التي تقع في ضمن نظام الجاذبية الشمسي وتقطع نفس المسافة التي تقطعها الشمس. وبالإضافة إلى ذلك فإن كل النجوم في الكون تتحرك بطريقة مشابهة. وقد ذكر القرآن الكريم أن الكون كله مليء بالمدارات أو الأفلاك والممرات المشابهة للتي ذكرناها، وذلك في قوله تعالى:
{وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الحُبُكِ } الذاريات: 7 هناك ما يقارب المائتي بليون مجرة في الكون، تتألف كل منها مما يقارب المائتي بليون نجماً ومعظم هذه النجوم لها كواكب وفي كل كوكب هناك أقمار وكلها أجسام ثقيلة تتحرك ضمن مدارات محددة ومحسوبة بدقة. منذ ملايين السنين يسبح كل جرم من الأجرام السماوية في فلكه الخاص بانتظام وتناغم تامين مع الأجرام الأخرى. بالإضافة إلى ذلك فإن الكثير من المذنبات تتحرك أيضا في مدارات محددة لها. وليست الأفلاك في الكون مقتصرة على الأجرام السماوية بل إن المجرات أيضا تجري أيضا بسرعات عظيمة في مدارات محسوبة ومخططة. وخلال حركاتها لا تتقاطع هذه الأجرام السماوية مع الأجرام الخرى ولا تتقاطع معها أبدا. وبالتأكيد فأن القرآن نزل في وقت لم تكن فيه البشرية تمتلك التلسكوبات الموجودة في أيامنا هذه ولا تقنيات المراقبة الحديثة التي تتيح لنا الفرصة لمراقبة ملايين الكيلومترات من الفضاء، ولا كانت المعرفة الفلكية والفيزيائية متوفرة كما هي اليوم، ولذلك لم يكن من الممكن علمياً إثبات أن الفضاء مليء بالمسالك والمدارات أو الأفلاك التي عبرت عنها الآية الكريمة بلفظ الحبك. ومع ذلك فقد كان هذا الأمر معلنا لنا في القرآن الذي نزل في ذلك الوقت، وكيف لا والقرآن كلام الله؟ . ❝
❞ {وَجَعَلْنا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ } الأنبياء: 31 كما نلاحظ فإن الآية قد ذكرت أن من وظائف الجبال أن تمنع حدوث اهتزازات التربة. وهذه الحقيقة لم تكن معروفة عند أحد عند نزول القرآن الكريم، إذ أنها لم تبصر النور إلا من خلال نتائج الاكتشافات الجيولوجية الحديثة. ووفقا لهذه الاكتشافات فإن الجبال تنشأ عن تحركات وانزلاقات في صفائح عظيمة تتكون منها القشرة الأرضية. وعندما تتصادم صفيحتان مع بعضهما تنزلق الأقوى منهما تحت الأخرى وتغوص تحت الأرض لتكون امتدادا عميقا للطبقة الأضعف التي تنحني لتكون الجبال والمرتفعات. وهذا يعني أن للجبال أقساما تحت الأرض تساوي حجمها الظاهر على وجه الأرض. وتصف أحد النصوص العلمية بنية الجبال كما يأتي: ‘’في الأماكن التي تكون فيها القارات أكثر سماكة كما في المناطق التي توجد فيها سلاسل الجبال تغرق القشرة الأرضية بعمق أكثر في الأوشحة’’.4 وقد أشارت إحدى آيات القرآن الكريم إلى هذه الوظيفة من وظائف الجبال بتشبيه الجبال بالأوتاد.
{أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً وَالجِبَالَ أَوْتَاداً } النبأ: 6- 7
ونتيجة لخواصها هذه فإن الجبال تقوم بالامتداد تحت وفوق طبقات سطح الارض في أماكن التقاء هذه الطبقات بعضها مع بعض. وبهذه الطريقة فإنها تثبت القشرة الأرضية وتمنع الانجراف في صفائحها أو في طبقة الصهارة (magma). وباختصار فان الجبال أشبه بالمسامير التي تبقي قطع الخشب متماسكة. ووظيفة التثبيت هذه معروفة في أدبيات العمل بمصطلح التضاغط، والتضاغط يعني ما يلي: ‘’ توازن عام في القشرة الأرضية يستمر نتيجة دفق المواد الصخرية تحت سطح الأرض تحت تأثير ضغط الجاذبية’’ .5 هذا الدور الحيوي للجبال الذي اكتشفته الجيولوجيا الحديثة والأبحاث المتعلقة بالزلازل، كشف عنه القرآن الكريم منذ قرون كمثال على حكمة الله سبحانه وتعالى في الخلق . ❝
❞ { سُبْحَانَ الّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنَفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ } يس: 36
مع أن مفهوم الأزواج يراد به عادة الذكر والأنثى، إلا أن عبارة ‘’ومما لا يعلمون’’ لها دلالات أوسع من ذلك، وقد كشفت إحدى هذه الدلالات في أيامنا هذه، فقد نال العالم البريطاني بول ديراك جائزة نوبل في الفيزياء عام 1933 على اثر طرحه نظرية كون المادة مخلوقة بشكل ثنائي. هذا الاكتشاف الذي سمي ‘’التكافؤ’’ أو ‘’ التماثل’’ يثبت أن المادة تكون ثنائية مع ضدها الذي يسمى ضد المادة. مثال على ذلك فإن الإلكترونات في ‘’ ضد المادة’’ تحمل شحنة موجبة. بينما تحمل بروتونات ‘’ ضد المادة’’ شحنة سالبة. هذه الحقيقة مذكورة في أحد المراجع العلمية على الشكل الآتي: يوجد لكل جزء من الأجزاء دون الذرة نقيض لها يحمل شحنة معاكسة لشحنتها، وحسب مبدأ الريبة فإن الخلق المزدوج والاضمحلال المزدوج يحصلان في الفراغ على الدوام وفي جميع الأمكنة . ❝
❞ {وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ}
إن حركة الجبال تعود إلى حركة الأرض التي تتواجد عليها، حيث إن القشرة الأرضية تطفو فوق طبقة الأوشحة الأعلى منها كثافة. في بداية القرن العشرين افترض العالم الألماني الفرد واغنر أن القارات كانت متلاصقة عند بداية تكونها ثم انجرفت بعد ذلك في اتجاهات مختلفة وبالتالي تفرقت وابتعدت عن بعضها. ولم يدرك الجيولوجيون أن واغنر كان على حق إلا في ثمانينيات القرن الماضي بعد خمسين عاماً على وفاته. وكما يشير واغنر في مقالة له نشرت عام 1915 فإن الكتل الأرضية كانت مجتمعة مع بعضها البعض قبل 500 مليون عام، وهذه الكتلة الكبيرة من الأرض التي سميت البانجيا كانت متواجدة في القطب الجنوبي. وقبل 180 مليون عام تقريباً انقسمت البانجيا إلى قسمين انجرفا باتجاهين مختلفين، فسميت إحدى هذه القارتين العظيمتين الغوندوانا وتضمنت أفريقيا واستراليا والأنتاركتيكا والهند، فيما سميت الأخرى اللوراسيا وشملت أوروبا وأميركا الشمالية واسيا باستثناء الهند وبعد مرور 150 مليون عاماً على هذا الافتراق انقسمت الغوندوانا واللوراسيا إلى أقسام اصغر. والقارات التي انبثقت عن انقسام البانجايا هي في حركة دائمة على سطح الأرض تقدر ببضع سنتيمترات سنوياً، وهذه الحركة تحدث تغييراً في نسبة اليابسة إلى الماء في الكرة الأرضية. وبعد اكتشاف هذه الحقيقة في بداية القرن العشرين شرحها العلماء بما يأتي: ‘’ القشرة الأرضية والقسم العلوي من الأوشحة اللذين تبلغ مساحتهما 100 كلم تقريباً مقسمان إلى ستة صفائح أساسية، ومجموعة أخرى أصغر، ووفقاً للنظرية المسماة: تشوه الصفائح، فإن هذه الصفائح تتنقل في الأرض حاملة معها القارات وقاع المحيطات. وحركة القارات هذه قد تم تقديرها ب 1- 5 سنتيمترات في السنة. وفيما تستمر الصفائح بالتنقل فإنها سوف تحدث تغيراً في جيولوجية الأرض، فكل سنة على سبيل المثال يتسع المحيط الأطلسي قليلا’’ .6 هناك نقطة مهمة يجب ذكرها هنا وهي أن الله سبحانه وتعالى قد أشار في الآية الكريمة إلى حركة القارات على أنها عملية انجراف. واليوم استعمل العلم الحديث مصطلح الانجراف القاري للتعبير عن هذه الحركة.7 وبالطبع فإن ذلك كله أحد وجوه إعجاز القرآن الكريم الذي كشف هذه الحقائق العلمية، في حين أن العلم الحديث لم يستطع اكتشافها إلا مؤخراً . ❝